علاقات » اسرائيلي

تضم دول الخليج.. إسرائيل تدعو إلى تشكيل قوة إقليمية بقيادة أمريكية لمواجهة إيران

في 2022/06/14

وكالات-

دعا وزير الدفاع الإسرائيلي "بيني جانتس"، الثلاثاء، إلى تشكيل "قوة إقليمية" بقيادة أمريكية ضد إيران وتشمل الدول العربية المتحالفة مع واشنطن.

ونقل مكتب "جانتس" عنه قوله في خطاب إن مثل هذا التعاون "من شأنه أن يعزز قوة جميع الأطراف المعنية"، مشيرا إلى دول الخليج العربية التي اقتربت أكثر من إسرائيل في إطار حملة دبلوماسية برعاية الولايات المتحدة عام 2020، وكذلك مصر والأردن.

وكانت إسرائيل رفعت مؤخرا من تحذيراتها الشديدة اللهجة من أنشطة إيران، لا سيما النووية، بالإضافة إلى دعم عدد ممن الميليشيات في المنطقة ومن ضمنها "حزب الله"، ونقل أسلحة متطورة إليه.

في حين تعهدت طهران التي شهدت سلسلة أحداث واغتيالات أو وفيات غامضة طالت مسؤولين في الحرس الثوري بالانتقام من إسرائيل.

كما اتهمت تل أبيب بالمسؤولية عن اغتيال "حسن صياد خدائي" العقيد في الحرس الثوري، الذي قتل برصاص مهاجمين كانا يستقلان دراجة نارية في 22 مايو/أيار الماضي.

غير أن السلطات الإسرائيلية وكعادتها لم تؤكد أو تنف مسؤوليتها عن اغتيال "خدائي" أو غيره، في نهج لطالما اعتمدته على مدى سنوات طويلة، لكنها أكدت تورط "خدائي" في عمليات طالت مواطنين إسرائيليين.

دمج أمني

وبعد توقيع الإمارات والبحرين على اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في سبتمبر/أيلول 2020، تصاعد التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، ومنها الجانب الأمني.

وفي فبراير/شباط 2022، نشر موقع "ذي هيل" الأمريكي مقالا لـ"جيري ميريل"، المحلل في معهد "سي أن إي"، الذي عمل مستشارا للقيادة المركزية ومع قوات المارينز والعمليات الخاصة في أفغانستان ومنطقة الخليج، عن أهمية دمج إسرائيل في النظام الأمني بالشرق الأوسط وبخاصة في منطقة الخليج.

وقال "ميريل" إن التعاون الدفاعي المتزايد بين إسرائيل ودول الخليج هو واحد من التطورات الأمنية الواعدة في منطقة الشرق الأوسط المضطربة.

فيما ذكر المرشح لقيادة القيادة المركزية في الشرق الأوسط الجنرال "مايكل كوريلا"، في شهادة أمام الكونجرس مؤخرا، دمج الدفاعات السيبرانية والصواريخ كمجالات سيركز عليها. 

وقال إن هناك دعما قويا من الكونجرس لجلب إسرائيل وبشكل عميق إلى معمار المنطقة الأمني.

وكان كل عضو في لجنة القوات المسلحة ممن سأل "كوريلا" حول إسرائيل والتهديدات من إيران، داعما للتحرك بهذا الاتجاه.

أولويات مختلفة

والسؤال كان عن التحرك للأمام وليس عن الكيفية. فقد لاحظ "كوريلا" أن دول الخليج لديها قدرات دفاعية وأولويات مختلفة، وأنه سيزور كل واحدة منها قبل أن يقرر التحرك للأمام.

لكن ما لم يذكره هو أن هذه الدول منقسمة، ولا تثق ببعضها البعض.

كما لا يزال دور إسرائيل في المنطقة معقدا ومحفوفا بالمخاطر، لكن ستكون هناك الكثير من الفرص، وفق "ميريل".

فمن ناحية الفرص، كما يقول "ميريل"، تحمل إمكانية تعاون إسرائيل في مواصلة أهدافها الأمنية ناهيك عن قدراتها وعدا بتحالف وثيق مع حكومات في المنطقة تواجه نفس التهديدات من إيران وجماعاتها الوكيلة، بشكل يقود إلى التعاون الدفاعي التدريجي بينها، وفي مجالات مختلفة.

فبعد عقود من العزلة عن جوارها والتهديدات من جيوش الدول القريبة منها قادت إسرائيل للتصرف من طرف واحد. لكن نشاطات إسرائيل ضد انتشار السلاح الإيراني وضد جماعاتها الوكيلة والمواقع النووية والكيماوية في العراق وسوريا أدت لمنفعة دول الخليج الضعيفة.

وأضاف "ميريل" أن الجيش الإسرائيلي "يعد من أقوى جيوش العالم قدرة ومهنية وبالتحديد في مجال القوة الجوية ودقة الضربات والنشاطات الخاصة".

قصور

فيما تعاني جيوش المنطقة الأخرى من القصور، رغم الاستثمار الكبير في مجال شراء الأسلحة المتقدمة.

كما أبدت إسرائيل إرادة سياسية غير مسبوقة لمواجهة إيران. ولعبت إسرائيل دورا قياديا بمواجهة نشاطات إيران التي تؤثر على استقرار المنطقة، وبخاصة تهريب الأسلحة وبناء عمليات الميليشيات داخل سوريا.

وقامت إسرائيل بمئات الغارات الجوية ضد مخازن الأسلحة وقوافلها والمرتبطة منها بحزب الله اللبناني. ولم تقد الغارات لا إلى عمليات انتقامية مهمة أو تصعيد عسكري من جانب إيران.

ويمكن، بحسب "ميريل"، للقوات البحرية الأمريكية في منطقة الخليج التعاون وبشكل مفتوح مع القوات الإسرائيلية، وبدون أن تتأثر علاقاتها مع دول المنطقة للخطر.

ويمكن للقوات الأمريكية إشراك إسرائيل ولأول مرة في مناورات عسكرية وجهود تخطيط متعددة الأطراف، مع مراعاة الحساسيات السياسية للشركاء، ولن يكون هذا سهلا؛ فلا شيء سهلا في الشرق الأوسط.

ويقول "ميريل" إن رفع المحرمات بشأن التعاون مع إسرائيل سيفتح الباب أمام التعاون البيني وحتى دمج إسرائيل مع جيوش الخليج المتقدمة، وتحديدا الإمارات، وربما السعودية في مرحلة ما.