بن كاسبيت/المونيتور - ترجمة الخليج الجديد-
تكمل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" إلى الإمارات في 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري سلسلة من تحركاته الخارجية منذ أن تولى منصبه في منتصف يونيو/حزيران الماضي.
وبدأ "بينيت" بالإصلاحات الطارئة لعلاقات إسرائيل المنهارة مع العاهل الأردني "عبدالله الثاني"، ثم إعادة الثقة مع الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" في اجتماع 13 سبتمبر/أيلول الماضي في شرم الشيخ، وبعد ذلك تطوير العلاقات مع المغرب التي وقع معها وزير الدفاع الإسرائيلي "بيني جانتس" تحالفا أمنيا في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
كما اهتم "بينيت" بالمشاركة في جهود استعادة الهدوء في السودان بعد الانقلاب، وتعميق العلاقات مع البحرين بشكل كبير، وحتى بداية تسوية مفاجئة - إن لم تكن جوهرية - في العلاقات الإسرائيلية المتوترة منذ وقت طويل مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان".
وستكون السعودية جوهرة تاج التطبيع الإسرائيلي مع العالم العربي.
ويستثمر "بينيت" ووزير الخارجية "يائير لابيد" جهودا هائلة لكسر الجمود الذي وصل إليه الوضع في عهد رئيس الوزراء السابق "بنيامين نتنياهو" الذي أثار غضب السعودية إلى مستويات خطيرة عندما سرب مقربون منه لقاءه السري مع ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
لكن كسر الجمود مع السعوديين وإظهار علاقة إسرائيل السرية معهم إلى الرأي العام سيتطلب مساهمة من الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الذي لديه تحفظات على الرياض على عكس ما كان عليه البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب".
ويدرك "بينيت" أع عليه بذل جهودا مضاعفة لسد هذه الفجوة خاصة أن السعودية على رأس أولوياته الدبلوماسية.
وفي غضون ذلك، يبذل "بينيت" جهودا كبيرة لتعزيز التحالف الإقليمي الذي بدأ في عهد "نتنياهو" بهدف مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة.
ووصف أحد مساعدي "بينيت" لقاءه مع ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" بأنه كان "ممتعا".
ووفقا للإسرائيليين الذين كانوا هناك، كان الشعور متبادلا.
وكان "بينيت" و"بن زايد" بمفردهما في الغرفة لما يقرب من 4 ساعات، وهو حدث نادر جدا في الاجتماعات الدبلوماسية رفيعة المستوى.
وحدد "بينيت" 3 أهداف لزيارته إلى أبوظبي وهي إقامة علاقات مباشرة وشخصية وذات مصداقية مع "بن زايد"، وتهدئة المخاوف الإماراتية بشأن الاستقرار السياسي لإسرائيل والتزام الحكومة الجديدة بالتحالف بين الدولتين، وتسريع التقدم في العلاقات الاقتصادية والتجارية.
ووفقا لمساعديه، فقد حقق الأهداف الثلاثة.
ولم يرد ذكر إيران في التصريحات الرسمية ولا في الإحاطات الإعلامية غير الرسمية، لكن من المؤكد أنه تم مناقشة الملف الإيراني بشكل مكثف خلف الأبواب المغلقة.
ويعمل "بينيت" في وضع غير موات مقارنة بـ "نتنياهو"، حيث غادرت إدارة "ترامب" التي لعبت دورا رئيسيا في موجة التطبيع بينما جاءت إدارة "بايدن" التي تركز على الانسحاب من المنطقة.
ولدى "بينيت" فجوة كبيرة يتعين سدها.
وقال مصدر قريب من "بينيت"، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يطلق على "بن زايد" لقب "مهندس الشرق الأوسط الجديد".
وقال المصدر إن "بينيت" شعر بـ "صداقة حقيقية".
ويثير نفوذ إيران الإقليمي المتزايد وقدراتها الهجومية، وخاصة الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية، قلق حلفاء إسرائيل بشكل كبير.
وكلما زاد قربهم الجغرافي من إيران زادت مخاوفهم كما هو الحال مع الإمارات.
وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي "عميكام نوركين" في 23 نوفمبر/تشرين الثاني في مؤتمر الأمن والسياسة بجامعة "رايشمان" إن إسرائيل تتصدر سباق التسلح الحالي بقدراتها في اعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ.
ويبدو أن إسرائيل تناقش مع أصدقائها في الخليج وخارجه شبكة أجهزة الاستشعار التي تتيح التحذير المسبق من الطائرات بدون طيار والصواريخ التي نشرتها إيران بين وكلائها في المنطقة من سوريا ولبنان وصولا إلى اليمن.
وتتخذ إسرائيل حاليا إجراءات متتالية لدعم الخيار العسكري بالتزامن مع مفاوضات فيينا النووية.
وينشغل "بينيت" بجعل حلفاء إسرائيل في الشرق الأوسط على دراية بهذه الإجراءات في الوقت الذي يحاول فيه إبطاء نفوذ إيران المتزايد مع تراجع اهتمام الغرب.
وعلى عكس "نتنياهو"، يعرف "بينيت" كيف يستمع.
وحتى الآن، يبدو أن "بينيت" بتجنب إعطاء وعود جوفاء أو كاذبة حيث يعرف أن أكبر مشكلة لدى "نتنياهو" كانت المصداقية.
وبالرغم من افتقاره إلى الكاريزما الوفيرة التي امتلكها "نتنياهو"، يعمل "بينيت" أكثر على نقطة المصداقية.