الخليج أونلاين-
منذ فترة ليست بالقليلة تشهد العلاقات الإماراتية - الإسرائيلية تقارباً ملموساً؛ آخر وجوه هذا التقارب كان مقالاً نشره سفير أبوظبي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الجمعة (12 يونيو)، حذّر فيه من أن توسيع عملية ضم الأراضي الفلسطينية يتناقض مع تصريحات مسؤولي دولة الاحتلال بشأن رغبتهم في علاقات طبيعية من الدول العربية.
وتناول مقال العتيبة أموراً بينها ما قدمته بلاده من خدمات في هذا الملف، وأن لدى بلاده قناعة بأن إسرائيل فرصة وليست عدواً، وحذّر أيضاً مما يمكن أن تؤول إليه الأمور حال واصلت سلطات الاحتلال نشاطها الاستيطاني.
تحليل جيد لمقال السفير يوسف العتيبة في يديعوت أحرونوت، الإمارات تبرز من خلال تحركها الدبلوماسي وتصريحات وزير الخارجية وسفيرها في واشنطن كأحد أهم الأصوات المؤثرة و المحذرة فيما يخص الخطط الإسرائيلية لضم أراضي فلسطينية في مخالفة صريحة للإجماع العربي والدولي.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) June 12, 2020
وبعد ساعات من هذا المقال أعنلت "اللجنة اليهودية الأمريكية" (AJC) مشاركة وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في الدورة القادمة من مؤتمرها السنوي، التي ستجرى من الأحد (14 يونيو) حتى الخميس، عبر الفيديو.
وقالت المنظمة عبر حسابها على "تويتر" إن قرقاش سيناقش خلال المؤتمر جهود الإمارات الرامية إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي والتعاون بين الطوائف، كما قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية إن قرقاش "يصنع التاريخ" بمشاركته في المؤتمر.
خطوات متسارعة
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية تحديداً بدأت دولة الاحتلال تتحدث علناً عن علاقات غير مسبوقة مع دول عربية وخليجية تحديداً، وتم تبادل الزيارات السرية والعلنية، بل وظهر في أبوظبي من ينادي عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام للانخراط في علاقات رسمية مع إسرائيل وإلقاء الفلسطينيين وقضيتهم عن كاهل العرب.
وكان السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، واحداً من بين ثلاثة سفراء عرب حضروا المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أواخر يناير الماضي، تصوره لإنهاء الصراع العربي الفلسطيني عبر صفقة القرن.
من السر إلى العلن
وفي خضم أزمة فيروس "كورونا" أرسلت الإمارات، في مايو الماضي، مساعدات طبية إلى السطلة الفلسطينية عبر مطار "بن غوريون" الإسرائيلي، وقد رفضت السلطة استلامها؛ لأنها تمت بالترتيب مع سلطة الاحتلال، ودون تنسيق مع السلطة الفلسطينية.
وأواخر فبراير الماضي، شارك الدرّاج الإسرائيلي عومر غولدشتاين في "طواف الدراجات الهوائية العالمي" الذي استضافته دبي، ونقلت قناة "كان" العبرية عن غولدشتاين قوله: إن "التنافس في دولة الإمارات بزي الفريق هو لحظة رائعة ومثيرة لم تعد حلماً بل أصبحت حقيقة".
ونشرت الصحيفة صوراً للدراج الإسرائيلي وهو يرتدي قميصاً عليه اسم "إسرائيل"، مشيرة إلى أن عبارة "القدس- تل أبيب" كتبت أيضاً على القميص بهدف الترويج للسياحة الإسرائيلية.
وفي يونيو الجاري، نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريراً حول مطبخ في دبي تقوم عليه إسرائيلية تدعى إيلي كاريل، وتعمل من خلاله على بيع الطعام المصنوع وفق الشريعة اليهودية (كوشير).
وقالت الإسرائيلية المقيمة في دبي إن المطبخ لاقى رواجاً كبيراً بين الإمارتيين أنفسهم، وإن زيادة الطلب دفعت صاحبة المطبخ للترتيب لافتتاح مطعم في الإمارات، وربما آخر في السعودية، قائلة إن الإمارات في تعاطيها مع اليهود تقدم نموذجاً للفهم الحقيقي لليهود.
