متابعات-
"مخاوف إماراتية من توترات إقليمية مع إيران كانت وراء تأجيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الإمارات في يناير/كانون الثاني الماضي".. هكذا كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، نافيا أن يكون تأجيل الزيارة لأسباب لوجستية، كما أشيع حينها.
وبحسب الموقع، فإن التفسير الذي قدمه ديوان نتنياهو في حينه لعدم إنجاز الزيارة في موعدها بأنها أجلت لأسباب لوجستية "غير صحيح"، وأن حكومة أبوظبي خشيت أن تفضي الزيارة إلى زيادة التوتر مع طهران.
ونقل الموقع عن 3 مسؤولين إسرائيليين مُطَّلعين، قولهم إنَّ تأجيل زيارة نتنياهو إلى الإمارات، التي كانت مقررة في أوائل يناير/كانون الثاني الماضي، يعود إلى اختلاف بين البلدين، اللذين أقاما علاقات دبلوماسية منذ أكثر من عامين، حينما يتعلق الأمر بموقفهما العام تجاه إيران.
يُذكر أن هذه هي المرة الخامسة التي تُلغَى فيها أو تُؤجَّل رحلة رسمية لنتنياهو إلى الإمارات، حيث كان من المقرر أن يسافر إلى الدولة الخليجية أواخر 2021، حينما كان رئيساً للوزراء كذلك للاحتفال بما يسمى "اتفاقات إبراهام" (التطبيع)، والتي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، لكن أُلغِيَت تلك الرحلة أيضاً.
وعندما تولى نتنياهو منصبه مرة أخرى العام الماضي، قال إنَّ أول رحلة خارجية له ستكون إلى الإمارات.
وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول 2022، بدأ مكتب رئيس الوزراء في إحاطة الصحفيين برحلة نتنياهو إلى الإمارات، التي كان من المقرر إجراؤها في الأسبوع الثاني من يناير/كانون الثاني الماضي.
لكن في 3 يناير/كانون الثاني، بعد عدة ساعات من زيارة الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن غفير للحرم القدسي الشريف، أعلن مكتب نتنياهو أنَّ الزيارة تأجّلت.
وقال مساعدو نتنياهو في ذلك الوقت إنَّ التأجيل يتعلق بقضايا لوجستية، وليس مرتبطاً بتوترات وإدانات متصاعدة لزيارة بن غفير، خاصة من الدول العربية.
لكن هذه التصريحات تتعارض جزئياً مع ما كشفته المصادر الثلاثة التي شاركت مباشرةً في التخطيط للرحلة، وقالت إنَّ سبب التأجيل لم يكن لوجستياً كما زعموا، طالبين عدم الكشف عن هويتهم للتحدث بحرية عن الأحداث التي أدت إلى تأجيل الرحلة.
وقال الثلاثة، إنَّ الإماراتيين أرادوا أن تركز الزيارة على الاحتفال بـ"اتفاقات إبراهام" والعلاقات الثنائية بين البلدين، إلا أنَّ نتنياهو أراد استخدام الزيارة لإرسال إشارة علنية لإيران.
وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين، كان الإماراتيون قلقين من أن يدلي نتنياهو بتصريحات علنية ضد إيران أثناء وجوده على أراضيهم.
وقال المسؤولون إنَّ الإماراتيين لم يرغبوا في أن تزيد الزيارة من التوترات مع إيران، ما دفعهم إلى تأجيلها.
في الوقت ذاته، امتنع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التعليق، حسب أكسيوس، كما رفض مسؤولان إماراتيان التعليق على تأجيل الرحلة، لكنهما قالا إنهما لا يرفضان زيارة نتنياهو.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنَّ نتنياهو يتفهم الوضع ويلتزم بإبقاء أية زيارة للإمارات مُنصبَّة على القضايا الثنائية، لكنهم قالوا إنَّ التوترات المتزايدة بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ذلك الحين أوجدت عقبة أخرى وحساسيات سياسية أخّرت تحديد موعد جديد للزيارة.
يشار إلى أن الإمارات وإسرائيل وقعتا اتفاق التطبيع بينهما، وذلك في منتصف سبتمبر/أيلول 2020، برعاية الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب".
ومنذ ذلك الوقت أبرم البلدان اتفاقيات تعاون عديدة في مختلف القطاعات.