علاقات » اسرائيلي

صحيفة عبرية: الإمارات ترقص على كل الحبال

في 2021/12/20

أيال زيسر-  إسرائيل اليوم-

تجربة إسرائيل في اتفاقات السلام التي وقعت عليها مع دول عربية، أدت إلى الشك والاشتباه وفقدان الثقة بالنفس، وعلى أي حال إلى الافتراض بأن علاقات السلام بينها وبين جيرانها ذات سقف زجاجي لا يمكن اقتحامه.

غير أن “إبراهيم” ليس اتفاق سلام آخر، وشهد على هذا زيارة رئيس الوزراء نفتالي بينيت الأسبوع الماضي، في زيارة رسمية “علنية”، التقى فيها محمد بن زايد ولي العهد أحد مهندسي اتفاقات إبراهيم.

ولكن اشعلت في إسرائيل أضواء تحذير مؤخراً، وأعرب عن التخوف من ألا تتمكن الإمارات من مواصلة حمل عبء اتفاق السلام مع إسرائيل، وأنها قد تتراجع عنه وتجعله اتفاقاً بارداً آخر كالذي بين إسرائيل ودول عربية أخرى.

والدليل أن شقيق ولي العهد، مستشاره الأمن القومي، الأمير طحنون بن زايد، الذي حضر أيضاً اللقاء مع رئيس الوزراء بينيت، زار طهران قبل أسبوع من ذلك؛ لبحث تطوير العلاقات مع إيران. وهناك التقى الرئيس رئيسي، الذي يسعى منذ توليه الحكم لـ”معانقة” دول الخليج ليبعدها عن الولايات المتحدة وإسرائيل.

لما كان السعوديون بدأوا بحوار مع طهران ويسعون لتطبيع العلاقات بين الدولتين، لا غرو أن أحداً في الخليج لم يعد يتحدث عن إقامة حلف أمني مع إسرائيل لكبح إيران، بل عن حوار مع الإيرانيين والمصالحة معهم. ولكن علينا ألا نلوم دول الخليج؛ فهذا اتجاه حددته إدارة بايدن، التي تسعى لسحب القوات الأمريكية من المنطقة، وهي في هذه الأثناء تسعى لمصالحة طهران للتوصل إلى اتفاق معها.

الأمير طحنون هو أيضاً من يقف خلف توثيق العلاقات مع روسيا والصين، الذين اغضبوا الأمريكيين وأدوا إلى تأخيرات في صفقة بيع طائرات اف 25 للإمارات. كما أنه هو الذي قاد اختراق طريق في العلاقات بين الإمارات وتركيا. فقبل سنة، أعاد الرئيس التركي أردوغان، بغضب، سفيره من أبو ظبي احتجاجاً على اتفاقات إبراهيم. والآن، يعطي يده لتسخين العلاقات، بل ووقع مع الإمارات على صفقات بالمليارات ستساعد، كما يأمل، الاقتصاد التركي المتعثر.

وهذا وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، الذي حضر اللقاء هو الآخر مع بينيت، زار دمشق قبل نحو شهر كطليعة تسبق معسكراً ساعياً لإعادة سوريا إلى حضن العالم العربي.

نقول عن هذا: أهلاً وسهلاً إلى الشرق الأوسط. فحكام المنطقة يحرصون دوماً على إبقاء كل “الخيارات مفتوحة”، والرقص في كل الأعراس في وقت واحد. وهم لا يتطوعون – بالمناسبة، هكذا تتصرف إسرائيل أيضاً – لدخول حرب عن الآخر. المصلحة تنتصر، وفي هذه اللحظة، وفي ضوء الهجران الأمريكي المرتقب، تبدو مصلحة الإمارات في الحديث مع الجميع في ظل تطوير الحوار الذي تجريه مع إسرائيل لتعميقه.

إيران وتركيا مستعدتان لدخول “لعبة الإمارات”، وثمة ما يدل على أن اتفاقات إبراهيم لم تضعف الإمارات، بل ساهمت في تعظيم مكانتها وتحولها إلى لاعب إقليمي مطلوب ومرغوب فيه. تدرك الإمارات ذلك جيداً، وهذا درس مهم لباقي دول المنطقة.