أوري إيزاك- إسرائيل اليوم-
منذ سنين والسعودية تحاول التصدي لنشاط منظمة الإرهاب “الشباب المؤمنون” – الحوثيون من اليمن. في 2015 اجتاحت السعودية اليمن على رأس تحالف لدول عربية، في محاولة لصد الثوار المؤيدين لإيران، المدعومين من قوة “فيلق القدس” التابعة للحرس الثوري. غير أن السعوديبن منذئذ يضطرون للتصدي للإرهاب من الداخل. تبلغ وسائل الإعلام الدولية أو العربية كل بضعة أيام عن هجوم آخر في مسارات الملاحة الجوية، والبرية أيضاً. وقبل نحو أسبوع، اتهمت السعودية الثوار باختطاف سفينة تحمل عتاداً طبياً. وأكدت منظمة الإرهاب السيطرة على السفينة، وادعت بأنها تحمل عتاداً عسكرياً وليس ضمادات أو أدوية.
على خلفية التوتر التاريخي بين السُنة والشيعة، وإلى جانب أحداث جعلت اليمن ساحة تدريب لإيران، لا يمتنع الحوثيون عن استخدام أي وسيلة. فقد أطلقوا الصواريخ ضد أهداف متنوعة، بدءا بالمشاغل، عبر المطارات وحتى منشآت النفط. عملياً، أطلق نحو 1.300 صاروخ أرض أرض وطائرة مُسيرة نحو المملكة منذ بدأ التدخل في الحرب الأهلية في اليمن، والشباب المؤمن ينجحون في خلق ضجيج وخوف في الدولة السُنية مثل منظمة إرهابية ناضجة ومدارة جيداً، منظمة تعرف كيف تعثر على الخاصرة الرخوة وتضربها.
هجمات الحوثيين جزء من الصورة. ففي مستوى العلاقات الخارجية، تجد السعودية نفسها أمام تحديات مركبة جداً. في الولايات المتحدة سياسيون جمهوريون وديمقراطيون يعارضون تزويد السعودية بالسلاح الأمريكي، بسبب الوضع الإنساني الصعب الذي علق فيه اليمن منذ 2015، والذي هو أغلب الظن نتيجة استخدام قدرات السعودية العسكرية التي حصلت على بعضها من واشنطن.
في هذه النقطة بالذات، يمكن لإسرائيل أن تدخل إلى المعادلة. ليس من خلال توريد السلاح على المستوى العلني، بل على أساس مصلحة مشتركة لإضعاف المحور الشيعي – الإيراني، الذي يعد الحوثيون بلا شك جزءاً منه. ساعدت إسرائيل دولاً عربية مختلفة بشكل سري أو عبر وسطاء على مدى السنين، والآن أيضاً، في إمكانها أن تجد السبيل لعمل ذلك. من يدري، فلعلها تحظى أيضاً بتلقي شيء ما بالمقابل. فمنذ التوقيع على اتفاقات إبراهيم، تخيل الجمهور الإسرائيلي المنسف في الرياض. كان يبدو أن هذا بات خلف الزاوية، مع تقارير عن لقاء نتنياهو مع ولي العهد السعودي بوساطة أمريكية. لكن السعوديين ليسوا الإماراتيين أو المغاربة، لأن لهم التزاما حقيقيا للفلسطينيين. غير أنهم الآن بالذات، حين يتعرضون لضربات شديدة في الساحة الداخلية وأمام تحديات في ساحة العلاقات الخارجية، فهذا وقت أن تمد إسرائيل يدها، فلعلّه يكون الطريق إلى التطبيع مع دولة عربية أخرى.