معاريف الإسرائيلية-
كشفت معاريف الإسرائيلية أن طابع العلاقات الخاصة والتعاون الاستخباري والأمني العميق بين إسرائيل وإمارة أبوظبي يعود عمره إلى عقدين من الزمن، مشيرة إلى أن هذه العلاقات تتعاظم بسبب طابع المصالح المشتركة التي تربط الطرفين المتمثلة بالعداء لإيران والخوف من الخطر، الذي تمثله جماعة "الإخوان المسلمين" والحاجة إلى مواجهتها..
ووضح معلّق الشؤون الاستخبارية في الصحيفة، يوسي ميلمان، في تقرير نشره موقع الصحيفة أن أبوظبي تطور علاقتها بإسرائيل كإمارة وبشكل مستقل وليس بوصفها ممثلة لدولة "الإمارات"، لافتاً أن هذه العلاقة تقوم أيضاً على عقد صفقات سلاح، حيث تبيع تل أبيب للإمارة عتاداً استخبارياً منوهاً إلى أن هذا جزء صغير من عالم بأكمله يلقي الضوء على طبيعة وعمق العلاقات السرية بين إسرائيل والإمارات والتي يمكن من خلالها الوقوف على العلاقات مع دول عربية أخرى لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وأكد أنّ العداء لجماعة "الإخوان المسلمين"، دفع محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي إلى بناء تحالف مع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
و ترتبط أبوظبي بعلاقة وثيقة مع تجمع الصناعات العسكرية وشركة "إلبيت" للمنظومات المسلحة بحسب ميلمان الذي أشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب،يرتبط بعلاقات خاصة ببن زايد، وهو يسمح لإسرائيل ببيع تقنيات عسكرية تعتمد على التكنولوجيا الأميركية لأبوظبي.
وأضاف أن شركة السايبر الإسرائيلية "NSO"، التي تتخذ من مدينة "هرتسليا"، شمال تل أبيب، مقراً لها باعت أبوظبي برنامج "فجسوس"، الذي يتيح لمخابرات الإمارة باختراق الهواتف الشخصية لمن تعتبرهم معارضين للنظام والحصول على معلومات منها مؤكدا أن الشركات الإسرائيلية تقوم بتزويد أبوظبي بتقنيات التجسس التي تسمح بمراقبة المعارضين، مع إدراك تل أبيب أن الإمارة تعمد إلى المس بحقوق الإنسان بشكل كبير.
وتقول صحيفة "معاريف"، إن أبوظبي تشتري منتوجات شركة "فيرنت" الإسرائيلية المتخصصة في إنتاج العتاد الاستخباري، لا سيما تقنيات التنصت.
وتوثقت العلاقات السرية بين أبوظبي وإسرائيل قبل 15 عاماً بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن المؤسستين الأمنية والاستخبارية في تل أبيب حرصتا على إحاطة هذه العلاقات بالكتمان الشديد.وكشف أن رجل الأعمال الإسرائيلي متاي كوخافي هو الذي أسهم في تدشين العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب، وأنه يتفاخر بدوره في تطوير هذه العلاقات.
نقلت الصحيفة عن كوخافي قوله إن شركة "لوجيك" التي يملكها قامت بتزويد أبوظبي بعتاد أمني لتأمين الحدود وحقول النفط ناهيك عن تقديمها استشارات أمنية.كما أن شركته استعانت بخدمات جنرالات في الجيش والاستخبارات الإسرائيلية في إدارة أنشطتها داخل أبو ظبي، مشيراً إلى أن كلاً من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق عاموس مالكا وقائد سلاح الجو الأسبق إيتان بن الياهو، عملوا باسم شركته داخل أبوظبي.
وأضاف كوخافي أن طائرة خاصة كانت تنقل الجنرالات الإسرائيليين المتقاعدين من قبرص إلى أبوظبي، مشيراً إلى أن العشرات من الجنرالات ورجال الاستخبارات الإسرائيليين زاروا أبوظبي ضمن أنشطة شركته هناك. ولفت إلى أن الجنرالات الإسرائيليين أقاموا في حي مكون من الفلل، داخل الإمارة، حيث كان يقضي كل واحد منهم فترة أسبوع إلى أسبوعين.
وذكرت الصحيفة أن الإسرائيليين الذين يتولون إدارة صفقات السلاح والاستشارات العسكرية مع أبوظبي في الوقت الحالي هم: دفيد ميدان، الذي تولى في السابق قيادة شعبة تجنيد العملاء في جهاز الموساد "تسوميت"، وآفي لؤومي، مؤسس شركة "أورانيتكوس"، المتخصصة في إنتاج الطائرات بدون طيار وأشارت إلى أن ميدان ولؤومي يمثلان حالياً الصناعات الجوية الإسرائيلية في أبوظبي.
إلى ذلك تلفت الصحيفة أن سلاحي الجو الإماراتي والإسرائيلي يتعاونان في تقديم الدعم لنظام السيسي في مواجهة تنظيم "ولاية سيناء"، مشيرة إلى أن السلاحين يقومان بتنفيذ غارات جوية هناك. كما أن ممثلين عن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الذي يرتبط بتحالف مع كل من أبوظبي ونظام السيسي، عقدوا اجتماعات مع الاستخبارات الإسرائيلية.
ويرى ميلمان، أن العلاقة القوية مع أبوظبي هي أحد الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتفاخر في أكثر من مناسبة بوجود علاقات غير مسبوقة بين تل أبيب ونظم الحكم العربية.
وخلص ميلمان إلى أن حرص الدول العربية، لا سيما أبوظبي على توطيد علاقاتها بإسرائيل رغم السياسات التي تتبناها حكومات نتنياهو المتعاقبة، مكن اليمين الإسرائيلي من تطبيق سياساته على الصعيد الفلسطيني من دون ممانعة عربية تذكر.