أكسيوس- ترجمة الخليج الجديد-
قال موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي إن السعودية منعت فعليا وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين من حضور مؤتمر منظمة السياحة العالمية في المملكة.
ونقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، أضاف الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن "السعودية وافقت في البداية على طلب لوزير الخارجية الإسرائيلي لدخول البلاد هذا الأسبوع لحضور مؤتمر منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، لكنها لم تناقش بجدية التفاصيل الأمنية بشأن اللزيارة، مما أدى فعليا إلى منع رحلته".
وأُقيم المؤتمر يومي 12 و13 مارس/ آذار الجاري، واحتفلت خلاله منظمة السياحة العالمية بأفضل القرى السياحية في العالم للعام 2022.
ولا ترتبط الرياض بعلاقات دبلوماسية مع تل أبيب، وتشترط حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، ولاسيما إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها مدينة القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.
والجمعة، وقّعت السعودية بوساطة صينية اتفاقا لاستئناف العلاقات الدبلوماسية خلال شهرين مع إيران، العدو الأول لإسرائيل، وذلك بعد قطيعة استمرت 7 سنوات.
وتابع الموقع أن "الوزراء الإسرائيليين استخدموا في الماضي مؤتمرات الأمم المتحدة والمسابقات الرياضية الدولية كوسيلة لزيارة الدول العربية التي ليس لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها، وخاصة الإمارات".
وأردف أن "هذه الزيارات لعبت دورا مركزيا في خلق عملية تطبيع بحكم الأمر الواقع تدريجيا بين إسرائيل والإمارات، مما جعل توقيع اتفاقيات إبراهيم (لتطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي) عام 2020 ممكنا".
ومن أصل 22 دولة عربية ترتبط 6 دول، هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب، بعلاقات علنية مع إسرائيل التي تحتل أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.
خطوة تطبيعية
ولفت "أكسبوس" إلى أن "الدولة التي تستضيف اجتماعات الأمم المتحدة الدولية تلتزم بالسماح لجميع الدول الأعضاء بالحضور، بغض النظر عما إذا كانت تلك الدولة لديها علاقات دبلوماسية مع الآخرين أم لا".
وأضافت أن "منظمة السياحة العالمية دعت ممثلين عن قرية عربية في إسرائيل وممثلين عن وزارة السياحة الإسرائيلية لحضور المؤتمر في (مدينة) العلا (شمال غربي السعودية)".
و"لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية كان لديها هدف أكثر طموحا للمؤتمر، وهو إرسال كوهين كرئيس للوفد، وهو ما كان سيُنظر إليه على أنه خطوة تطبيع متواضعة لكن غير مسبوقة"، بحسب المسؤولين الإسرائيليين الثلاثة. ولم يقم أي وزير إسرائيلي بزيارة المملكة علانية.
وأردفوا أن "المسؤولين الإسرائيليين اتصلوا بمنظمة السياحة العالمية وإدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن لمساعدتهم في الحصول على الضوء الأخضر لحضور كوهين (للمؤتمر)، وبالفعل حث مسؤولو البيت الأبيض الخارجية السعودية عن الموافقة". وامتنع البيت الأبيض عن التعليق.
وأضاف المسؤولون أن "السعودية أبلغت منظمة السياحة العالمية أن كوهين يمكن أن يحضر المؤتمر مع موظفين اثنين. لكن عندما حان الوقت لوضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الأمنية لكوهين، أصبح من الواضح أن السعوديين لن يجروا مناقشة جادة، ما أجبره على إلغاء الرحلة".
خصوصية رمضان
ولفت "أكسيوس" إلى أن قناة "كان" الإسرائيلية (الرسمية) ذكرت في وقت سابق أن الوفد الذي تمت دعوته لم يسافر أيضا إلى السعودية؛ لأنهم لم يتلقوا ردا من السعوديين في الوقت المناسب على طلبات التأشيرة.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن "توقيت المؤتمر، قبل أسبوعين من شهر رمضان، كان مشكلة للسعوديين".
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـ"أكسيوس": "في نهاية المطاف، وجد السعوديون طريقة ليقولوا نعم للأمم المتحدة كما كان عليهم ذلك، ولكن في الوقت نفسه خلقوا ظروفا لا تسمح بإجراء الزيارة".
وأضافوا أن السعودية تستضيف عدة مؤتمرات للأمم المتحدة في وقت لاحق من العام الجاري، وأنهم يأملون أنه بعد رمضان سيكون من الأسهل على السعوديين السماح بمشاركة وزير إسرائيلي في أحد تلك المؤتمرات.
وأفاد الموقع بأن السفارة السعودية في واشنطن ومنظمة السياحة العالمية لم تردان على طلبين منفصلين بالتعليق بشأن ملابسات إلغاء زيارة كوهين للمملكة.