علاقات » اسرائيلي

مغردون: زيارة «بن سلمان» لـ(إسرائيل) تكشف ازدواجية المملكة

في 2017/10/21

الخليج الجديد-

انتقد مغردون الزيارة التي أجراها ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، إلى (إسرائيل)، الشهر الماضي، واعتبروه تطبيعا غير مقبول من أكبر دولة إسلامية في المنطقة.

ولفت الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى ازدواجية المملكة في التطبيع مع (إسرائيل)، المعروفة بإرهابها تجاه الفلسطينيين، والمحتلة للمسجد الأقصى، في ظل حصار قطر، بدعوى الإرهاب.

وأكد مسؤول إسرائيلي، لوكالة «فرانس برس»، أن الأمير «محمد بن سلمان»، زار تل أبيب سرا، في سبتمبر/أيلول الماضي.

المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، رفض الكشف عن طبيعة لقاءات «بن سلمان» في تل أبيب، والشخصيات التي التقاها، ونتائج مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو».

وتعزز تصريحات المسؤول الإسرائيلي، صحة ما تداولته الإذاعة العبرية الرسمية، في وقت سابق؛ عندما كشفت أن «أميرا من البلاط الملكي السعودي زار البلاد سرا،  في 7 سبتمبر/أيلول، وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام».

ووقتها، أكد الصحفي الإسرائيلي «أرييل كهانا»، الذي يعمل في أسبوعية «ماكور ريشون» اليمينية القومية، عبر تغريدة على «تويتر»، أن «بن سلمان زار (إسرائيل) مع وفد رسمي، والتقى مسؤولين».

وبعدها بأيام، كتب المدون السعودي الشهير «مجتهد»، قائلا: «الصحفية نوغا تارنوبولسكي متخصصة بالشأن الإسرائيلي ولها مصداقية عالمية تنفرد بتأكيد زيارة محمد بن سلمان لـ(إسرائيل)».

وآنذاك، تصدر وسم «ابن سلمان زار (إسرائيل)» قائمة الوسوم الأكثر تداولا على «تويتر» في عدد من الدول، بينها السعودية وقطر.

نريد الحقيقة

وتساءل الإعلامي القطري: «هل حقا زار بن سلمان (إسرائيل)؟».

وقال الناشط الجزائري «محمد العربي زيتوت»: «تاريخيا.. بدأت العلاقات مع الملك المؤسس بالصهاينة حتى قبل قيام (إسرائيل).. ومبادرة (الملك السعودي السابق) فهد (العربية) في كانت تهدف في النهاية الاعتراف بـ(إسرائيل) وعلاقات (رئيس الاستخبارات السعودي السابق) تركي الفيصل في السر والعلن قديمة».

 

 

ودعا الناشط الفلسطيني إلى توضيح الحقيقية، وغرد قائلا: «بانتظار توضيح رسمي من المملكة حول هذا الأمر».

علاقات قديمة

أما المعارض السعودي الدكتور «سعد الفقيه»، فقال إن العلاقات الإسرائيلية السعودية موجودة منذ أيام الملك السابق «فيصل بن عبدالعزيز»، ولكنها كانت حذرة وغير مباشرة لحساسية الوضع أمام العرب وأمام المسلمين، بحسب «عربي21».

وأضاف: «آل سعود يقودون دولة ملتزمة دينيا، ولذلك فهم يتحاشون أن يعلنوا عن هذه العلاقة، ولكن هناك تنسيق غير مباشر وخاصة في الخمسة عشر سنة الأخيرة، عندما سبق الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهذه العلاقة كل القوى الأخرى، وقدمت فيها تنازلات كبيرة حتى عن حق العودة».

وتابع «الفقيه»: «منذ أن صار لمحمد بن سلمان شأن في المملكة، تحولت القضية إلى ترتيب لتطبيع كبير، من محمد بن سلمان، و(الرئيس المصري) السيسي، ومحمد بن زايد، والبحرين، ليس فقط تطبيعا سياسيا، ولكن تطبيعا شاملا على كل المستويات».

واستطرد: «فكرة الزيارة هي القضاء على كل أنواع المقاومة لـ(إسرائيل)، ومن هذا الباب شُنت هذه الحملة على قطر، ويعتقد أنها كانت ستشن على الكويت لو نجحت مع قطر، وأيضا يأتي معها حصار حماس ووصفها بالإرهاب».

وختم «الفقيه» بالقول: «الزيارة تطبيع شامل، وشن حرب على من يحارب هذا التطبيع، فمحمد بن سلمان معروف بعجلته ويظن أنه بعد سجن العلماء والسماح للمثقفين الليبراليين المؤمنين بمثل هذا التصرف أن الشعب قد تهيأ لهذا الأمر، وأنه لا توجد قيادة تستطيع أن تحرك المجتمع ضد هذه القضية».

تنديد على «تويتر»

وعلى الصعيد الشعبي، أعاد الناشطون، التغريد عبر وسم «ابن سلمان زار (إسرائيل)»، منددين بالزيارة، والتطبيع الذي تقوم به السعودية مع (إسرائيل)، في مقابل حصار قطر.

وقال «بن جبر»: «سلمان لا يستحق لقب خادم الحرمين.. بل خاطف الحرمين».

وغرد «عيد مصري»، بالقول: «بن سلمان مثله كمثل السيسي.. يبحث عن الشرعية والدعم الصهيوني ولو على حساب الوطن والمواطن».

 

 

وسخر «أبو يافع اليافعي» قائلا: «راح (إسرائيل) لأجل يرجع ثالث الحرمين الأقصى.. وبيكون خادم الحرام بدل خادم الحرمين!».

