الخليج أونلاين-
بعيداً عن اتفاق "إسرائيل" القديم مع الولايات المتحدة الذي يتيح لها أن تبقى القوة الأكبر في المنطقة، ترى الإمارات أن لها أحقية في حيازة طائرات "إف 35"، التي هي الأبرز والأكثر تأثيراً في الحروب، على واشنطن أن تبيعها لها.
ثقة الإمارات بحصولها على هذه الطائرات نابعة من إعلانها اتفاق السلام مع الاحتلال الإسرائيلي الذي جرى مؤخراً، وهو ما أكدته في آخر تصريح لها حول هذا الموضوع عبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش.
المسؤول الإماراتي يرى أن اتفاق التطبيع الذي عقدته بلاده مع "إسرائيل" يجب أن يزيل "أي عقبة" في طريق بيع "إف-35" لأبوظبي.
ولفت قرقاش النظر، في مقابلة عبر الإنترنت مع مجلة "ذي أتلانتيك"، الخميس (20 أغسطس)، إلى أن بلاده قدمت طلبات مشروعة منذ سنوات لحيازة "إف-35"، وأن موافقتها على تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" يجب أن تزيل "أي عقبة" أمام الولايات المتحدة للمضي قدماً في البيع.
وأضاف: "لدينا طلبات مشروعة موجودة يجب أن نحصل عليها". وزاد: "لم تعد فكرة حالة الحرب أو الحرب مع إسرائيل قائمة".
إصرار إماراتي
إصرار الإمارات على شراء هذه الطائرات أكده الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، الأربعاء (19 أغسطس)، قال فيه إن الإمارات مهتمة بشراء "إف-35" التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن"، والتي استخدمتها "إسرائيل" في قتال بالفعل.
وأوضح قائلاً: "لديهم المال ويودون طلب شراء عدد قليل من الطائرات إف-35".
في السياق ذاته تدرس الولايات المتحدة بيع طائرات "إف-35" المقاتلة الشبح للإمارات في اتفاق جانبي بعد مبادرات الإمارات تجاه "إسرائيل"، وفق مصدر مطلع في القطاع شارك في الحوار مع المسؤولين الحكوميين.
ونقلت "رويترز" عن المصدر بالقطاع قوله إن البيع المحتمل للطائرات تم ترتيبه بمساعدة كبير مستشاري ترامب وصهره، جاريد كوشنر.
في ذات الشأن كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها أن الولايات المتحدة تقوم سراً بالدفع لبيع الإمارات العربية أسلحة رغم مظاهر القلق الإسرائيلية.
وقالت إن إدارة دونالد ترامب تخطط لبيع طائرات "إف-35" وطائرات بدون طيار كجزء من خطة واسعة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، ولكن "إسرائيل" قد ترفض وكذا الكونغرس.
وقال مسؤولون إن مسؤولي الإدارة قدموا، في الأسابيع الماضية، إيجازات سرية للجيش الإماراتي عن طائرات "إف-35" رغم تحفظ عدد من مسؤولي الأمن القومي حول حكمة الكشف عن تفاصيل أهم أسلحة متقدمة لدى البنتاغون لدولة أجنبية، وقبل أن يتم التوصل إلى قرار نهائي بشأن صفقة سلاح.
تفوق "إسرائيل"
منذ حرب عام 1973 أصبحت لدى الولايات المتحدة سياسة تقوم على التفوق العسكري النوعي لـ"إسرائيل" على جيرانها العرب.
وينفي المسؤولون الأمريكيون أنهم يدفعون باتجاه الصفقة كهدية للإمارات على موافقتها فتح علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل".
ولكن المسؤولين يرفضون ربط المبادرة الدبلوماسية الأخيرة بمطالب الإمارات لشراء المقاتلات الأمريكية المتقدمة.
ويقول الجيش الأمريكي إن بيع هذه المقاتلات سيضعف تميز "إسرائيل" في المنطقة. وبدون دعم من الحكومة الإسرائيلية للبيع، فمن غير المحتمل موافقة الكونغرس على الصفقة.
