الراية القطرية-
لندن - وكالات: نشر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني تقريراً حول تطور العلاقات البحرينية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن المنامة بذلت جهوداً حثيثة في اتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل، رغم التوترات التي تسود المنطقة والمعارضة الشعبية الشديدة لهذه الخطوة. وقال الموقع: إن المنامة استقبلت وفداً إسرائيلياً خلال الفترة الماضية، في ظل وجود مخططات لتخفيف القيود على زيارة المواطنين البحرينيين لإسرائيل. وهناك تقارير تفيد بإنشاء لجنة مشتركة بين البلدين للإشراف على مشروع متحف للتسامح الديني، وصدور تصريح مثير لملك البحرين يندّد فيه بحصار العرب لإسرائيل. وأضاف الموقع أنه بعد عقود طويلة من المعارضة الشديدة للكيان الصهيوني والدعم العلني للقضية الفلسطينية، يبدو أن دولة البحرين على وشك أن تصبح أول بلد خليجي يطبّع العلاقات مع إسرائيل. كذلك، يرجّح مصدر دبلوماسي أن الإعلان الرسمي حول هذه الخطوة سيتم العام المقبل.
ويكمن السبب الرئيسي لهذا التحول في الضفة الأخرى لمنطقة الخليج العربي، أي طهران التي تنظر إليها النخبة السنية الحاكمة في المنامة على أنها تشكّل تهديداً لها إلى جانب حزب الله.
ونوه الموقع بأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل يهدّد بحدوث مزيد من الانقسامات وتولّد التوتر في البلاد، التي تعاني أصلاً من الانقسام بين حكام البلاد والأغلبية الشيعية من الشعب. في المقابل، هناك دول خليجية أخرى تتواصل مع إسرائيل بشكل سريّ؛ من أجل تجنّب السخط الشعبي والانتقادات، إلا أن البحرين تقوم بذلك بشكل علني في الفترة الأخيرة. واستخدمت الحكومة الانقسام المجتمعي الحاصل كذريعة لهذه الخطوات، بتعلة أنها تريد حماية الأمن القومي من التدخلات والاعتداءات الإيرانية.
ونقل الموقع عن مصدر دبلوماسي مطلع في الحكومة البحرينية، تصريحاً أفاد فيه بأن «هناك اتصالات على أعلى مستوى بين المسؤولين في البلدين، تركز على تبادل الزيارات بين رجال الأعمال والشخصيات المؤثرة في المجتمع والدين. وسيتبع هذه التطورات إعلان رسمي عن اتفاقيات تجارية بين البلدين». وأضاف الموقع أن هذه الخطوات البحرينية تمثل جزءاً من الواقع الجديد الذي فرض نفسه في الشرق الأوسط، إلى جانب تغييرات أخرى شهدتها المنطقة، مثل تراجع العديد من الأنظمة عن التمسّك بضرورة رحيل بشار الأسد. وفي هذا الإطار، أكد مصدر دبلوماسي أن «إسرائيل لا تشكّل تهديداً لأمننا أو تتآمر علينا، بل إن إيران هي التي تقوم بذلك». وأضاف المصدر نفسه: «لقد كان الرئيس الفرنسي محقاً عندما ذكر أن بشّار الأسد ليس عدوا لفرنسا، والإطاحة ليست من ضمن أولوياتها، ونحن نعمل بالمبدأ ذاته مع إسرائيل؛ لأننا نضع مصالح بلدنا أولاً».
وأشار الموقع إلى أن هذه التصريحات منبثقة عن دولة لا تزال تعتبر القدس مدينة محتلة، ولسنوات كان الأئمة في مساجدها يدعون لتدمير إسرائيل، بتشجيع مباشر من الحكومة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن شرارة هذه التطورات أطلقتها تغريدة على موقع تويتر نشرت في شهر سبتمبر من العام الماضي، أطلقت العنان لسباق ضد الزمن؛ من أجل تحسين العلاقات.
وأوضح الموقع أن العديد من البحرينيين أصيبوا بالصدمة عندما علموا أن وزير الخارجية، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، كتب هذه التغريدة باللغة الإنجليزية، مقدماً فيها تعازيه لإسرائيل بعد وفاة رئيسها السابق شمعون بيريز. في الحقيقة، إن هذا الانفتاح لا يحظى بأي شعبية في صفوف الشارع البحريني، خاصة التعازي التي تم تقديمها لإسرائيل على إثر وفاة شمعون بيريز. فضلاً عن ذلك، ضجّت حسابات التويتر في البحرين بالغضب والاستياء من موقف وزير الخارجية، معتبرة أنه لا يمثل فقط تغاضياً عن الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الفلسطينيين، بل تناسياً أيضاً لجرائم الحرب التي ارتكبها بيريز في لبنان وفلسطين. ونقل الموقع عن خليل بهازة قوله: «كيف يمكن لبيريز أن يرقد بسلام بينما ستلاحقه دموع الأمهات اللاتي قتل أبناءهن؟ كيف يمكن أن ترقد روحه بسلام ودماء الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين تطلب القصاص؟» وأضاف خليل بهازة: «أنت تقدّم تعازيك لشخص ارتكب مجزرة قانا إبان حرب لبنان، أنت تقدّم تعازيك لشخص شارك في تهجير السكان العرب من أرض أجدادهم، أنت تقدّم التعازي لشخص قاد عملية الاحتلال».