متابعات-
بعد الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الإماراتية أبوظبي من قبل الحوثيين، عاد الحديث مرة أخرى عن زيادة التعاون الإماراتي الإسرائيلي عسكرياً، لمواجهة المخاطر الأمنية التي تواجه الدولة الخليجية.
وستسرع الهجمات الحوثية على الإمارات إعلان "إسرائيل" وأبوظبي وجود تعاون عسكري مشترك، وربما إقامة مناورات داخل الأراضي الإماراتية، تحاكي هجوماً بالمسيرات، أو الصواريخ الباليستية، كنموذج للهجوم الأخير الذي تعرضت له.
ولم تخفِ "إسرائيل"، بتصريحات لرئيس الحكومة، نفتالي بينيت، دعم دولة الاحتلال للإمارات إثر الهجوم الأخير عليها من قبل الحوثيين.
ويعد ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأربعاء (19 يناير الجاري)، عن أن الإمارات تتطلع لتوسيع ترسانتها من أنظمة الدفاع الإسرائيلية، تأكيداً على زيادة التعاون العسكري السريع.
ويشمل التعاون في المجال الدفاعي، وفق الصحيفة، أنظمة دفاع مضادة للطائرات دون طيار.
تعاون متوقع
المختص في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، يؤكد أنه أصبح من المتوقع بعد الهجوم الذي تعرضت له أبوظبي من قبل الحوثيين، ذهاب الإمارات للاستعانة بشكل أسرع بـ"إسرائيل"، للاستفادة من التقنيات اللوجستية العسكرية المختلفة.
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يقول منصور: "ستتنوع أشكال التعاون العسكري الإسرائيلي الإماراتي، من تقديم معلومات استخباراتية، وذلك سيكون الشيء الأكبر بين الجانبين، وصولاً إلى الأسلحة الدفاعية الأخرى التي تواجه الطائرات المسيرة، وهي التي يمتلكها الحوثيون".
وسبق تأكيد منصور بدء أبوظبي و"تل أبيب" إجراء صفقات في مجال الدفاع الجوي، إذ سبق أن كُشف عن وجود توجه إماراتي لشراء نظام القبة الحديدية الإسرائيلية.
وكشف موقع "تاكتيكال ريبورت" الاستخباراتي، بتقرير له في ديسمبر 2020، عن تطلُّع الإمارات إلى شراء نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية".
وحسب الموقع، فإن الإمارات أبدت إعجابها بنظام "القبة الحديدية"، الذي طوَّرته شركة "رافائيل" الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة، والتعديلات التي أدخلت عليه.
ويلبي النظام الجوي الإسرائيلي، كما يوضح الموقع، احتياجات الإمارات لمجموعة متنوعة من أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى.
وهنا يؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي لـ"الخليج أونلاين"، أن الهجمات الحوثية على الإمارات ستكشف التعاون العسكري بين تل أبيب وأبوظبي، بشكل علني، ودون الحاجة إلى إخفائها أو تأخيرها.
ولدولة الاحتلال الإسرائيلي، كما يوضح منصور، مصلحة في دعم الإمارات وزيادة التعاون العسكري معها، حيث إنها تدعم أي قوة تواجه إيران، وتعمل على إضعافها، وهو ما سيزعج طهران.
الطائرات المسيرة
من المعروف أن الإمارات و"إسرائيل" تعملان على تعزيز التعاون الجوي عبر الطائرات المسيرة، إذ سبق أن كشفت صحيفة "غلوبس" العبرية أن شركة "بيرسبتو" الإسرائيلية وضعت طائرات مسيرة تعمل بصورة آلية في أبوظبي؛ من أجل مراقبة منشآت حساسة.
وفي تقرير نشرته في أغسطس الماضي، بينت الصحيفة أن عمليات المراقبة تشمل حقول الطاقة الشمسية ومنشآت البنية التحتية الأخرى، لاكتشاف أي عيوب تتعلق بالأمن والسلامة.
كذلك، كشف معهد "من يربح من إسرائيل" (الاثنين 11 أكتوبر الماضي)، أن الإمارات اختارت دولة الاحتلال لتأمين معرض "إكسبو 2020" عبر طائرات مسيرة؛ نظراً إلى خبرتها في المجال.
ولم يكن اعتماد الإمارات على المسيّرات لتأمين "إكسبو دبي" فقط، حيث استعانت شرطة دبي أيضاً بشركة "أيروبوتيكس" (Aerobotics) الإسرائيلية المتخصصة بالطائرات المسيرة.
واختارت شرطة دبي، حسب ما كشفه موقع "ديفنس" العبري، في تقرير له في أغسطس الماضي، أن شرطة دبي استعانت بنظام "أيروبوتيكس" الذي طورته الشركة الإسرائيلية، للدمج المنتظم للطائرات المسيرة في الأنشطة الأمنية.
تطور في العلاقات
المختص في الشأن الإسرائيلي، إسماعيل موسى، يرى أن الهجوم الحوثي الأخير على أبوظبي كان بمنزلة الضوء الأخضر لـ"إسرائيل"، من أجل إيجاد موطئ قدم عسكري لها في دول الخليج، وبالقرب من إيران.
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يوضح موسى أن الإمارات و"إسرائيل" ستعملان خلال المرحلة القادمة على تعزيز التعاون العسكري، بشكل كبير، وزيادة التدريبات، ونقل التقنيات المختلفة، خاصة في مجال الدفاع الجوي.
وستحرص الإمارات، حسب موسى، على نقل أنظمة القبة الحديدية التي استخدمتها "إسرائيل" في التصدي لبعض صواريخ المقاومة في قطاع غزة، وتعزيز وجودها بالقرب من المنشآت الاستراتيجية داخل الدولة الإماراتية.
ولا يستبعد المختص في الشأن الإسرائيلي أن يحضر خبراء في جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام القادم إلى دولة الإمارات، "حيث سيعملون على نقل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وتدريب كوادر إماراتية على استخدامها"، حسب اعتقاده.