علاقات » اسرائيلي

السعودية وإسرائيل - صفقة تطبيع تلوح في الأفق قد تغير وجه المنطقة

في 2017/06/29

DW العربية-

تغيرات مثيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، ويبدو أن المحرك الإقليمي الأبرز لهذه التغيرات هو القيادة السعودية الجديدة بالتعاون مع الرئيس الأمريكي ترامب. والعلاقة مع إسرائيل هي محور التغيير المحتمل القادم في الشرق الأوسط.

الساكن الجديد في البيت الأبيض، دونالد ترامب، يبدو عازماً على إنهاء الصراع في الشرق الأوسط، كما صرح أكثر من مرة. وقد عمد بعد توليه سدة الرئاسة إلى عقد قمة نادرة في الرياض، ضمت قادة وممثلين عن معظم الدول الإسلامية. ثم تبعها ترامب بزيارة إلى إسرائيل. والحديث يدور الآن عن جهود جدية للتوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

خطط ترامب هذه تلتقي مع جهود سعودية تقودها القيادة الجديدة، مع تولي الشاب محمد بن سلمان ولاية العهد، والذي يبدو أنه يحظى بدعم أمريكي كبير. فما هي تفاصيل الدور السعودي في التوصل إلى مثل هذه الاتفاقية للسلام؟ وكيف سيكون شكل التقارب السعودي – الإسرائيلي، وإمكانية التطبيع بين الدولتين، ثم انفتاح الدول العربية الأخرى على إسرائيل؟

لعل من ضمن التغييرات في المنطقة هي اتفاقية نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية، ما يخلق وضعية جديدة في البحر الأحمر، هي أكثر أريحية لإسرائيل. لأن مضيق تيران – الذي تعبر منه السفن الإسرائيلية باتجاه ميناء إيلات – كان خاضعاً للسيادة المصرية بالكامل. أما الآن فقد تحول إلى ممر دولي، كما يرى المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان.

صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أشارت إلى أن الاتفاق المصري – السعودي حول جزيرتي تيران وصنافير، وموافقة تل أبيب عليه، يشير على الأرجح إلى "استمرار الاتصالات السرية والمصالح المشتركة ما بين السعودية وإسرائيل".

صفقة منتظرة؟

وراجت مؤخراً الكثير من الفرضيات والإشارات إلى قرب التوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وعلى أساسه سيكون هناك تطبيع كامل بين الدول العربية والإسلامية وإسرائيل. الدكتور أنور عشقي، الذي زار إسرائيل مؤخراً، يقول لـDWعربية إن "المملكة ستتجه للتطبيع مع إسرائيل بعد تطبيق المبادرة العربية".

هذه المبادرة قوبلت بمبادرة أخرى، طرحها مؤخراً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وسألنا الدكتور أنور عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، عن الفرق بين المبادرتين فرد بالقول: "الفوارق هي أن إسرائيل تجيز أن يكون هناك دولة فلسطينية على أن تكون على اتحاد كونفدرالي وبضمان من الأردن ومن مصر. وأن يترك أمر القدس إلى النهاية".

ويتوقع الضابط السعودي المتقاعد والمستشار لصناع القرار في السعودية أن تسير الأمور نحو الحل والجميع سيوافق، بما في ذلك حركة حماس.

ولكن هل يمكن أن يتقبل المجتمع السعودي أي تقارب بين مع إسرائيل، التي يرى فيها الكثير من العرب عدواً؟ الدكتور أنور عشقي لمس تغيراً في موقف الشارع السعودي: "الآن لو نظرنا إلى التغريدات والتعليقات التي تظهر من أبناء المملكة، نجد أنهم يقولون إن إسرائيل لم يسجل منها عدوان واحد على المملكة". خاصة مع تزايد العداء والتنافس بين السعودية وإيران.

المغرد الشهير على تويتر مجتهد أشار إلى أن ولي العد الجديد، محمد بن سلمان، يريد تهيئة الشارع السعودي لأي اتفاق محتمل مع إسرائيل.

عدو مشترك.. ماذا عن المصالح؟

المنافسة والعداء بين السعودية وإيران من جهة، وبين إسرائيل وإيران من جهة ثانية لن يكون هو الدافع الأساسي للتقارب السعودي الإسرائيلي، هذا ما تفق عليه المحللان السياسيان، الإسرائيلي إيلي نيسان والسعودي أنور عشقي. ويقول نيسان: "ربما يشكل تعرض السعودية وإسرائيل للتهديد الإيراني قاسماً مشتركاً بينهما. غير أني لا أعتقد أن التهديد الإيراني لدول المنطقة سوف يلعب أي دور في موضوع السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل".

غير أن إيران تبقى، إلى جانب أمور أخرى، إحدى النقاط التي تقرب الرياض من إسرائيل، وفقاً لإيلي نيسان: "هناك علاقات غير معلنة إستراتيجية واقتصادية واستخباراتية بين البلدين. بالتأكيد ساهمت زيارة ترامب في تطوير العلاقات بين السعودية وإسرائيل في اتجاه محاربة الإرهاب. تتعرض إسرائيل والسعودية وبعض الدول السنية الأخرى للإرهاب سواء من قبل داعش أو من قبل إيران وبعض الجهات التي تعمل تحت إمرة إيران كحزب الله".

ويمتد التعاون بين الجانبين إلى المجال الاقتصادي أيضاً، بحسب إيلي نيسان، الذي أشار إلى احتمالية فتح السعودية مجالها الجوي قريباً أمام الطيران المدني الإسرائيلي.

صحيفة الرياض السعودية، في مقال للكاتب مساعد العصيمي، نشر في السادس من يونيو/ حزيران الجاري، دعت إلى حسم الأولويات. وتساءل الكاتب: "هل هناك عدو أشد من أيران علينا وعلى بلادنا.. وهل إسرائيل كما إيران في التهديد والتأثير والإقلاق وبث الحقد والكراهية؟". ودعا إلى التركيز على "العدو الحقيقي" (أي إيران) على حد تعبيره. كما دعا للالتفات إلى المصلحة أولاً: "لنحكم العقل ونديره نحو مصالحنا ونعيد تداول المسائل اقتصادياً وسياسياً وتعاملياً وحتى تاريخياً في إطار حسابات الربح والخسارة وحسابات المصالح والاستقرار، كي نعلم من أشد خطرا إيران أو إسرائيل".