علاقات » اسرائيلي

مساعي السعودية للإشراف على القدس لتمرير «صفقة القرن»

في 2018/07/10

وكالات-

«سعي السعودية لانتزاع الإشراف على المقدسات بالقدس يهدف إلى دفع الخطة الأمريكية لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، التي يطلق عليها صفقة القرن».

هكذا خلصت دراسة إسرائيلية، صادرة عن مركز «بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية»، التابع لجامعة «بإر إيلان»، والتي قالت إن السعودية «معنية بتعزيز فرص تطبيق الخطة الأمريكية، على الرغم من أن هذه الخطة تركت انقساما عميقا في العالم الإسلامي، حتى قبل أن تعلن واشنطن عنها بشكل رسمي».

واتهمت الدراسة، التي أعدها كبير الباحثين في المركز «جيمس دوسر»، الرياض، وحليفتها أبوظبي، «بتعظيم حالة عدم الاستقرار في الأردن، حيث تعتقد قيادة البلدين أنه كلما زادت حالة عدم الاستقرار في البلاد انخفض مستوى ممانعة الحكم في عمان لصفقة القرن».

وأوضحت الدراسة، أن كلا من الرياض وأبوظبي تحاولان تخفيض مستوى الاهتمام الإقليمي بالقدس من خلال التصدي للمحاولات التركية الهادفة إلى بناء نفوذ في المدينة المقدسة.

ولفت «دوسر» إلى أن أوضح ما يدلل على سعي السعودية والإمارات لتقليص الاهتمام بقضية القدس تمثل في محاولاتهما التقليل من أهمية وقيمة مؤتمري القمة الإسلامية التي دعت إليهما تركيا في إسطنبول ردا على قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» نقل السفارة إلى القدس، العام الماضي.

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية، أن «صفقة القرن» تعتمد بشكل رئيسي على «إغراءات» من «ترامب» للفلسطينيين للتنازل عن القدس والأراضي المحتلة وحق اللاجئين، مشيرة إلى أن هذه الإغراءات في الأصل عبارة عن حزم من الدعم المالي تقدمها دول خليجية، خاصة السعودية.

شواهد متراكمة

وحسب الدراسة، فإنه على الرغم من أن السعودية لم تعلن رسميا رغبتها بانتزاع الإشراف على الأماكن المقدسة من الأردن، لكن الكثير من «الشواهد قد تراكمت» على أن مستوى العلاقات الوثيق بين (إسرائيل) وكل من السعودية والإمارات والبحرين، سمح للقيادة في الرياض بطرح هذا المطلب.

واعتبرت الدراسة، أن إعلان الملك السعودي «سلمان بن عبدالعزيز»، خلال القمة العربية الأخيرة في الظهران، عن تقديم دعم بقيمة 150 مليون دولار لدعم القدس جاء لمواجهة الاستثمارات التركية في القدس، وحرص أنقرة على تقديم الدعم للجمعيات الإسلامية التي تعمل على الحفاظ على إسلامية المدينة إلى جانب شراء عقارات.

وأشارت الدراسة، إلى أن الموقف السعودي جعل الأردنيين يخشون من أن هذا الموقف يمثل جزءا من تفاهم بين إدارة «ترامب» وكل من الرياض وأبوظبي، على منح السعودية موطئ قدم في الأماكن المقدسة في المدينة.

واستدركت أن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، وبخلاف والده، أكثر وضوحا في دعمه سياسات «ترامب»، ولا يتردد في إبداء تعاطفه مع المواقف الإسرائيلية.

ورأت الدراسة أن زيارة سكرتير منظمة دول العالم الإسلامي «إياد مدني» (سعودي الجنسية)، للأقصى قبل عامين جاءت في إطار التحرك السعودي الجديد.

وخلصت الدراسة، إلى أن كلا من السعودية والإمارات توظفان البحرين، الضعيفة اقتصاديا وعسكريا والتي تعتمد على الدعم السعودي، في إضفاء شرعية على التطبيع مع (إسرائيل)، مشيرة إلى أن المنامة تسمح لوفود إسرائيلية بزيارتها، إلى جانب سماحها لمواطنيها بزيارة (إسرائيل).

وقد جاءت إحدى العلامات البارزة على نهج البحرين المتغير تجاه (إسرائيل) في مايو/أيار الماضي، بعد أن أطلقت القوات الإيرانية في سوريا أكثر من 12 صاروخا على أهداف إسرائيلية في هضبة الجولان، وخرج وزير الخارجية البحريني، «خالد بن أحمد آل خليفة»، للدفاع عن (إسرائيل).

وكتب «آل خليفة» على حسابه على موقع «تويتر» أن (إسرائيل)، مثلها مثل أي بلد آخر، لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الإيراني، وكان تصريحه تعبيرا غير اعتيادي عن الدعم لـ(إسرائيل) من بلد عربي.

دبلوماسية دينية

وحسب الدراسة، فإن السعودية ترى في الإشراف على الأماكن المقدسة مظهرا من مظاهر «الدبلوماسية الدينية»، التي يمكن أن تعزز حضورها الإقليمي.

وأشارت إلى أن السعودية أنفقت على مدى 4 عقود 100 مليار دولار لتعزيز حضورها في العالم الإسلامي السني.

ولفتت إلى أن السعودية عمدت مؤخرا إلى تحسين صورتها من خلال تقديم ذاتها كدولة تتبنى التسامح والحوار بين الأديان وكنظام حكم يحتكم إلى «الإسلام المعتدل».

ولا تعترف السعودية رسميا بـ(إسرائيل)، لكن تقارير صحفية عدة تحدثت في الفترة الأخيرة عن تحسن وتوطد كبير في العلاقات بين الجانبين وصلت إلى حد إجراء ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» زيارة إلى (تل أبيب)، رغم النفي السعودي الرسمي لذلك.

وتأتي دعوات التطبيع المتكررة داخل المملكة العربية السعودية بينما يتصاعد الحديث عن اقتراب طرح «صفقة القرن» فيما تشير الأنباء إلى ضغوط سعودية على السلطة الفلسطينية لتمرير الصفقة.

وتعلق الحكومة الإسرائيلية آمالا كبيرة على علاقتها التي تتطور يوميا مع السعودية، وتدفع بكل ثقلها في اتجاه أن يكون للرياض دور أساسي وتاريخي في فتح الباب أمام تطبيع علاقات دولة الاحتلال مع بقية الدول العربية.

وتربط وسائل إعلام عبرية، وجود ربط بين دعوات التطبيع هذه وسعي السعوديين لمواجهة «الطموح الإيراني» في منطقة الشرق الأوسط.