محمد صالح المسفر- الشرق القطرية-
أربعة عقود منذ إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة عام (1971 ـ2001 ) وهذه الدولة تتمتع بمكانة عالية على الصعيدين العربي والدولي ولم تخل دولة عربية تعاني من ضائقة اقتصادية إلا وتمتد إليها يد القيادة السياسية في أبوظبي بالدعم والمساعدة، ويعتبر عصر الشيخ زايد رحمه الله هو العصر الذهبي لدولة الإمارات.
فكان حول الشيخ زايد رحمه الله ثلة من الرجال الأوفياء الذين اعانوا الشيخ زايد على ان يكون زعيما يشار إليه بالبنان في كل محفل، اذكر من اولئك الرجال على سبيل المثال لا الحصر أحمد خليفة السويدي متعه الله بالصحة والعافية، وتريم عمران، وعبد الله عمران، وسيف بن غباش، وسعيد سلمان رحمهم الله جميعا.
وهناك آخرون لا يتسع المجال لذكرهم هنا " وللتاريخ انه في آخر عهده رحمه الله وعندما وهن عظمه، وغادر ذلك الصف من رجال الإمارات العظام قصر السلطة والقيادة، وآل الأمر والقيادة إلى من ليست له خبرة في اللعبة الدولية والعربية.
واعتبر السياسة فهلوة واقترب من تلك القيادة ثلة من الانتهازيين والمنافقين والكذابين والمدسوسين وتجار السياسة وأصحاب الثراء غير المشروع وراحت تلك الثلة من المقربين أو المستقربين يزينون لتلك القيادات سوء الأعمال.
يسأل بعض أصحاب النوايا "الحسنة " بعد أن آل أمر قيادة دولة الإمارات إلى الشيخ محمد بن زايد بعد وفاة والده رحمه الله ونيابة عن اخيه الشيخ خليفة بن زايد، ماذا قدم الشيخ محمد بن زايد للأمة العربية والإسلامية ؟
والده رحمه الله احتضن القوميين العرب واليساريين والإسلاميين، وقد اختار الشيخ زايد احد قادة التيار الاسلامي من مصر " الاخوان " الدكتور الشيخ عز الدين إبراهيم ليكون مرشدا وموجها لأبنائه وخاصة محمد بن زايد.
يجيب أحد أصحاب النوايا " السيئة " بان ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد سار على نقيض مسيرة والده، فابعد عنه كل بُناة دولة الإمارات العربية المتحدة من الصادقين واستقطب حوله كل معادٍ للعروبة والاسلام.
يُذكر منهم توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق المتهم بارتكاب جرائم حرب في العراق، ومحمد دحلان عرّاب اسرائيل في الخليج العربي، خاصة في الرياض وابوظبي وغيرهما، استقطب الشيخ محمد بن زايد كل كُتاب وصحفيي "المارين" ليبثوا سمومهم الفكرية في اجواء الخليج العربي.
يستمر المشار إليه في القول، محمد بن زايد جلب كل الشرور للوطن العربي؛ دمر اليمن ويمزق وحدته، دمر ليبيا الواقعة في القارة الافريقية البعيدة عن حدود دولته، يعمل جاهدا لتدمير السودان والصومال وجيبوتي.
ويحاول زعزعة الاوضاع في تونس والجزائر وموريتانيا تحت ذريعة محاربة التيارات الاسلامية فهو يحارب الاخوان المسلمين في مصر والاسلاميين في تونس، وليبيا واليمن. انه بحق مثير للفتن وتجزئة الاوطان العربية.
ولم تسلم التيارات الاسلامية في تركيا والمغرب والدول الغربية، حتى في داخل الإمارات التي كان يعيش شعبها العربي في واحة محبة وتواد وتسامح وأمن اليوم مسلط على المواطن الإماراتي أجهزة تجسس تعد نبضة قلبه اينما كان. انها حقبة تاريخية مؤلمة.
لم يكتف الشيخ محمد بن زايد كما يقول محدثي بما خرب ويخرب في الخليج ومحيطه بل راح بكل جهوده وماله الوفير يتقرب الى اسرائيل وينشد ودها فاقترن بجاريد كوشنر صهر الرئيس الامريكي ترامب ولكل منهما اهدافه، كوشنر يريد ان يسجل في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية بانه القادر على القضاء على تطلعات وحقوق الشعب الفلسطيني لصالح اسرائيل وبناء اسرائيل الكبرى!
فكانت "صفعة - صفقة القرن" وهدفه الاكبر الوصول الى البيت الابيض في قادم السنين مستندا إلى اليمين المتطرف.
أما الشيخ محمد بن زايد ففي حساباته انه يستطيع ان يتسيد على الخليج العربي خاصة والوطن العربي بوجه عام عبر القنوات الصهيونية وهو بذلك يقضي على طموحاته من حيث لا يدري، لان الإدارات الامريكية متغيرة وليس لها أمان.
اليوم هي معك وغدا هي ضدك والمنقذ الوحيد له ولأي قائد عربي هي الجبهة الداخلية المتماسكة بالرضا لا بالعنف أو الخوف والامة العربية ولا بديل عن ذلك.
هنا أريد تذكير الشيخ محمد بن زايد بان هناك مشروعين عربيين ( سعوديين) الأول من الملك فهد في قمة الرباط 1981 والثاني من الملك عبد الله بالقمة العربية في بيروت 2002 وهما ما يعرفان بالمبادرة العربية ولم تقبل بهما اسرائيل.
وهناك مبادرات امريكية كان أولها مبادرة روجرز وزير خارجية امريكا في عهد الرئيس الامريكي نكسون 1970 ومشروع بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس كارتر 1977، ومشروع الرئيس الامريكي رونالد ريغان 1982 ومشروع الرئيس بوش الأب 1991 وغير ذلك من المبادرات ومشاريع السلام التي تتحاشى الشعب الفلسطيني وحقوقه.
كم كنت اتمنى ان يكرس الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي كل جهوده ويسخر كل أمواله من اجل استعادة الجزر الإماراتية الثلاث مستخدما علاقاته مع كوشنر ونتنياهو (أبوموسى، وطنب الصغرى، وطنب الكبرى) التي احتلتها ايران عشية اعلان قيام دولة الإمارات العربية 1971م، وانني اجزم بانه كان سيدخل التاريخ من اوسع ابوابه وان يعمل على توحيد الخليج العربي وحدة مبنية على التراضي والتآخي لا عن طريق القوة والاكراه، وقبول الشعب بها.
آخر القول: الزعامة تحتاج الى مشروع عربي وحدوي يخدم الأمة ويحقق طموحاتها، الزعامة لا تأتي عن طريق تحقيق أطماع الغير في ارض العرب وثرواتهم.