الخليج أونلاين-
كشف التعاطف الشعبي مع فلسطين، والتحركات الرسمية من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، مدى ما تحظى به القضية الفلسطينية على مستوى دول الخليج.
لم يتوقف الاهتمام من خلال التحركات الشعبية والفعاليات والتضامنات التي أعلن عنها، بل وصلت إلى تحريك الدبلوماسية بكثافة من أجل وضع حد للاعتداءات والعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، خصوصاً ما تتعرض له غزة من قصف وإبادة إسرائيلية.
وتواصل دول مجلس التعاون الخليجي معاً اهتمامها بالقضية الفلسطينية، وغالباً ما تعلن إلى جانب موقفها السياسي تقديم مساعدات مالية كبيرة، خصوصاً قطر التي تخصص شهرياً مبالغ مالية كمعونات لعشرات الآلاف من سكان غزة، إلى جانب المساعدات بين الحين والآخر.
تحركات دبلوماسية
لم يتوقف الدعم الرسمي الخليجي لفلسطين في الأزمة الحالية، وبدأ مبكراً منذ 7 مايو الجاري، حينما دان مجلس التعاون الخليجي استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي باعتداءاتها على الفلسطينيين من خلال عمليات بناء المستوطنات والتهجير في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما يواصل وزراء خارجية دول خليجية، في مقدمتها قطر والسعودية والكويت، تحركاتهم بشأن وقف العدوان على غزة، كان أبرزها إجراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الناصر الصباح، سلسلة اتصالات هاتفية، في 13 مايو، مع قطر ومصر والأردن وفلسطين، وذلك ضمن الجهود الدبلوماسية التي يجريها لوقف تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
كما أعلنت الخارجية الأمريكية أنها تتواصل مع دول رئيسية في المنطقة بينها قطر للعمل على إنهاء التوترات في فلسطين.
ودانت البحرين وقطر والسعودية والكويت وسلطنة عُمان الاعتداءات الإسرائيلية على غزة والأقصى، فيما دعت الإمارات إلى تخفيف "التوتر" في القطاع.
تضامن رسمي وتبرعات
وسارعت الكويت، في كلمة لرئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، في القمة الطارئة للبرلمان العربي، في 12 مايو، إلى الدعوة لتنظيم حملة تبرعات شعبية لدعم فلسطين.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي، في 10 مايو، إطلاق حملة تبرعات للشعب الفلسطيني تحت شعار "معك يا فلسطين"، في سبيل التخفيف عن المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون جراء الاعتداءات الإسرائيلية.
كما طالب النائب الكويتي محمد براك المطير رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة بعلاج الفلسطينيين المصابين جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في مستشفيات الكويت، داعياً عبر حسابه في موقع "تويتر" إلى سرعة التحرك لنقل المصابين من أهل غزة والقدس المحتلة إلى البلاد.
كما خرج مفتي سلطنة عُمان أحمد بن حمد الخليلي، بتعليقات متتالية خلال الاعتداءات، معتبراً في أحد تعليقاته أن ما يحدث في فلسطين "عبرة للمتخاذلين الذين رضوا لأنفسهم الهُون، واستكانوا لمن لم تُفدهم استكانتهم عنده شيئاً، بل زادتهم خِسَّة وذُلاً"، دون أن يوضح المقصودين تحديداً بكلامه.
تظاهرات شعبية
وفي قطر أقام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، منتصف مايو، مهرجاناً تضامنياً مع فلسطين في العاصمة القطرية الدوحة تحت شعار "فلسطين تنتفض"، فيما أقامت الجالية اليمنية في قطر مهرجاناً تضامنياً مع القدس وغزة في ساحة جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب في ذات اليوم.
وتعد هذه الفعالية الجماهيرية الثانية في قطر بعد التصعيد الإسرائيلي في القدس المحتلة ثم في قطاع غزة، بعدما خرجت تظاهرات في 11 مايو.
كما دعا طلاب وطالبات جامعة قطر، عبر بيان رسمي، إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني وأهل القدس وحي الشيخ جراح عبر التغريد على "تويتر".
وفي البحرين، تتواصل حالة الغليان والاحتجاجات التي لا تتوقف رفضاً لسياسات الاحتلال الإسرائيلي والتطبيع معه، وصولاً إلى التنديد والجرائم التي يرتكبها ضد الفلسطينيين.
وبالتزامن مع الاعتداءات التي تتعرض لها غزة والمصلون في المسجد الأقصى، تخرج بشكل شبه يومي تظاهرات شعبية في البحرين للتنديد بما تقوم به قوات الاحتلال في القدس وغزة.
وفي الكويت أيضاً، لم تتوقف التظاهرات المنددة بالاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، كان آخرها في 15 مايو، حينما نظمت مجموعة من النشطاء مسيرة بالسيارات تضامناً ودعماً لصمود الشعب الفلسطيني والمرابطين في المسجد الأقصى، وتنديداً بالاعتداءات الوحشية لقوات الاحتلال الصهيوني التي استهدفت المدنيين في قطاع غزة.
مواقف شخصية
وإلى جانب ذلك برزت مواقف شخصية قامت بها جهات إعلامية ورياضية وشخصيات مجتمعية معروفة في دول الخليج، بالتزامن مع الغضب الشعبي ضد الانتهاكات الإسرائيلية.
البداية إعلامياً بإعلان "شبكة عُمان" الإخبارية وقف جميع الأخبار المحلية مؤقتاً، باستثناء الأخبار العاجلة، وقالت إنها ستخصص حسابها على "تويتر" لتغطية الوضع في فلسطين المحتلة.
وفي لقاء تلفزيوني وصف مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان، الشيخ كهلان الخروصي، من يقولون إن تحرير القدس من علامات الساعة بأنهم متخاذلون.
ورياضياً، وفي يوم السبت (8 مايو 2021)، شهد الدوري الكويتي لكرة القدم لفتة تضامنية بارزة مع القضية الفلسطينية عندما ارتدى لاعبو العربي والسالمية وشاحاً يحمل ألوان علم فلسطين، ثم تكرر المشهد بعده بيوم في الملاعب القطرية عندما رفع لاعبو السد والعربي لافتة كبيرة كُتب عليها "فلسطين في قلوبنا".
كما أعلن الناشط القطري راشد الهاملي تبنيه للطفل الفلسطيني الذي ظهر مودعاً والده خلال حمل جنازته إلى مثواه الأخير، وعلق بقوله: "لدي أربعة أبناء وأتمنى أن تكون ابني الخامس، أتمنى من الجمعيات الخيرية أن تقوم بإيصالي إلى الطفل وأتكفل بكفالته العمر كله".