علاقات » اسرائيلي

مشاغبات "فجر".. إثارة للجدل وشذوذ عن مواقف الكويت من "إسرائيل"

في 2019/01/03

الخليج أونلاين-

في ظل الأخبار المستمرة عن "صفقة القرن" التي حملها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معه منذ اعتلاء سدة الحكم في البيت الأبيض، وازدياد التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي من قبل عدة دول خليجية وأخرى عربية، ومع زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المنامة، تخرج المزيد من الأصوات المُطالبة بالتطبيع مع "إسرائيل".

هذه المطالبات تكثر في أوساط الإعلاميين المقربين من السلطات، كما يجري في الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.

ويتساءل مراقبون هل يمكن لهذه الدعوات أن تخرج لولا الضوء الأخضر الحكومي للأنظمة، وانتقالها من التعامل السري مع "إسرائيل" إلى التعامل العلني المفضوح، وتكون مهمة وسائل الإعلام والإعلاميين هي التمهيد لذلك؟!

- إعلامية تنال لقب "الشجاعة الإسرائيلية"

ففي إثارة لمزيد من الجدل كتبت الإعلامية الكويتية "فجر السعيد" تغريدة بمطلع رأس السنة الجديدة دعت فيها إلى التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت السعيد، على حسابها بمنصة "تويتر": إن "دول المواجهة: مصر والأردن، ومنظمة التحرير، كلها موقّعةٌ (على) معاهدة سلام مع إسرائيل، ونحن في الكويت وبعض دول الخليج ما زال خطابنا كله عداء وإنذار بالمواجهة، بينما في حقيقة الأمر لا نقوى عليها".

واستطردت تقول: "وبهذه المناسبة السعيدة أحب أن أقول لكم إني أؤيد وبشدة التطبيع مع دولة إسرائيل، والانفتاح التجاري عليها، وإدخال رؤوس الأموال العربية للاستثمار، وفتح السياحة، وخاصة السياحة الدينية (إلى) الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة".

الإعلامية تابعت متسائلةً: "ماذا استفادت الدول العربية من مقاطعة إسرائيل؟! وماذا ستستفيد الدول نفسها لو طبّعت معهم وبدأنا نستورد ونصدّر لهم، ورؤوس أموالنا تعمل داخل إسرائيل؟!".

وأشارت في تغريدتها إلى حصيلة التعاون الاقتصادي، مبينة بالقول: "سنرتبط اقتصادياً مع بعض، وبالتأكيد سنؤثر وبقوة في القرار لديهم، لأن رأس المال يحكم، والمصالح المشتركة هي الغطاء الآمن لأهلنا في فلسطين".

وقالت في تغريدة أخرى: "إذا دخلت رؤوس الأموال العربية في إسرائيل كمستثمر قوي وجوده يدعم الاقتصاد وخروجه يؤثر على الاقتصاد.. صدقوني سنفرض صوتنا كعرب ومسلمين على القرار السياسي الإسرائيلي".

وتعليقاً على تغريدات السعيد، رحَّب حساب "إسرائيل بالعربية"، التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، بدعوة الإعلامية الكويتية، ووصفها بـ"الشجاعة".

- ردود غاضبة

وأثارت تغريدات الكاتبة الكويتية ردود فعل غاضبة من متابعين على وسائل التواصل، واعتبرها بعضهم "عميلة" و"خائنة".

- التطبيع مع الأسد

ولم تكتفِ الإعلامية الكويتية بذلك، بل دعت في ذات الوقت للتطبيع مع نظام الأسد قائلةً في تغريدة أخرى: "وبمناسبة السنة الميلادية الجديدة الفردية 2019 أحب أقول لكم بأني أؤيد وبشدّة عودة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا الأسد والمشاركة في إعادة إعمار سوريا".

وسبق لـ "السعيد" أن سخرت من رأس النظام السوري في برنامجها على قناة سكوب الكويتية عقب مطالبة الأخير في تصريحات صحفية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوقف ما سماه "العنف" ضد احتجاجات أصحاب "السترات الصفراء" التي بدأت في 17 نوفمبر 2018، ضد زيادة سعر الوقود، وارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد.

وتهكّمت "السعيد" على تصريحات الأسد حول احتجاجات فرنسا، بقولها: "شر البلية ما يضحك.. في تصريح لبشار الأسد بخصوص أحداث فرنسا يطالب ماكرون بوقف العنف.. قلقون للغاية على الشعب الفرنسي".

وانفجرت المذيعة الكويتية بالضحك على الشاشة قائلة: "سبحان الله الدنيا دوارة.. المهم بشار الأسد يقول لفرنسا ديروا بالكم وحافظوا ع شعبكم".

واعتبر النشطاء الكويتيون ما دعت له "السعيد" خارج نطاق الإنسانية مستنكرين دعوتها لذلك.

يشار إلى أن السعيد كاتبة دراما ومنتجة كويتية، اشتهرت بكتابتها التي تتناول قضايا اجتماعية جدلية، وتقدم برنامج (اجتماعي سياسي) على قناة سكوب الكويتية.

وبين الحين والآخر تطل السعيد وغيرها من الإعلاميين العرب بتغريدة أو مقطع مصور تثير الجدل حول المواقف السياسية وتكون قريبة من الفضاء العام للسلطات الحاكمة.

- مواقف خارجة

ولفجر مواقف عديدة سابقة في خروجها على سياق القضايا العربية، فقد كانت أول من سارع، في العام 2014، للقاء الرئيس المخلوع حسني مبارك بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، ووصفته بـ "الشجاع".

كما استنكرت الحكم الصادر بمعاقبة مبارك ونجليه علاء وجمال في العام 2015، بالسجن المشدد ثلاث سنوات في قضية القصور الرئاسية.

ولم يقتصر الأمر عليها، بل طال أيضاً زوجها سعود السبيعي، الذي توعد بقلب نظام الحكم في قطر مؤيداً الحصار الرباعي عليها منذ يونيو 2017.

ويعتقد متابعون أن السعيد وزوجها يعملان وفق أجندات معينة لترويج صفقة القرن، التي تسعى السعودية والإمارات ومصر إلى تطبيقها بدعم أمريكي، وتزامناً مع موجات التطبيع من دول جديدة، وإعلان دولة الاحتلال عن تغير في مواقف دول عربية وخليجية تجاه "إسرائيل".

واللافت أن موقف الإعلامية الكويتية يختلف بشكل قاطع مع سلوك بلادها الرسمي تجاه قضايا الشعب الفلسطيني، فقد سجلت البلاد وخصوصاً في مقعدها بمجلس الأمن العام الماضي، مواقف دولية صارمة تجاه انتهاكات دولة الاحتلال.