وأضاف «حامد المري»: «وبان المستخبي.. صدقتونا الحين كله تخطيط (القيادي المفصول من حركة فتح محمد) دحلان راحت العروبة».

فيما قال «منصور سليم»: «إذا كانت (إسرائيل) تعتقد أن تسريب هذه المعلومات سيساعدها على التطبيع مع الشعوب العربية فهي واهمة.. كل ما في الأمر أنها تحرق عملاءها -أبناء سبأ- بأسمائهم والذين نعرفهم بأفعالهم».

وتابع «خاطر»: «كأن الحال يقول لنا أنتم مقبلون على تطبيع منوع خاص لا يجعل (إسرائيل) العدو الأول للعرب والمسلمين!».

ولفت «عادل حلبة» بالقول: «طبعا ده تخطيط (ولي عهد أبوظبي) محمد بن زايد، قال له الباب يمر عبر (إسرائيل) وقبلها سربت (إسرائيل) لقاء (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو ومحمد بن سلمان الذي ظن أنه لقاء سري.. بصراحة اليهود أمناء مع شعبهم».

وتساءل «سيد التقي»: «كيف يمكن للسعودية أن تتهم قطر بالإرهاب في حين يقوم ولي عهدها محمد بن سلمان بزيارة (إسرائيل) على رأس وفد رسمي في سبتمبر الماضي.. وكلنا نعلم أن (إسرائيل) هي أم الإرهاب».

تطبيع مرتقب

والشهر الماضي، كشف «نتنياهو»، عن وجود علاقات «غير مسبوقة» بين (تل أبيب) والدول العربية، مؤكدا أنه لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون حتى الآن، وواصفا هذا التغير بـ«الأمر الهائل».

وقال عبر حسابه على «تويتر»: «ما يحدث اليوم في علاقاتنا مع الدول العربية يعتبر غير مسبوق، لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون بعد، ولكنه أكبر من أي وقت مضى، هذا تغيير هائل».

وشهدت الشهور الأخيرة، انطلاق دعوات بالسعودية غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علناً كان من قبيل «التابوهات» (المحرمات)، قبل وصول «بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.

ومؤخرا، أعلن مسؤول دبلوماسي إسرائيلي أنه سيسجل قريبا تطور في العلاقات بين (إسرائيل) وبعض دول الخليج، بينما نشرت صحيفة «التايمز» اللندنية، أن (إسرائيل) والسعودية تجريان اتصالات بينهما لتطبيع العلاقات التجارية، وأن الرياض قد تفتح مكتب مصالح في (تل أبيب).

وشهدت الفترة الأخيرة، تقارباً اقتصاديا غير رسمي بين الرياض و(تل أبيب)؛ حيث زار رجال أعمال ومسؤولون سعوديون سابقون (إسرائيل)، والتقطت عدسات الكاميرات مصافحات بين مسؤولين إسرائيليين وأمراء سعوديين؛ وهو أمر غير مسبوق.

كما يتشارك البلدان النظرة إلى إيران على أنها «تهديد استراتيجي» لهما، وكلاهما حليفان وثيقان للولايات المتحدة.

ودعمت (إسرائيل) الحصار الحالي الذي تفرضه السعودية والإمارات على قطر، كما دعت تل أبيب مرارا وتكرارا الدوحة إلى عدم استضافة الشخصيات الفلسطينية البارزة، وهو الأمر الذي باتت تشاركها فيها الرياض وأبوظبي.

ويشير مراقبون إلى أن الموقف السعودي تجاه أزمة الأقصى، قبل شهور، يمكن تفسيره على أنه من متممات السير نحو التطبيع، وهو يرتبط أيضا بمسألة حصار قطر التي جاءت مباشرة بعد زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» للرياض، حيث تمثل ملامح مرحلة جديدة تريد المملكة أن تقود المنطقة إليها بمشاركة إسرائيلية.

في الوقت الذي اعتبر فيه المراقبون أن تداول الإعلام السعودي لتدخل الملك «سلمان بن عبدالعزيز» لحل أزمة الأقصى، ربما يدل على أن مكانة السعودية لدى الاحتلال باتت أكبر، في لحظة سياسية تشير معالمها إلى تسارع الخطوات من المملكة نحو التطبيع مع (إسرائيل).

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نشرت في مايو/أيار الماضي، أن الرياض أبلغت إدارة «ترامب» قبل زيارته الشهيرة، استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع (إسرائيل) دون شروط، وأنها بذلك تسحب من التداول المبادرة التي تقدمت بها للقمة العربية عام 2002.

وبعد زيارته للسعودية، أكد «ترامب» أن خطوات كبيرة تحققت في مسار السلام بالشرق الأوسط، وأن مفاجأة كبيرة ستحصل.

ووفق محللين، تأتي الموجه الإعلامية السعودية تجاه (إسرائيل) ضمن خطة من ولي العهد «محمد بن سلمان»، لتهيئة الشارع السعودي لأي اتفاق محتمل مع الاحتلال.

وأوضحت تقارير صحفية، أن المملكة تجر حاليا قاطرة التطبيع بشكل متسارع، كما أن الإمارات والبحرين ينسجان علاقات سرية مع تل أبيب، كما أشارت تسريبات عدة وصحف إسرائيلية.

ومنذ قيام ما يعرف بـ(دولة إسرائيل) عام 1948، رفضت السعودية الاعتراف بها، ودعمت حقوق الشعب الفلسطيني في السيادة على الأراضي التي تحتلها (إسرائيل) منذ عام 1967، ومع ذلك، فإن المملكة الخليجية لم تشارك في أي من الحروب العربية ضد (إسرائيل).