وكالات-
بالتوازي مع التهديدات التي يطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتعامل بكل قوة وحزم مع الفلسطينيين الموجودين على حدود قطاع غزة؛ تنشط تحركات عربية تقودها مصر والسعودية للضغط على حركة "حماس" لإيقاف مسيرة العودة الكبرى.
مسؤول في وزارة الخارجية المصرية كشف لـ"الخليج أونلاين"، الجمعة، أن مصر تقود تحركاً عربياً، بتوجيه من المملكة العربية السعودية، للضغط على حركة "حماس" لإيقاف مسيرة العودة الكبرى التي دخلت أسبوعها الثاني على التوالي، وأسفرت حتى اللحظة عن ارتقاء 20 شهيداً وأكثر من 1500 جريح.
وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه: إن "الأوضاع داخل قطاع غزة تتجه نحو الانفجار الكبير في وجه كل من يحاصر القطاع، ومنها "إسرائيل" الآن، وهناك تخوفات أن ينتقل الغضب الفلسطيني نحو الحدود المصرية في الأسابيع القليلة المقبلة، ويضع القاهرة في موقف محرج محلياً وعربياً ودولياً".
- مسيرة تُحرج العرب
وأشار إلى أن مصر تتحرك بالتعاون مع الرياض من أجل إقناع حركة "حماس" والضغط عليها لإيقاف مسيرة العودة الكبرى، ومحاولة السيطرة على الأوضاع الميدانية قبل أن تشهد تطوراً خطيراً يصعب حينها التعامل معه، وتكون قد خرجت عن السيطرة الكاملة.
وأكد أن وفداً رفيع المستوى من جهاز المخابرات المصرية، برئاسة اللواء عباس كامل، سيصل غزة هذا الأسبوع، وسيعقد اجتماعاً مع حركة "حماس" وباقي الفصائل الفلسطينية للتباحث في ملف "مسيرة العودة"، وإمكانية إيجاد حلول لمنع تدهور الأوضاع في القطاع، خاصة في ظل التهديد الإسرائيلي المتكرر لسكان غزة.
وفي الجمعة الثانية لمسيرة العودة أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد شهداء المواجهات مع قوات الاحتلال "الإسرائيلي" على حدود قطاع غزة لـ20 شهيداً، إضافة لأكثر من 1500 جريح، بينهم حالات خطرة.
وحذرت "إسرائيل"، الخميس، من أنها ستبقي على الأوامر المعطاة لجنودها بإطلاق النار على الحدود مع قطاع غزة في حال "حصول استفزازات"، وسط تحذيرات أممية من ارتكاب الاحتلال مجزرة جديدة على حدود القطاع، على غرار مجزرة الجمعة الماضية.
المسؤول المصري أكد لـ"الخليج أونلاين" أن مسيرة العودة باتت تُحرج الكثير من الدول العربية التي رفعت يدها تماماً عن القضية الفلسطينية، وتحاول جاهدة أن توفر الأجواء لطرح ما تسمى بـ"صفقة القرن" الأمريكية، والمواجهات على الحدود تعطل ذلك.
وأضاف: "السعودية ومصر من أكثر الدول العربية التي تسعى لإيقاف المواجهات مع إسرائيل، حتى لو كلف ذلك أن تقدم مبادرة لحماس لفتح المعبر بشكل كامل للتخفيف من وطأة الحصار المفروض على سكان قطاع غزة".
- هل تنجح؟
وبسؤال "الخليج أونلاين" حول موقف "حماس" من التحرك العربي الجديد، أكد أن "الحركة الإسلامية ترفض وبشكل قاطع التعامل مع أي تحرك عربي لوقف زحف الجماهير نحو الحدود والمشاركة في "مسيرة العودة" في الوقت الراهن، لكون المسيرة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة العربية والدولية مجدداً، وحققت أهم أهدافها في إحراج إسرائيل وعزلها".
وكشف المسؤول ذاته أن القاهرة وجهت قبل أيام دعوة لقيادة "حماس" لزيارة أراضيها لمناقشة التطورات في غزة، إلا أن الأخيرة لم تلبِّ الدعوة بحجة "التطورات الحاصلة بغزة"، مما دفع مصر إلى إرسال رئيس جهاز مخابراتها لإجراء لقاءات مع الجانب الإسرائيلي والسلطة وحركة "حماس"، حسب ما هو مقرر في برنامج زيارته.
وكان كامل التقى، الثلاثاء الماضي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، ورئيس الاستخبارات الإسرائيلية نداف أرغمان في تل أبيب، ثم عاد وعقد اجتماعاً مع اثنين من مساعدي الرئيس عباس في رام الله، هما: مدير الاستخبارات العامة اللواء ماجد فرج، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ.
وفي ذات السياق، أكد خضر حبيب، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي، ما كشفه "الخليج أونلاين" حول الضغوط والابتزازات العربية لوقف "مسيرة العودة"، وأكد أنهم يرفضون أي تدخل أو ضغوط حتى تحقق المسيرة كل أهدافها.
وفي تصريحات خاصة لـ"الخليج أونلاين"، قال حبيب: "يبدو أن مسيرة العودة باتت تقلق الجميع، وفضحت كل من يتآمر على القضية الفلسطينية، لذلك هناك تحرك يجري في الخفاء لإيقافها بأي ثمن، وهذا التحرك جاء بنفس الوقت الذي يهدد فيه جيش الاحتلال بالتصعيد وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين".
وشدد على أنهم سيرفضون ويتصدون لأي جهد أو تحرك لإيقاف المسيرة، قائلاً: "ردنا سيكون واضحاً؛ وهو الرفض، والمزيد من الحشد، والزحف نحو الحدود للمشاركة في مسيرة العودة، ولن نتوقف عن مطالباتنا ومسيراتنا السلمية حتى نحقق الهدف بفضح الاحتلال وتأكيد تمسكنا بالعودة".
وكان القيادي في حركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، قد كشف سابقاً عن اتصالات دولية تجرى من أجل الضغط لوقف مسيرات العودة.
وبدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين، الجمعة الماضية، احتجاجاً يستمر ستة أسابيع للمطالبة بحق العودة، وأقاموا خياماً على امتداد السياج الأمني لحدود القطاع الذي يعيش فيه مليونا فلسطيني.
ويطالب المحتجون بحق اللاجئين الفلسطينيين وأبنائهم وأحفادهم في العودة إلى الأراضي التي احتلتها "إسرائيل".