علاقات » اسرائيلي

ما الهدف من وجود ضابط إسرائيلي "دائم" في البحرين؟

في 2022/02/14

يوسف حمود - الخليج أونلاين-

تمضي علاقات التطبيع بين "إسرائيل" والبحرين بشكل متسارع، بعدما سارت على خُطا جارتها الإمارات، ووصلت إلى حد تعيين أول ضابط اتصال بحري بين الجانبين، كأول دولة في المنطقة.

وقد ظهر هذا التسارع في العلاقات بعد تمكن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، الذي زار البحرين مُؤخراً، من إقناع سلطات البحرين بضرورة وجود هذا الضابط، في إطار تعزيز العلاقات الأمنية والعسكرية بينهما.

وقبل تعيين الضابط الإسرائيلي جرت تدريبات مشتركة خاضتها البحرين إلى جانب الإمارات و"إسرائيل" والقيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، ما يطرح مزيداً من التساؤلات حول هذا القرار، وما إن كان سيسبب للمنامة صداعاً مع طهران، التي ترى في "إسرائيل" عدوها الأول.

ضابط اتصال

بعدما كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نشرت حول تعيين ضابط اتصال إسرائيلي في المنامة، خرجت الخارجية البحرينية ببيان يؤكد تلك المعلومات، قائلة إنه "يأتي في إطار ترتيبات متعلقة بتحالف دولي يضم أكثر من 34 دولة".

وأضافت الوزارة في بيانٍ لها (12 فبراير)، أن "مهمة التحالف تأمين حرية الملاحة في المياه الإقليمية للمنطقة، وحماية التجارة الدولية، ومواجهة أعمال القرصنة والإرهاب".

وكانت القناة الـ13 الإسرائيلية قالت إن الضابط الكبير الذي من المتوقع أن يصل إلى البحرين في غضون الأسابيع القليلة المقبلة سوف يكون مكلفاً بالاتصال مع الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين.

وأشارت إلى أنه تم الاتفاق على هذه الخطوة خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، للدولة الخليجية، الأسبوع الماضي.

ونقلت عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: إن "الجيش يدرس باستمرار فرص تعميق التعاون العسكري مع دول المنطقة".

وأوضح أنه بهذه الخطوة "يصبح هذا الضابط أول ضابط إسرائيلي يعين بشكل ثابت في دولة عربية، خاصة في دولة تقع بجوار إيران".

زيارة غانتس

هذه الموافقة جاءت في الأساس خلال اجتماع لوزير الدفاع الإسرائيلي في البحرين، مطلع فبراير 2022، ووافق على هذا القرار خلال اجتماع ثلاثي ضم غانتس ونظيره البحريني عبد الله بن حسن النعيمي وقائد الأسطول الأدميرال براد كوبر.

ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية فإن غانتس نجح في إقناع سلطات البحرين بضرورة وجود هذا الضابط، الذي سمحت بوجوده ضمن اتفاقية "تعاون أمني".

والاتفاقية تأتي في خطوة هي الأولى من نوعها مع دولة خليجية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية مع المنامة وأبوظبي قبل أكثر من عام، حيث تشمل التعاون في مجالات الاستخبارات وشراء المعدات والتدريب، وترتقي بعلاقة البلدين إلى "آفاق جديدة".

وتستفيد "إسرائيل" من هذا الحضور على الأراضي البحرينية الذي يُعزز قربها من إيران، وبحجة حرية الملاحة، والأمن، ومُحاربة الإرهاب، وهو ما يضع البحرين في مُواجهة مع إيران، حيث أعلنت الأخيرة رفضها لاستغلال "إسرائيل" الأراضي الخليجية وتهديد أمنها من بوابة التطبيع.

مصلحة إسرائيلية

يرى المحلل السياسي والباحث في الشؤون الإسرائيلية، د. مأمون أبو عامر، أن موافقة البحرين على استقبال ضابط إسرائيلي على أراضيها "هو جزء من سياسة التطبيع المجاني مع "إسرائيل" بدون أن يحقق مكاسب حقيقية لهذه الدول".

ويشير إلى أن وجود هذا الضابط في هذا الموقع، بحسب الادعاءات البحرينية، "هو وجود رمزي ولن يغير من الواقع شيئاً، بدون أن تكون هناك قوات على الأرض"، مشيراً إلى أن وجوده "لمصلحة "إسرائيل"، ولن  يساهم في تعزيز أمن الملاحة في الخليج".

ويوضح لـ"الخليج أونلاين"، قائلاً: "إن وقعت الحرب في منطقة الخليج فلن يكون له جدوى؛ لأن الموكل بحماية الأمن بالخليج هي دول الخليج نفسها، أو أن يكون هناك تدخل أمريكي، وفي كلتا الحالتين لا معنى للوجود الرمزي الإسرائيلي".

أما الجانب الآخر، وفقاً لأبو عامر، "فإن هذا الوجود يقدم خدمات أمنية لـ"إسرائيل" من خلال الاطلاع على الوضع الأمني وتحركات السفن ورصد الحركة الإيرانية، بما يمكن أن يخدم الأهداف الإسرائيلية في حال وقوع مواجهة بين الطرفين فيما يتعلق بموضوع الملف النووي الإيراني أو يقدم لها خدمات في تتبع السفن الإيرانية التي يمكن أن تنقل أسلحة لقوى معادية لـ"إسرائيل"" .

ويتابع: "بالمحصلة العامة، فإن هذا الحضور لا يخدم إلا "إسرائيل"، ولا يشكل أي إضافة للأمن في الخليج كما تدعي البحرين".

صراع دائم

ويُشكل الصراع بين "إسرائيل" وإيران في منطقة الخليج ساحة جديدة نسبياً في التوتر بين الطرفين تُضاف لساحات الصراع الأخرى القائمة بينهما، حيث يأتي في سياق المواجهة الشاملة بين الجانبين.

ومنذ دخول الإمارات والبحرين في اتفاق التطبيع مع "إسرائيل" في 2020، كثفت إيران من خطابها الناري ضد دولة الاحتلال، وكان لافتاً تصعيد خطابها منذ افتتاح سفارة "إسرائيل" في المنامة في أكتوبر الماضي.

وعلى مدار سنوات طويلة، دانت البحرين ومسؤولون أمريكيون إيران لدعمها وتنظيمها لجماعات المعارضة في البحرين، من بينها سرايا المختار، وسرايا الأشتر، وجمعية الوفاق الوطني، للإطاحة بالقيادة السنية في البحرين وتشكيل حكومة شيعية.

وسابقاً كانت البحرين تميل إلى الاستقواء بمحيطها الخليجي الذي يشكّل عمقها الاستراتيجي، وهو عمق متعدد الجوانب من نواحيه الجغرافية، والقبائلية، والقومية، والمذهبية، وهي جميعها على النقيض من الطرف الإيراني، لكنها مؤخراً وجدت في "إسرائيل" إحدى تلك الجهات التي تستقوي بها في مواجهة إيران.