صحيفة وول ستريت جورنال-
كشفت صحيفة أمريكية عن عملية عسكرية نفذتها القوات الخاصة الأمريكية في اليمن أدت دوراً كبيراً في الوصول إلى اتفاقية سلام بين الإمارات و"إسرائيل".
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الولايات المتحدة الأمريكية نفذت مهمة عاجلة لإنقاذ جنود إماراتيين وعضو في الأسرة الحاكمة الإماراتية خلال تحطم طائرة هليكوبتر إماراتية، في 11 أغسطس 2017، مليئة بالجنود المشاركين في هجوم على عناصر تنظيم القاعدة في اليمن.
وأشارت إلى أن تحطم الطائرة أسفر عن مقتل 3 جنود وإصابة 7 بجروح خطيرة، منهم شاب في الأسرة الحاكمة في أبوظبي، هو زايد بن حمدان آل نهيان، 27 عاماً، ابن شقيق وصهر ولي عهد العاصمة الإماراتية.
وبحسب مسؤولين عسكريين أمريكيين نقلت عنهم الصحيفة فإن مهمة الإنقاذ نجحت في إنقاذ الجنود وعضو الأسرة الحاكمة.
وكشفت الصحيفة عن معلومات جديدة حول العملية، مشيرة إلى أن طائرتين أمريكيتين من طراز "Ospreys" حملتا فريقاً طبياً من قوات العمليات الخاصة إلى موقع تحطم المروحية في اليمن.
وقال النقيب بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، إن الفريق الطبي الأمريكي نقل الجنود السبعة المصابين إلى السفينة "يو إس إس باتان"، وهي سفينة هجومية برمائية تابعة للبحرية الأمريكية في خليج عدن.
وأضاف أوربان أن الفرق الطبية على متن السفينة عملت بشكل محموم لمدة 48 ساعة، فيما اصطفت القوات الأمريكية على متن السفينة للتبرع بالدم للجنود الإماراتيين، حيث استخدم الفريق الطبي 54 وحدة من 66 وحدة دم متوافرة، مما يجعله أكبر بنك دم متنقل تستخدمه البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية، ثم نقلت الجنود إلى مستشفى لاندشتول بألمانيا التابع للجيش الأمريكي.
وتحدثت الصحيفة عن الرابط بين المهمة والتطبيع، قائلة: إنه "وبطريقة لم تكن متوقعة في ذلك الوقت ساعدت المهمة العسكرية غير العادية في تمهيد الطريق بعد 3 سنوات لإسرائيل والإمارات لتوقيع اتفاق سلام يعيد تشكيل الشرق الأوسط، حيث كان الميجور جنرال ميغيل كوريا، المستشار الخاص للبيت الأبيض، هو المسؤول عن تنفيذ عملية الإنقاذ للجنود الإماراتيين".
وأضافت: "قام الجنرال كوريا، الذي كان ملحقاً دفاعياً في سفارة الولايات المتحدة في أبوظبي، بتنسيق المهمة ونجاحها، مما جعله بطلاً بين قادة الإمارات، وخاصة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد".
وأكدت الصحيفة أن المكانة التي حظي بها الجنرال كوريا في الإمارات أدت دوراً كبيراً في عملية السلام، التي انتهت بتوقيع "اتفاق أبراهام" في البيت الأبيض.
وسبق أن اعترف مسؤولون من البلدين بالدور البارز وراء الكواليس الذي أداه الجنرال كوريا، فقد قال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، للرئيس ترامب قبل توقيع المعاهدة: "هذا الجنرال هو جزء من عائلتي. لم يكن هذا ليحدث بدونه".
ويبدو أن نجاح الجنرال كوريا دفع واشنطن لإعطائه مهمة التواصل مع الجانب السوداني، حيث سبق أن مثل واشنطن، في سبتمبر الماضي، في اجتماع عقد في أبوظبي مع طحنون بن زايد، مستشار الأمن القومي الإماراتي، ورئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، وممثلين عن الحكومة المدنية في الخرطوم؛ لمناقشة خطوات التطبيع مع السودان.
وتوصلت الإمارات وإسرائيل، في 13 أغسطس الماضي، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما تم توقيعه يوم 15 سبتمبر الماضي في واشنطن.
وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع، حيث اعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية "خيانة" من الإمارات وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.