علاقات » اسرائيلي

رحلة «ترامب» المباشرة من الرياض إلى تل أبيب هي الصفقة الأهم لقمة الرياض

في 2017/05/26

في وقتٍ مبكر من يوم الاثنين، غادر الرئيس «ترامب» المملكة العربية السعودية وحلق على متن طائرته إلى (إسرائيل). وكانت هذه الرحلة بارزة، ليس فقط لأنّها كانت جزءًا من أول رحلة خارجية لـ«ترامب» كرئيس للولايات المتحدة،ولكن لأنّها كانت الرحلة المباشرة الأولى بين السعودية و(إسرائيل).

وكتبت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض «سارة هوكابي ساندرز»، على تويتر، أنّ الرحلة كانت لحظةً تاريخية. أو على الأقل، لم يكن ذلك بالشيء العادي.

وعلى غرار الدول الأخرى ذات الأغلبية المسلمة، لا تقيم السعودية علاقاتٍ دبلوماسية رسمية مع (إسرائيل) بسبب الصراع المستمر مع الفلسطينيين. ويترتب على ذلك عواقب عملية عديدة، وأبرزها رفض دخول جوازات السفر الإسرائيلية إلى العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة إلا في ظروفٍ خاصة.

وفي الماضي، كان على المواطنين المسلمين (الإسرائيليين) الحصول على جواز سفرٍ أردنيٍ مؤقت إذا ما أرادوا أداء الحج في مكة المكرمة، في السعودية، على سبيل المثال. وحرم عددٌ من الصحفيين الإسرائيليين من الحصول على تأشيرات دخولٍ للمملكة لتغطية رحلة «ترامب». ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن أورلي أزولاي رئيس مكتب الصحيفة قوله أنّ «هذا العمل كان بمثابة إهانة موجهة إلى البيت الأبيض».

وتتخذ العديد من الرحلات التجارية القياسية التي تعمل بين الشرق الأوسط وأوروبا طرقًا لتفادي المجال الجوي الإسرائيلي، حيث تحلق أحيانًا عبر الأردن أو مصر، الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين تقيمان علاقاتٍ كاملة مع (إسرائيل). وقد هبطت الطائرة التي تقل صحفيين مرافقين لـ«ترامب» أولًا في قبرص قبل أن تتوجه إلى تل أبيب.

وكانت رحلة الرئيس هي الأولى من نوعها بشكلٍ مباشر بين المملكة و(إسرائيل). وقال مسؤولون حكوميون لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أنّهم لم يكونوا على درايةٍ بمثل تلك الرحلة، أو على الأقل لم يتم الإبلاغ عنها على نطاقٍ واسع في الصحافة. وكان الرئيسان السابقان للولايات المتحدة «ريتشارد نيكسون» و«بيل كلينتون» قد توجها مباشرةً من سوريا إلى (إسرائيل)، بيد أنّه لم يقم رئيسٌ أمريكيٌ سابق بالسفر إلى (إسرائيل) من السعودية مباشرةً من قبل.

ومع ذلك، قد تكون هناك رحلةٌ مماثلة قد تمت من قبل. وتظهر سجلات وزارة الخارجية الأمريكية أنّ الرئيس «جورج دبليو بوش» قد سافر بين تل أبيب والرياض على متن طائرته الرئاسية في مايو/أيار عام 2008. لكن قالت وزارة الخارجية الأميركية أنّها لا تملك سجلاتٍ تبين ما إذا كانت الرحلة كانت مباشرةً أو توقفت في محطة أخرى.

كما تم نقل رحلاتٍ سياسيةٍ أخرى رفيعة المستوى بين السعودية و(إسرائيل). وفي عام 1998، طار نائب الرئيس آل غور من (إسرائيل) إلى قاعدةٍ جوية سعودية بالقرب من جدة خلال رحلةٍ إلى المنطقة، في حين طارت وزيرة الخارجية «كوندوليزا رايس» من المملكة إلى (إسرائيل) عام 2007. وفي كلتا الحالتين لم يتم التطرق إلى طريق الرحلة على نطاقٍ واسع أو من قبل الصحفيين.

هذه المرة، تم الترويج لطريق رحلة «ترامب» بصوتٍ عالٍ. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو »من بين الذين أشادوا برحلة ترامب. وصرح على موقع تويتر: «آمل أن يتمكن رئيس وزراءٍ إسرائيليٍ يومًا ما من الطيران من تل أبيب إلى الرياض».

ويضطر «نتنياهو» أحيانًا إلى أخذ طرقًا ملتفة طويلة لتجنب المجال الجوي للدول ذات الأغلبية المسلمة التي ليس لها علاقاتٍ مع (إسرائيل). وفي فبراير/شباط، قامت رحلته من سنغافورة إلى سيدني بإضافة 3 ساعات ونصف وأكثر من ألف ميل للرحلة لتجنب المجال الجوي الإندونيسي.

وبشكلٍ غير رسمي، كانت العلاقات بين السعودية و(إسرائيل) في تحسنٍ مستمر في الأعوام الأخيرة. وفي عام 2015، أقر البلدان بأنّهما قد عقدا اجتماعاتٍ سرية لمناقشة النفوذ الإيراني في المنطقة، على الرغم من تأكيدهما على أنّ الخلافات حول الصراع مع الفلسطينيين لا تزال قائمة. كما حسنت (إسرائيل) بهدوءٍ علاقاتها مع الدول الأخرى ذات الأغلبية المسلمة مؤخرًا، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة.

ويأمل «ترامب» أن يساعد التركيز مجددًا على اتفاق سلامٍ بين الإسرائيليين والفلسطينيين على إنهاء العداوة بين (إسرائيل) وجيرانها العرب. وبالنسبة لكلٍ من الإسرائيليين والدول العربية، فإنّ اتفاق السلام سيحمل إمكانية إقامة علاقاتٍ دبلوماسية كاملة، حيث أنّ الرحلات المباشرة وأي علاقاتٍ اقتصادية أكثر عمقًا ستكون ذا فائدة كبيرة لكلا الطرفين.

واشنطن بوست- ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد-