علاقات » اسرائيلي

بمشاركة أبوظبي والمنامة.. هل يتشكل حلف عسكري مع "إسرائيل"؟

في 2022/07/05

يوسف حمود - الخليج أونلاين-

تتابع "إسرائيل" توسيع وجودها في المنطقة والخليج العربي من خلال ترويج "تحالف دفاعي" يشملها ودولاً عربية بينها البحرين والإمارات، على غرار "حلف الناتو"؛ للتعامل مع "التهديد الإيراني المتزايد" في المنطقة.

بحسب المعلومات التي تنقلها الصحافة الإسرائيلية بين الحين والآخر، فإن محادثات التحالف الدفاعي المشار إليها تأتي رداً على "التهديد الإيراني المتزايد" في المنطقة، خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي الناشئ.

ولعل تطوير التحالفات العسكرية بالنسبة لـ"إسرائيل" مع الدول العربية ضد إيران، أو ما يسميه وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس "ترتيبات أمنية خاصة"، سيشحذ مسارات الصراع، وقد يجر الدول الخليجية إلى حلبة العداء الدائم بين "تل أبيب" وطهران؛ وهو ما ظهر مؤخراً في تهديدات مباشرة من الأخيرة مؤخراً.

تحالف مشترك

في معلومات نقلتها صحيفة "جيروزاليم بوست" عن القناة 12 الإسرائيلية (1 يوليو 2022)، ذكرت أن "تل أبيب" ستنشر قريباً رادارات ومنظومات دفاع جوي في الإمارات كجزء من "شبكة دفاع إقليمي" تحاول تدشينها بالمنطقة بالتعاون مع حلفاء خليجيين والولايات المتحدة في مواجهة إيران.

حسب الصحيفة، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي تجري حالياً محادثات مع حلفائها في المنطقة الذين شاركوا في "قمة النقب"، وهم: الإمارات، والبحرين، والمغرب، ومصر وأمريكا؛ لبحث فرص تشكيل "حلف مشترك".

وكان وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس قد صرّح، أواخر يونيو، بأن "تل أبيب" تطور خطة واسعة بالتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية لتعزيز التعاون مع دول المنطقة تحت رعاية القيادة المركزية في الجيش الأمريكي.

وفي أواخر مارس الماضي، استضافت "إسرائيل" ما عُرف إعلامياً بـ"قمة النقب"، بحضور وزراء خارجية الدول الست، حيث وصفها الإعلام الإسرائيلي بأنّها "قمة دبلوماسية تاريخية"، وجاءت بناءً على دعوة من وزير الخارجية يائير لابيد (أصبح لاحقاً رئيس الوزراء).

بين التأكيد والنفي

رفعت تصريحات العاهل الأردني عبد الله بن الحسين، أواخر يونيو الماضي، بتأييده إنشاء "ناتو الشرق الأوسط" منسوب الغموض حول الفكرة التي تسوق خلال السنوات الأخيرة، التي تهدف إلى تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي يضم دولاً عربية مع "إسرائيل".

وبعد التضارب حول تلك التصريحات، خرج وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لنفي وجود أي حديث عن تحالف عسكري تكون "إسرائيل" جزءاً منه، وقال إن هذا الموضوع ليس على أجندة زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، منتصف يوليو الجاري.

في الوقت ذاته نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً حول التعاون الإسرائيلي المتزايد مع بعض الدول العربية وتعديل التحالفات في المنطقة، استناداً على تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس بأن بلاده جزء من شراكة عسكرية إقليمية لمواجهة إيران.

وأشارت الصحيفة (21 يونيو 2022) إلى أن أعضاء المبادرة الجديدة التي يطلق عليها اسم "تحالف الشرق الأوسط الدفاعي الجوي"، يعملون معاً مع الولايات المتحدة ضد الصواريخ الإيرانية والطائرات بدون طيار.

فكرة فاشلة.. وتهديد سابق

تقول وكالة "بلومبيرغ" البريطانية إن فكرة تشكيل تحالف أمني وعسكري في منطقة الشرق الأوسط تصطدم بالحديث المتكرر عن العدو المشترك، بعد أن عاد طرح الأمر مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة إلى المنطقة.

وتشير الوكالة إلى وجود ما أسمته بـ"الجيوش القوية في شمال أفريقيا"، مبينة أنها عادة ما تتعامل مع إيران بنوع من التردد نظراً لبعدها عنها.

وتلفت إلى أن مصر لديها أكبر جيش في العالم العربي، وكانت أول دولة تنسحب من مشروع التحالف الأمني للشرق الأوسط الفاشل، مبينة أن كل هذا يعني أن مهمة ردع إيران "ستقع على عاتق كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، ومن ثم فأي فكرة لناتو شرق أوسطي لا قيمة لها".

وأضافت أن الجدال حول ناتو شرق أوسطي "وإن بدا معقولاً إلا أنه يبدو مثيراً للسخرية؛ بسبب الواقع السياسي والعسكري في المنطقة. ذلك أن الدول التي ستنضم إلى التحالف تجد صعوبة في تعريف الأهداف الأمنية المشتركة، علاوة على العدو المشترك".

وقالت الوكالة: إن المشاركين "لديهم جيوش لحماية النظام من التهديدات الداخلية وليس الخارجية، وربما كانوا ماهرين في ملاحقة وضرب الناشطين الداعين للديمقراطية، لكنها ضعيفة في مجال الصراعات الحركية".

ولفتت إلى أن هذه العوامل "كانت كافية لإفشال المحاولات السابقة لبناء تحالفات عسكرية في المنطقة. وكانت هناك محاولتان قبل سبعة أعوام لم تخرجا عن طور التفكير؛ ففي عام 2015 أعلنت الجامعة العربية خطة لإنشاء قوة مشتركة لمواجهة الإرهاب".

وفي ديسمبر 2021، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن أي تحرك معادٍ من "الأعداء" سيواجه برد عسكري شامل وحاسم سيغير المعادلات الاستراتيجية في المنطقة بشكل مؤثر وكبير.

وفي 11 يونيو 2022، قال قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني علي رضا تنكسيري إن وجود "إسرائيل" على أراضي دول مجاورة يهدد أمن المنطقة، محذراً بعض الدول "الشقيقة" من العلاقة معها (في إشارة إلى الإمارات والبحرين).

حلف أو علاقات عسكرية

يعتقد المحلل العسكري إسماعيل أيوب أن الحلف الذي يتم الحديث عنه "صار أمراً واقعاً مع عدة خطوات بدأ العمل بها".

ويوضح "أيوب" في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أنه ما دام أن "إسرائيل" أعلنت أنها تعتزم خلال الفترة القادمة نصب رادارات في الإمارات والبحرين، فمن المتوقع أن تكون هناك في المستقبل قواعد عسكرية للدفاع الجوي".

وتابع: "من الممكن أيضاً أن تستورد الدول الخليجية منظومة القبة الحديدية، وهذا يعني أن هناك الكثير مما هو مخبأ، خصوصاً بعدما سقط القناع مؤخراً مع الدول التي طبعت".

ويشير إلى أنه في حال وقفت عوائق مستقبلاً تجاه تشكيل تحالف عسكري، "فقد يأتي التحالف على شكل علاقات عسكرية مشتركة بين هذه البلدان، "تعطي من خلاله أفضلية لإسرائيل لكي تنصب منظومة رادار وصواريخ مضادة للطائرات والصواريخ، خاصة الإمارات والبحرين".

ويرى أن زيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي (يقصد نفتالي بينيت قبل أن يتولى لابيد المنصب) إلى دول خليجية لفترات متقاربة، خلال الشهرين الماضيين، وزيارة مسؤولين إسرائيليين آخرين "ربما يكون ضمن أقصى أهداف استراتيجية لـ"إسرائيل" بالمنطقة، وفي مقدمته أن العداء العربي لها لم يعد موجوداً لدى الشعوب العربية".

كما يرى أن سبب انخفاض العداء لـ"إسرائيل" يأتي "نتيجة لممارسات إيران في هذه الدول والضخ الإعلامي ضدها، خصوصاً مما تلقته تلك الشعوب من إيران ومليشياتها، والتي أصبحت بشعة مقارنة بما تقوم به إسرائيل، بحيث أصبح الطرفان عملة واحدة".