علاقات » اسرائيلي

«خاشقجي» عن دعوات التطبيع مع (إسرائيل): وصمة عار ستلاحق السعودية

في 2017/12/02

الخليج الجديد-

في الوقت الذي دعا فيه إعلاميون سعوديون للتطبيع مع (إسرائيل) والتخلي عن القضية الفلسطينية، اعتبر الكاتب والصحفي السعودي «جمال خاشقجي» هذه الدعوات وصمة عار تلاحق المملكة.

وصمة عار

وقال «خاشقجي» في سلسلة تغريدات له عبر «تويتر»: «لو أعلنت أنني تخليت عن قضية فلسطين فما قيمة إعلاني هذا غير وصمة عار تلاحقني».

وأكد أن «صاحب الكلمة الأخيرة هو فلسطيني مجهول صامد فوق أرضه… وهذا لم ولن يتخل».

وأضاف: «أسوأ حملة تشويه للمملكة هو قيام ثلة من المثقفين السعوديين بالتهجم على قضية فلسطين وشعبها الصامد. بتنا كأحمق يضر نفسه بنفسه».

وهو ما وافقه فيه الكاتب الصحفي المصري رئيس تحرير صحيفة «المصريون» (مصرية خاصة)، «جمال سلطان»، قائلا: «بعض المثقفين والكتاب في السعودية عندما يروجون للتطبيع ويهينون فلسطين وأهلها لا ينفقون من رصيدهم الأخلاقي والسياسي؛ فهم بلا رصيد، لكنهم ينفقون من رصيد بلدهم العظيم وسمعته وشعبهم الطيب وسيرته، وهذه لصوصية سياسية وثقافية. عيب».

دعوات التطبيع

وشهدت السعودية مهد الإسلام وقبلة المسلمين انزلاقا لبحر التطبيع مع (إسرائيل) بشكل علني، خلال الفترة الماضية، وصلت إلى حد السماح بنشر مقال للإعلامي السعودي «أحمد الفراج» في صحيفة «الجزيرة» السعودية بعنوان: «لك العتبى يا نتنياهو حتى ترضى».

وقبل عشرة أيام، غرد الكاتب السعودي «تركي الحمد»، قائلا: «الرياض أهم من القدس، عفوا يا صاحبي.. لم تعد القضية تهمني.. فقد أصبحت قضية من لا قضية له.. مصدر رزق للبعض وإضفاء شرعية مزيفة لتحركات البعض».

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن الكاتب والمحلل الاقتصادي السعودي، «حمزة محمد السالم»، طالب بالتطبيع، والسماح بزيارة (إسرائيل) للسياحة، مؤكدا أنها ستكون «الوجهة الأولى للسعوديين».

وشاركت الموقف ذاته الناشطة والكاتبة السعودية، «سعاد الشمري»، التي قالت: «60 عاما أشغلتنا الحكومات العربية بالقومية المزيفة وعداء إسرائيل، آن الأوان لنجرب السلام والتعايش».

كما دعا الكاتب السعودي، «أحمد بن سعيد القرني»، بفتح سفارة إسرائيلية بالمملكة مع تمثيل دبلوماسي عالي، قائلا: «اليهود يكنون لنا الاحترام، ولم يعتدوا علينا، أو يفجروا في بلدنا، وأدعوا الملك إلى فتح سفارة وتمثيل دبلوماسي عالي».

يذكر أنه لا يوجد حتى الآن سفارة إسرائيلية في السعودية، في حين تواترت أنباء عن نية المملكة السماح بتلك الخطوة قريبا.

وكانت من دلائل سعي الرياض نحو التطبيع ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة سرية قام بها «بن سلمان» لـ(إسرائيل)، في سبتمبر/أيلول الماضي؛ للتباحث في حل إقليمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن السلطات السعودية نفت حدوث تلك الزيارة.

كما ظهر هذا التطبيع جليا في لقاءات الأمير «تركي الفيصل» الأخيرة وظهوره بمؤتمرات إسرائيلية داخل المعابد اليهودية في الولايات المتحدة وتمنيه فتح سفارة «إسرائيلية» في الرياض قريبا.

كما أعلن رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» عن وصول العلاقات الإسرائيلية مع بعض الدول العربية، ومنها السعودية، إلى مرحلة غير مسبوقة.

«بن سلمان» صهيوني

دعوات التطبيع المتصاعدة من إعلاميين سعوديين، والتي ترافقت مع الصعود السريع لسلطة ولي العهد، «محمد بن سلمان»، تصدى لها بشدة ناشطون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وشمل ذلك، وسمين تم تدشينهما على «تويتر»، الأول باسم «#ابن_سلمان_صهيوني»، والثاني باسم «سعوديون ضد التطبيع»، وعبرهما أكد ناشطون رفضهم لسياسات ولي العهد، واعتقاله للعلماء، ومحاولاته التطبيع العلنية التي باتت قاب قوسين أو أدنى، ومحاربته لحركات المقاومة.

وكشفوا عن أن النظام يعمل على الترويج للتطبيع مع (إسرائيل) بدعوى مواجهة إيران وحزب الله والحوثيين.

وأشاروا إلى أن المملكة ستخطو خطوات عدة نحو هذا القرار يبدأ بتجهيز الإعلاميين في الصحف والقنوات التلفزيونية لطرح إمكانية التطبيع، وتجهيز عدد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي لطرح ومناقشة الموضوع، على اعتباره أمراً طبيعياً.

وعبر وسم «سعوديون ضد التطبيع»، غردت «نهى البلوى»، قائلة: «سنبقى ضد الكيان الصهويني المحتل، غير معترفين به كدولة، رافضين التعامل معه، وعاملين على سقوطه وفناءه».

بينما وجه «مزمل أزادي» رسالة إلى المواطن الفلسطيني، قائلا: «إلى أهلنا في فلسطين الحبيبة، نحن أبناء المملكة العربية السعودية ما زلنا على العهد، نقف معكم وننصركم ونعتز بكم ولن نحيد عنكم، ولا تحزنكم تلك الأصوات النشاز، إنهم من أراذلنا، ونحن أولى بأن نلجم أفواههم. عاشت فلسطين العربية، ولا عزاء للخونة».

واعتبرت «سيرين تلمساني» أن نصرة القضية شرف نحن بحاجة إليه، وقالت: «القضية الفلسطينية ليست بحاجتنا؛ هي ستنتصر حتمًا بدعمنا أو دونه.. نحن الذين بحاجة إلى كسب شرف نصرة القضية، فلماذا نجعل هذا الشرف يذهب لغيرنا؟!».