الخليج أونلاين-
كشف الدبلوماسي الجزائري السابق، محمد العربي زيتوت، عن أن دولة الإمارات تسعى بكل الطرق لإحداث انقلاب في تونس من خلال عدد من اللوبيات التي تدعمها في هذه البلاد.
وأكد زيتوت، في حوار خص به "الخليج أونلاين"، أن "الإمارات حاولت أكثر من مرة إحداث انقلاب في تونس وإيصالها -إلى جانب الجزائر- لنفس الأحداث التي تمر بها ليبيا".
وقال زيتوت، الذي يُعد أحد مؤسسي حركة "رشاد"، موضحاً: "الإمارات تقيم الآن قاعدة عسكرية في النيجر قرب الحدود الجزائرية، كما أنها موجودة في مالي، حيث موّلت الحرب الفرنسية هناك إلى جانب حليفتها السعودية؛ باسم الحرب على الإرهاب".
مظاهر وجود الإمارات بالجزائر
وأضاف زيتوت: "الوجود الإماراتي في الجزائر له أشكال مختلفة؛ فهي تسيطر على أهم ميناء هناك وهو ميناء العاصمة، وميناء جنجن في الشرق، وعلى شركة التبغ والكبريت، وهي من أكثر الشركات الجزائرية ربحاً".
ويعد ميناء جنجن من أكبر موانئ الجزائر الذي يقع بالطاهير في ولاية جيجل، قرب مطار فرحات عباس، وطاقته الاستيعابية 4.5 مليون طن سنوياً، ويستجيب لكل التقنيات الحديثة في مجال النقل البحري.
ويحتوي على أرضية يصل عمقها إلى 18.2 متراً، وهو موصول بأهم محاور الاتصالات، لا سيما المنفذ شمال جنوبي جيجل-سطيف، وخط السكك الحديدية، ما يجعله المحور المفضل للنقل الأورو-أفريقي.
وتابع: "كما أن الإمارات موجودة في الجزائر كوسيط ما بين وزارة الدفاع والجنرالات والألمان في تركيب بعض شاحنات وسيارات مرسيدس العسكرية بشكل أساسي، وهي وسيط مع الصينيين لتركيب مصنع للذخيرة في أحد المدن الجزائرية".
وبيّن أن الإمارات متغلغلة ضمن النظام القائم في الجزائر إبان وجود الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان مستشاراً لدى الإماراتيين في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، خاصة أنهم أدوا دوراً كبيراً جداً إلى جانب السعوديين لقدومه على ظهر دبابة.
وأشار إلى أن الوجود الإماراتي والنفوذ في الجزائر ليس جديداً، ولكن هدفه "إحداث خراب بها إلى جانب الدول العربية والإسلامية وتدميرها؛ كما فعلت في اليمن وليبيا والعراق وسوريا".
وأردف بالقول: "أمراء الإمارات أشرفوا على الانقلاب في أكبر دولة عربية شهدت ديمقراطية ناشئة؛ وهي مصر، حيث إنهم يستفيدون، ونظرتهم هي أنه يجب السيطرة على الشعوب والبلدان".
"سيسي وحفتر" جديدان
ولفت الدبلوماسي الجزائري السابق إلى أنها مدعومة من بعض القوى العالمية للقيام بذلك؛ بهدف السيطرة على هذه البلدان، وخاصة الجزائر التي تريد تقسيمها وإيصالها إلى الحالة الليبية، وخلق "سيسي" و"حفتر" جديدين، وصناعة مليشيات كالتي أسستها في اليمن.
واعتبر أن الإمارات معادية للشعوب؛ حيث تقف وراء اللقاء التطبيعي الذي جمع عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو.
وبين أن أبوظبي شاركت مع الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من مرة في عمليات عسكرية بسيناء، ومع الأمريكان بالقصف في العراق، كما شاركت في تدمير أفغانستان، وهو ليس جديداً عليها.
وأوضح أن "أبناء زايد" يعتقدون أن التحالف الوحيد الذي يأتي بنتيجة هو مع" تل أبيب"، حيث لهم أهداف تجارية؛ وهي أن تبقى دبي واحة اقتصادية ضمن خراب عربي، كما هو الحال بالنسبة إلى "إسرائيل".
والإمارات، التي يُعد ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد حاكمها الفعلي، متهمة بدعم الجنرالات والانقلابات العسكرية في الدول العربية، ووأد ثورات الربيع العربي، وقيادة قطار "التطبيع" مع الدولة العبرية.