تأمل أوساط إسرائيلية غير رسمية بأن يتم تدشين علاقات رسمية بين السعودية و(إسرائيل) تتعدى العلاقات السرية أو الاقتصادية كما جاء في التقرير الأخير لصحيفة التايمز البريطانية.
ونشرت التايمز السبت الماضي أن (إسرائيل) والسعودية تديران مفاوضات لتأسيس علاقات اقتصادية بينهما. لقراءة التقرير اضغط هنا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية وعربية قولها إن الخطوة ستبدأ بخطوات صغيرة مثلاً، السماح لشركات إسرائيلية بالعمل في منطقة الخليج، والسماح لطائرات «العال» الإسرائيلية بالطيران في الأجواء السعودية.
لكن مصادر مرتبطة بالسعودية قالت للصحيفة البريطانية إن تحسين العلاقات بين البلدين هي أحلام خيالية للبيت الأبيض، الذي يريد عرض نتائج فورية لرحلة الرئيس ترامب الى إلشرق الأوسط.
وحسب التقرير فإن الفلسطينيين أعربوا عن غضبهم إزاء هذه المحادثات، خشية أن يشكل اتفاق كهذا، عملية تطبيع للعلاقات دون ضمان أي مقابل سياسي.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نشرت قبل حوالي شهر، أن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، بلورت اقتراحاً يقول إنها ستوافق على القيام بخطوات تطبيع للعلاقات مع (إسرائيل) حال قيام حكومة «بنيامين نتنياهو بخطوات من قبلها إزاء الفلسطينيين، كتجميد البناء بشكل جزئي في المستوطنات وتخفيف القيود المفروضة على التجارة مع قطاع غزة.
ويعتمد التقرير على تفاصيل من الوثيقة التي تمت صياغتها بين ممثلي دول عربية عدة ويشير إلى أن السعودية والإمارات اطلعتا الإدارة الأمريكية و(إسرائيل) على الاقتراح الذي يشمل خطوات مثل تأسيس خطوط اتصال مباشر بين إسرائيل وبعض الدول العربية، والسماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق في أجواء دول الخليج ورفع القيود المفروضة على التجارة مع (إسرائيل).
وكان «نتنياهو» قد فاخر مرات عدة العام الماضي، بأن (إسرائيل) على وشك «انقلاب في علاقاتها مع دول عربية هامة».
وحسب «نتنياهو» فإن هذه الدول تفهم أن (إسرائيل) ليست عدواً وإنما حليف وسند أمام تزايد تهديدات الإسلام المتطرف، كتنظيم الدولة الإسلامية.
وفيما لم تعقب (إسرائيل) رسمياً على هذه الأنباء تمنت إذاعة جيش الاحتلال أن يتم ذلك التقارب بين (إسرائيل) والسعودية من أجل تحقيق أهداف متنوعة عدة منها تقصير مسافات الرحلات الجوية ذهاباً وإياباً للشرق الأقصى عبر الأجواء السعودية.
وقالت القناة الإسرائيلية السابعة التابعة للمستوطنين إنه رغم نفي السعودية هناك مداولات سرية مع (إسرائيل) تقوم على فكرة التقارب باعتبار أن إيران هي العدو.
وأوضحت القناة أن هذه اللقاءات السرية تمت في دول أوروبية وأن مسؤولاً سعودياً كبيراً زار سراً (إسرائيل) والتقى بعض مسؤوليها الكبار لهذه الغاية.
ونقلت عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية ترجيحها بأن دولاً عربية باتت في مرحلة أقرب من أي وقت مضى لتطبيع مع إسرائيل دون إحراز أي تقدم بالمفاوضات مع الفلسطينيين.
وتشير إلى أن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» يهندس خطته لاستئناف مفاوضات السلام على أساس اتفاق مع دول سنية يقضي بالبدء بالمرحلة الأولى بتطبيع العلاقات مع (إسرائيل) كـ«خطوة تدفع رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو لمائدة المفاوضات مع الرئيس عباس».
وتتساءل صحيفة دفار 1 الإسرائيلية عما إذا كنا قد دخلنا في «شرق أوسط جديد»؟ وتستذكر الصحيفة التسريبات عن تقارب سري ربما يصبح علنياً بين (إسرائيل) وبين السعودية وتذكر مصافحة وزير الأمن الإسرائيلي السابق موشيه يعالون للأمير السعودي تركي الفيصل خلال مؤتمر في ميونيخ عام 2016.
وللتدليل على مسيرة التقارب المتسارع هذا تشير الصحيفة الإسرائيلية أيضا لزيارة الجنرال السعودي الأسبق أنور عشقي لتل أبيب في 2009.
ومع ذلك تنوه إلى أن السعودية نفت هذه التقارير الإعلامية وقالت إنها تعكس ربما أمنيات البيت الأبيض بالحصول على نتائج فورية لزيارة ترامب للشرق الأوسط.
وتساءلت صحيفة يديعوت أحرونوت عما إذا كانت (إسرائيل) والسعودية على عتبة مرحلة تاريخية من العلاقات مشددة على أهمية تدشين العلاقات من نواح عدة منها فتح المجال الجوي في الطريق للشرق الأقصى علاوة على استثمارات إسرائيلية في الخليج والأهمية السياسية للعلاقات.
القدس العربي-