DW- بالعربية-
توقع أكاديمي مصري بارز تطور العلاقات بين السعودية و(إسرائيل) إلى مرحلة التطبيع الكامل، مشيرا إلى أن وقت الإعلان عن هذا الأمر لن يزيد على عام.
ونقلت « دوتشيه فيليه»، عن الدكتور «سعد الدين إبراهيم» أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، قوله إن الحديث عن زيارة الأمير «محمد بن سلمان» ولي العهد إلى (إسرائيل) إن صحت، فهي تمثل جزءا من تغيرات جذرية في السياستين الداخلية والخارجية السعودية.
وأشار إلى أن «هناك جيلا جديدا من الأسرة الحاكمة، يقدم مشهدًا وفلسفةً جديدة في إدارة الشؤون السعودية نحو مزيد من الانفتاح والتحرر».
وحول ردود الأفعال، قال «إبراهيم»: «من الوارد أن يقابل الأمر باعتراضات، لكن الجيل الجديد الذي يتخذ القرارات حالياً يحسب حسابات كل هذه الأمور ويمهد لها جيداً سواء في مؤتمرات أو جلسات مغلقة قبل أن يقدموا عليها».
ولفت أستاذ علم الاجتماع السياسي المصري، أن هناك جناحاً في الأسرة الحاكمة وكبار قادة القبائل والشيوخ يرفض النهج الجديد للمملكة، ويقول إنهم «لم يتعودوا على هذا التغيير ونشأتهم تمنعهم من تقبل مثل هذه التحركات الجديدة».
وأضاف: «بالتالي لا أتوقع أن تحظى أي مبادرة جديدة للجيل الجديد الذي يحكم السعودية بـ100% من القبول أو الرضى».
وتابع: «سيكون هناك جناح ما بين 10- 20% في النخبة السعودية تعارض التوجه الجديد».
وحول توقيت نجاح التطبيع الذي توقع حدوثه، قال «إبراهيم»: «قد يكون بعد شهر أو بعد عام، لكن عموما أتصور أنه لن يستغرق عاماً».
وقبل أيام، تداولت صحيفتان عبريتان تقارير تشير إلى أن «بن سلمان» زار دولة الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي، والتقى رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو».
بيد أن اللواء «أنور عشقي» رئيس مركز «الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية» في جدة، الذي سبق له زيارة (إسرائيل) ومعروف أنه منسق التطبيق السعودي الإسرائيلي، نفى هذه الأنباء، وقال إنها عارية تماما عن الصحة.
تطبيع مرتقب
والأسبوع الماضي، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، عن وجود علاقات «غير مسبوقة» بين (تل أبيب) والدول العربية، مؤكدا أنه لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون حتى الآن، وواصفا هذا التغير بـ«الأمر الهائل».
وقال عبر حسابه على «تويتر»: «ما يحدث اليوم في علاقاتنا مع الدول العربية يعتبر غير مسبوق، لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون بعد، ولكنه أكبر من أي وقت مضى، هذا تغيير هائل».
وأضاف في تغريدة أخرى: «هذا التغيير الهائل يجري رغم أن الفلسطينيين لم يغيروا بعد، للأسف، شروط التوصل إلى تسوية التي تعتبر غير مقبولة بالنسبة لجزء كبير من الشعب».
وتابع: «هذا التغيير يحدث بسبب الدمج بين قوتنا الاقتصادية-تكنولوجية وقوتنا العسكرية-استخباراتية الذي يؤدي إلى تعزيز قوتنا السياسية».
وشهدت الشهور الأخيرة، انطلاق دعوات بالسعودية غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علناً كان من قبيل «التابوهات» (المحرمات)، قبل وصول «بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.
ومؤخرا، أعلن مسؤول دبلوماسي إسرائيلي أنه سيسجل قريبا تطور في العلاقات بين (إسرائيل) وبعض دول الخليج، بينما نشرت صحيفة «التايمز» اللندنية، أن (إسرائيل) والسعودية تجريان اتصالات بينهما لتطبيع العلاقات التجارية، وأن الرياض قد تفتح مكتب مصالح في (تل أبيب).
وشهدت الفترة الأخيرة، تقارباً اقتصاديا غير رسمي بين الرياض و(تل أبيب)؛ حيث زار رجال أعمال ومسؤولون سعوديون سابقون (إسرائيل)، والتقطت عدسات الكاميرات مصافحات بين مسؤولين إسرائيليين وأمراء سعوديين؛ وهو أمر غير مسبوق.
كما يتشارك البلدان النظرة إلى إيران على أنها «تهديد استراتيجي» لهما، وكلاهما حليفان وثيقان للولايات المتحدة.
ودعمت (إسرائيل) الحصار الحالي الذي تفرضه السعودية والإمارات على قطر، كما دعت (تل أبيب) مرارا وتكرارا الدوحة إلى عدم استضافة الشخصيات الفلسطينية البارزة، وهو الأمر الذي باتت تشاركها فيها الرياض وأبوظبي.
ويشير مراقبون إلى أن الموقف السعودي تجاه أزمة الأقصى، قبل شهرين، يمكن تفسيره على أنه من متممات السير نحو التطبيع، وهو يرتبط أيضا بمسألة حصار قطر التي جاءت مباشرة بعد زيارة «ترامب» للرياض، حيث تمثل ملامح مرحلة جديدة تريد المملكة أن تقود المنطقة إليها بمشاركة إسرائيلية.
في الوقت الذي اعتبر فيه المراقبون أن تداول الإعلام السعودي لتدخل الملك «سلمان بن عبد العزيز» لحل أزمة الأقصى، ربما يدل على أن مكانة السعودية لدى الاحتلال باتت أكبر، في لحظة سياسية تشير معالمها إلى تسارع الخطوات من المملكة نحو التطبيع مع (إسرائيل).
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نشرت في مايو/آيار الماضي، أن الرياض أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» قبل زيارته الشهيرة، استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع (إسرائيل) دون شروط، وأنها بذلك تسحب من التداول المبادرة التي تقدمت بها للقمة العربية عام 2002.
وبعيد زيارته للسعودية، أكد «ترامب» أن خطوات كبيرة تحققت في مسار السلام بالشرق الأوسط، وأن مفاجأة كبيرة ستحصل.
ووفق محللين، تأتي الموجه الإعلامية السعودية تجاه (إسرائيل) ضمن خطة من ولي العهد «محمد بن سلمان»، لتهيئة الشارع السعودي لأي اتفاق محتمل مع الاحتلال.
وأوضحت تقارير صحفية، أن المملكة تجر حاليا قاطرة التطبيع بشكل متسارع، كما أن الإمارات والبحرين ينسجان علاقات سرية مع (تل أبيب)، كما أشارت تسريبات عدة وصحف إسرائيلية.
ومنذ قيام ما يعرف بـ(دولة إسرائيل) عام 1948، رفضت السعودية الاعتراف بها، ودعمت حقوق الشعب الفلسطيني في السيادة على الأراضي التي تحتلها (إسرائيل) منذ عام 1967، ومع ذلك، فإن المملكة الخليجية لم تشارك في أي من الحروب العربية ضد (إسرائيل).