قالت الإذاعة العبرية إن سلاح الجو «الإسرائيلي» سيشارك الأسبوع المقبل في تمرين جوي دولي يتواجد فيه نظيره الإماراتي، لافتة إلى أن هذه هي المرة الثانية خلال أقل من عام التي تتشارك فيها تل أبيب وأبوظبي في تمرينات عسكرية.
وأوضحت الإذاعة أن الحديث يدور عن التمرين «إنيوخوس 2017»، الذي سيستضيفه سلاح الجو اليوناني ابتداء من الإثنين القادم، وتشارك فيه أيضا طائرات أمريكية وإيطالية.
وسيتدرب الطيارون على مدى عشرة أيام على خوض المعارك الجوية، وضرب الاهداف الأرضية، وتجنب الصواريخ.
في أغسطس/آب 2016، شارك سلاح الجو «الإسرائيلي» إلى جانب نظيريه الإماراتي والباكستاني في مناورات «العلم الأحمر» التي جرت في ولاية «نيفادا» الأمريكية.
تاريخ من التطبيع الإماراتي «الإسرائيلي»
ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين تل أبيب وأبوظبي إلا أن هناك تناميا ملحوظا في العلاقات بينها خلال السنوات الأخيرة.
ففي أكتوبر/تشرين الأول 2016، شارك السفير «الإسرائيلي» بالأمم المتحدة، «داني دانون» في أعمال المؤتمر الدولي للتنمية الذي استضافته إمارة دبي. وحضر «دانون» المؤتمر بصفته الرسمية كرئيس لجنة القانون في الأمم المتحدة، بيد أن «دانون» لم يخف هويته كدبلوماسي «إسرائيلي».
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015، افتتحت تل أبيب بافتتاح ممثلية دبلوماسية له لدى وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة (آيرينا) في أبوظبي.
وكانت مشاركة الرئيس الإسرائيلي الأسبق، «شيمون بيريز»، في افتتاح مؤتمر أمني انعقد في مدينة أبوظبي في بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2013، بحضور 29 من وزراء خارجية الدولة العربية والإسلامية، الصورة الأبرز للتطبيع «الإسرائيلي» والإماراتي، وهي الصورة التي لم يتناولها الإعلام العربي ولا الإماراتي، فيما حرص الإعلام الإسرائيلي على إبرازها.
إذ أكدت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، في حينها، أن «بيريز» ألقى كلمة الافتتاح في المؤتمر عبر تقنية الفيديو كونفرانس من مكتبه في القدس، وهو المؤتمر الذي صادف حضور «توماس فريدمان» المعلق بجريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية، والذي كتب مقالًا نُشر بتاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، حول حضور «بيريز» المؤتمر، مستغربًا أن يفتتح مؤتمر أمنيّ عربيّ بكلمة للرئيس
«الإسرائيلي» وبطلب من الدولة المضيفة الإمارات.
وفي إطار التطبيع الإماراتي «الإسرائيلي»، أيضا، كشفت صحف وتقارير «إسرائيلية» وعالمية أن السلطات الإماراتية تعاقدت مع شركة أمنية مملوكة لدولة الاحتلال لتقوم بتأمين مرافق النفط والغاز في البلاد.
كذلك، كشفت صحف «إسرائيلية» وأمريكية في سبتمبر/أيلول 2013 عن وجود تعاون أمني وعسكري إماراتي «إسرائيلي»؛ حيث أكدت مصادر لتلك الصحف، أنّ طياريْن اثنين من سلاح الجو الإماراتي شاركا مع طياريْن «إسرائيلييْن» في تدريبات عسكريّة في مناورات «العلم الأحمر»، التي أُقيمت في الولايات المتحدة.
في السياق ذاته، نشر موقع «ويكيليكس» عدة وثائق تكشف العلاقات القوية بين الإمارات و«إسرائيل»، والتي حرصت الإمارات على سريتها، وكان أبرز تلك الوثائق وثيقة مؤرخة بـ24 يناير/كانون الثاني 2007، ويظهر من خلالها أن وفودًا «إسرائيلية» وأمريكية يهودية تتدفق على دولة الإمارات سرًّا.
ونقلت هذه الوثيقة تصريحا لولي عهد أبوظبي، «محمد بن زايد» قال فيه لـ«بيريز» نصَا إن «الإمارات لا تعتبر إسرائيل عدوًّا، وأن اليهود مرحب بهم في الإمارات».
كما نشر موقع «ويكيلكس» وثيقة أمريكية مؤرخة بتاريخ 29 أبريل/نيسان 2006 تتناول حوارًا دار بين «بن زايد» وأخيه الملك السعودي الراحل «عبد الله بن عبدالعزيز» مع مساعدة الرئيس الأمريكي الأسبق «جورج بوش» للشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب حينئذ «فرانسيس تاونسيند»؛ حيث طلب «عبد الله» من المسؤولة الأمريكية، وفقًا للوثيقة، أن تعمل على دفع حكومتها من أجل التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين أمريكا والإمارات، قائلاً إن «لم توقعوها معنا لن تستطيعوا توقيعها مع الكويت وقطر والسعودية».
وأضاف: «لا خطر علينا من توقيعها، فعامة الشعب لا يعلم أن التوقيع يعني فتح التجارة مع إسرائيل، إني أرى أن التوقيع سيكون طريقًا جيدًا للإمارات من أجل رفع الحظر عن التجارة مع إسرائيل».
ترجمة خالد المطيري- الخليج الجديد- الإذاعة العبرية -