بدورها فإن "إسرائيل" ترفض أن تمتلك دولة في المنطقة مثل هذه الطائرات، التي يتفرد جيش الاحتلال الإسرائيلي بحيازتها بين جيوش الشرق الأوسط.
وتتحرك تل أبيب بقوة لمنع امتلاك أي دولة شرق أوسطية خاصة الدول العربية لـ"إف 35" فارضة تأثيرها على الكونغرس الأمريكي ليدعم موقفها، وهو ما أكدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مؤخراً، إذ أفادت أنه من غير المرجح أن يدعم الكونغرس بيع أسلحة متطورة للإمارات من دون دعم الحكومة الإسرائيلية.
فرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال بصراحة، بعد أسبوع من اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، إن بلاده ستعارض بيع طائرات "إف-35" الأمريكية للإمارات.
وذكر نتنياهو أنه في المحادثات بشأن التطبيع بين البلدين "لم تغير إسرائيل موقفها الثابت بشأن بيع أسلحة وتقنيات دفاعية لأي دولة في الشرق الأوسط بما قد يخل بالتوازن العسكري".
لماذا "إف 35"؟
الميزات التي تتوافر في طائرات "إف 35" تكون جواباً شافياً للسؤال حول سعي الإمارات للحصول على هذه الطائرات.
فالإمارات التي تشارك في حرب باليمن لقتال الحوثيين منذ 2015 فقدت عدة طائرات قتالية؛ وهو أمر يصعب حصوله مع طائرات "إف 35" تنفذ واجباتها بدقة وسرعة، دون أن تتمكن منها المضادات الأرضية أو تكشفها الرادارات، خاصة أن التوترات بين الإمارات وإيران زادت بعد تطبيع أبوظبي مع تل أبيب.
أما طائرة "إف 35" التي تطورها شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، فتعتبر من مقاتلات الجيل الخامس الذي يوصف بأنه الأكثر تطوراً على مستوى العالم.
ومن مواصفاتها أنها تتكون من قمرة قيادة واحدة بمقعد واحد، وتجمع بين قدرات التسلل المتقدمة وسرعة الطائرات المقاتلة وخفة الحركة.
جُهزت طائرة "إف 35" بالكامل لجمع المعلومات بفضل شبكات استشعار عن بعد، وتتمتع بالقدرة على الإقلاع والهبوط بشكل عمودي، ولا تحتاج إلى مدرج.
تصل سرعة الطائرة في المتوسط إلى 1975 كيلومتراً/ساعة، وهي مجهزة بحزمة من أجهزة الاستشعار المتكاملة.
من أبرز ميزاتها مدى رادار واسع يسمح لها بكشف الطائرات المعادية مبكراً، وتمتلك قدرات إضافية للتشويش على الرادارات المعادية من مسافات بعيدة، بالإضافة إلى امتلاكها قدرات على الاختفاء عن شاشات الرادار.
تستطيع هذه الطائرات ضرب أهداف أرضية دون الحاجة إلى الاقتراب منها؛ بفضل صواريخها الموجهة، ويمكنها القيام بمهام متعددة مثل القتال الجوي والقصف، وعمليات الهجوم الإلكتروني والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
وتمتاز أيضاً بقدرتها على تفادي المضادات الأرضية مثل صواريخ إس 300 وإس 400 الروسية المتطورة.
من جانب آخر يتسع خزان وقود هذه الطائرة لنحو 18 ألف لتر، حوالي ضعفي سعة خزان الوقود في طائرة إف 16.
وتبلغ تكلفة المقاتلة الواحدة منها 148 مليون دولار، وتصل إلى 337 مليوناً للنموذج "إف 35 سي" (F-35C).
علاوة على هذا فإن خوذة طيار "إف 35" تبلغ 400 ألف دولار وحدها، وتبدو مشابهة لأفلام الخيال العلمي.
وتشارك شركة "إيلبيت سيستمز" الإسرائيلية في صناعة الخوذة التي تحوي نظاماً تشغيلياً خاصاً، ونظام رؤية ليلية وحرارية بالإضافة إلى إمكانية الرؤية ضمن 360 درجة مع نصب كاميرات على سطح الطائرة.