تويتر-
ما بين «الوضاعة» و«الكذب» و«الخداع» و«التدليس» و«السرقة»، جاءت توصيفات مغردين بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» للمحاولة السعودية الواضحة لنسب نصر المقدسيين وإجبارهم لـ(إسرائيل) على فتح المسجد الأقصى وإزالة الحواجز والبوابات الإلكترونية من أمامه، إلى الملك «سلمان بن عبد العزيز»، دون وجه حق، حسب تعليقات المغردين.
فلم تكد تمر دقائق معدودة على إعلان الشرطة الإسرائيلية، فجر اليوم، أنها أزالت، في ساعات الليل «كافة التدابير الأمنية» التي تم وضعها على مداخل المسجد الأقصى، منذ الرابع عشر من الشهر الجاري، إلا وصدر الأمر لـ«سعود القحطاني»، المستشار بالديوان الملكي السعودي، ولجانه الإلكترونية لاستغلال الحدث في تلميع صورة المملكة وتبييض وجه ملكها «سلمان»، بعد أن تردت هذه الصورة بسبب حصار قطر وتفريق شمل العائلات في شهر رمضان.
«القحطاني» ولجانه الإلكترونية
وعلى الفور سارع « القحطاني»، المقرب من ولي العهد «محمد بن سلمان» ببدء الحملة التي وصفها مغردون بأنها تهدف إلى سرقة نصر المقدسيين ونسبه إلى العاهل السعودي، الذي لم ينطق بكلمة واحدة نصرة للأقصى منذ اندلاع الأزمة في الرابع عشر من الشهر الجاري، حيث يقضي الآن عطلته الصيفية بمدينة طنجة المغربية.
وكانت ضربة البداية لـ«القحطاني» ولجانه الإلكترونية بتغريدة قال فيها معلقا على انتهاء أزمة المسجد الأقصى: «لسلمان الحزم الأفعال ولغيره الأقوال، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين ذخرا للأمتين العربية والإسلامية».
كما دشن «القحطاني» ولجانه وسما حمل عنوان «الأقصى_في_قلب_سلمان»، حاولوا من خلاله بث تعليقات تشيد بالعاهل السعودي وتحاول الإيحاء بأنه كان وراء هذا الانتصار.
ومالبث أن انتهى «القحطاني» من كتابة آخر حرف في كلمته وبثها على حسابه بـ«تويتر»، إلا وواجه العاهل السعودي والمملكة بشكل عام حملة انتقادات حادة من قبل مغردين على ذات الموقع استخدموا فيها كافة الألفاظ تقريبا التي تدلل على السرقة والخداع والتدليس والمتاجرة بالقضية الفسطينية من قبل السعودية.
وقال الناشط «غانم الدوسري» في حسابه: «كفاكم متاجرة بالقضية الفلسطينية الملك سلمان مول حملة رئيس وزراء إسرائيل»، وذلك في إشارة إلى ما كشفته «وثائق بنما» العام الماضي عن تمويل العاهل السعودي للحملة الانتخابية لرئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» في عام 2015، وذلك بمبلغ قيمته 80 مليون دولار، من خلال وسيط سوري إسباني.
أما الكاتب الفلسطيني «رضوان الأخرس» فقال: «النصر من الله ولله وحده، أما تهافت المتهافتين لنسب هذا الإنجاز لأنفسهم وهضم جهود وصمود وثبات وإصرار المرابطين، فهو وضاعة».
فيما قال حساب باسم «الأمين» ساخرا من الملك «سلمان»: «أنا من فتح أبواب الأقصى للفلسطينيين اتصلت بالرئيس الصيني والروسي والفرنسي والأمريكي ولم أستحم حتى تم فتحه ياترى هل تصدقونني إذا أنتم حمير».
وتعليقا على خبر نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية بعنوان «جهود خادم الحرمين والاتصالات مع زعماء العالم تنجح بفتح الأقصى»، قال حساب باسم «seep»: «كذابين .. الأمر لله من قبل ومن بعد .. ثم بأهل القدس هم بأنفسهم .. خلوا التدليس وخداع الناس يافشلة».
الناشط المصري «عمرو عبد الهادي»، قال: «بعد أن رأينا هاشتاج الأقصى_في_قلب_سلمان لا عجب أن نرى الصهيوني السيسي (الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي) يقول إنه أزال البوابات بجرافات الجيش المصري عبر عمليه مخابراتيه».
الديوان الملكي وصحف المملكة
وتزامنت حملة «القحطاني» ولجانه الإلكترونية، مع أخرى في نفس الاتجاه بدأتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية عندما نشرت بيانا للديوان الملكي يزعم هو الآخر أن فتح المسجد الأقصى جاء بجهود الملك «سلمان».
وقال البيان، إن الملك «سلمان» «أجرى خلال الأيام الماضية الاتصالات اللازمة بالعديد من زعماء دول العالم، لإلغاء القيود المفروضة على الدخول للمسجد الاقصى، تكللت بالنجاح اليوم، وبالشكل الذي يُسهم ـ إن شاء الله ـ في إعادة الاستقرار والطمأنينة للمصلين، والحفاظ على كرامتهم وأمنهم».
فبالتزامن مع بث الوكالة السعودية هذا البيان، بدأت صحف المملكة وتلك الموالية لها في نشر البيان، بنفس العنوان تقريبا في معظمها وهو «جهود خادم الحرمين والاتصالات مع زعماء العالم تنجح بفتح الأقصى»، فيما أبرزت أخرى ما وصفته بدعوة العاهل السعودي للمقدسيين للعودة إلى المسجد الأقصى.
ولم تقف الحملة على اللجان الإلكترونية والصحف بل إن هيئة كبار العلماء بالسعودية تساهم هي الأخرى في نسب هذا الانتصار للعاهل السعودي عبر تغريدة على حسابها بتويتر قالت فيها: «حفظ الله خادم الحرمين الشريفين ذخرًا لأمته الإسلامية ومقدسات المسلمين، وجعل جهوده المباركة ذخرًا له عند ربه تعالى».
الغريب أن بعض هذه الصحف ورؤساء تحريرها كانوا ضد فعاليات الفلسطينيين، وليس أدل على ذلك من قول «علي المالكي» مدير صحيفة «هام» السعودية المحلية بالأحساء، والذي وصف سابقا على حسابه بـ«تويتر»، حصار الأقصى بـالكذبة، وقال إن الهدف منها «الترويج الإعلامي» وفك الضغط عن حصار قطر.
وفجر اليوم، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أنها أزالت، في ساعات الليل «كافة التدابير الأمنية» التي تم وضعها على مداخل المسجد الأقصى، منذ الرابع عشر من الشهر الجاري.
وقالت «لوبا السمري»، المتحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية، لـ«الأناضول»، إن الشرطة «أزالت خلال ساعات الليل الماضية كافة الوسائل الأمنية التي كانت قد بقيت بعد ان أزالت الشرطة البوابات الإلكترونية (الكاشفة عن المعادن)، والكاميرات الذكية قبل أيام».
وعلى مدار أسبوعين، تجمّع الفلسطينيون أمام باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى، بالقدس المحتلة، للمطالبة بإزالة جميع الإجراءات الإسرائيلية التي تمت بعد الرابع عشر من يوليو/تموز الجاري.