سنوات من التمهيد
وسبق أن أكدت أبوظبي، في نوفمبر 2015، بعد أن فتحت تل أبيب ممثلية دبلوماسية لدى وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة "إيرينا"، أن أي اتفاقيات بين "إسرائيل" والوكالة لا تمثل أي تغيير في موقف الإمارات وعلاقاتها بدولة الاحتلال.
وفي 31 يناير الماضي، شارك وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، مقالاً يدعو الفلسطينيين إلى عدم رفض "صفقة القرن"، وأعاد عبر حسابه على "تويتر" نشر مقال غربي يحمل عنوان "الفلسطينيون يخسرون في كل مرة يقولون فيها لا".
Islam’s reformation: an Arab-Israeli alliance is taking shape in the Middle East | The Spectator https://t.co/uzJNi6GUsa
— عبدالله بن زايد (@ABZayed) December 21, 2019
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، قد تبادلا تغريدات تروّج لتطبيع العلاقات بين "إسرائيل" ودول عربية وإسلامية على منصة "تويتر"؛ حيث أعاد نتنياهو نشر تغريدة للوزير الإماراتي على حسابه بـ"تويتر"، معرباً عن سعادته بما "يتم من تنسيق بين إسرائيل وبعض الدول العربية".
مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية: "بضمن التهاني الجميلة العديدة التي تلقيناها بمناسبة حلول عيد حانوكا، سررنا بتلقي التهاني من سفارات دولة الإمارات في العالم. نحن نثمن هذه الرسائل الدافئة ونأمل أن تشهد العلاقات بين إسرائيل والإمارات المزيد من النمو في عام 2020" https://t.co/lNzhyxLmCi
— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) December 24, 2019
وفي العام 2019، أعلنت تل أبيب مشاركتها في معرض "إكسبو دبي 2020"، وقد زار المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، يوفال روتيم، إمارة دبي في إطار الاستعدادات للمعرض، والتقى مسؤولين بحكومة أبوظبي.
وفي ديسمبر الماضي، هنأت حكومة الإمارات نظيرتها الإسرائيلية بعيد "حانوكا" اليهودي، وسمحت للجالية اليهودية الموجودة في دبي بإحياء مظاهر العيد.
ومنتصف الشهر نفسه، ذكرت "يديعوت أحرونوت" أن مسؤولين كباراً في وزارة العدل تترأسهم المدعية العامة دينا زيلبر، شاركوا بمؤتمر دولي حول مكافحة الفساد نظَّمته أبوظبي.
كما زار وزير خارجية الاحتلال، يسرائيل كاتز، أبوظبي في يوليو 2019، وشارك في مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون البيئة، والتقى مسؤولاً إماراتياً كبيراً، وطرح مبادرة للسلام الإقليمي.
مبادرة حميدة للتقريب بين مختلف الأديان التوحيدية في العاصمة الإماراتية أبو ظبي: سيتم بناء مجمع يضم مسجدًا وكنيسة وكنيسا يهوديا لتشجيع التسامح الديني، والتقريب بين الأديان التوحيدية المختلفة تحمل رسالة وحدة إلى العالم. سيتم تسمية المجمع على اسم النبي ابراهيم عليه السلام.
— إسرائيل في الخليج (@IsraelintheGulf) September 22, 2019
pic.twitter.com/Z20awMpycc
كما أعلنت، العام الماضي، أنها ستفتتح في 2022 أول معبد يهودي رسمي في البلاد والأكبر بالمنطقة، وهو ما وصفته صفحة "إسرائيل في الخليج" على "تويتر" بأنه "مبادرة حميدة للتقريب بين الأديان".
والجمعة الماضي (4 يونيو 2020)، أثار ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي بدعوته لصداقة دولة الاحتلال الإسرائيلي بدل معاداتها.
وقال خلفان، في تغريدة له على حسابه بموقع "تويتر": "استخدموا بدل العدو الإسرائيلي.. الصديق الإسرائيلي.. شو المشكلة".
استخدموا بدل العدو الاسرائيلي ..الصديق الاسرائيلي...شو المشكلة
— ضاحي خلفان تميم (@Dhahi_Khalfan) June 5, 2020