رويترز -
رفضت السعودية ضغوطا من الولايات المتحدة لإدانة عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، قبل أن ترجئ الخطط المدعومة من أمريكا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
هكذا نقلت وكالة "رويترز"، في تقرير الجمعة، ترجمه "الخليج الجديد"، نقلا عن مصدرين مطلعين، قالا إن هذه الخطوة تشير إلى مسارعة الرياض لإعادة التفكير في أولويات سياستها الخارجية، في ظل تصاعد الحرب بقطاع غزة.
وقال المصدر الأول المطلع على طريقة التفكير السعودي، إن واشنطن ضغطت على الرياض هذا الأسبوع لإدانة هجوم حركة حماس، لكنه قال إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، رفض ذلك.
وأكد ذلك مصدر أمريكي مطلع على الأمر.
وأوضح المصدران أنه سيكون ثمة إرجاء للمحادثات المدعومة من الولايات المتحدة حول التطبيع مع إسرائيل، وهي خطوة رئيسية للمملكة لتأمين ما تعده الثمرة الحقيقية المرجوة من اتفاق للدفاع مع الولايات المتحدة في المقابل.
وكانت القيادتان الإسرائيلية والسعودية تقولان إنهما تتحركان بثبات نحو اتفاق من شأنه إعادة تشكيل الشرق الأوسط، حتى أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملية "طوفان الأقصى"، السبت الماضي، للرد على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وكان المصدران قد قالا في وقت سابق وقبل نشوب الصراع الأخير، إن السعودية لن تسمح بعرقلة مساعيها لإبرام اتفاق الدفاع مع الولايات المتحدة، حتى إن لم تقدم إسرائيل تنازلات ضخمة للفلسطينيين في مسعاهم لإقامة دولتهم.
في السياق، قال المصدر الأول إن المحادثات لا يمكن استئنافها الآن، وإن قضية التنازلات الإسرائيلية للفلسطينيين سيتعين أن تكون ضرورة أكبر عند استئناف المباحثات، وهو تعليق يشير إلى أن الرياض لم تنبذ الفكرة.
من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، خلال إفادة بالبيت الأبيض هذا الأسبوع، إن جهود التطبيع "لم تُرجأ"، لكنه قال إن التركيز منصب على تحديات عاجلة أخرى.
كما أشارت "رويترز"، إلى أن الصراع الإقليمي دفع ولي العهد السعودي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى التحدث للمرة الأولى، بعد مبادرة بوساطة صينية دفعت البلدين المتنافستين إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية في أبريل/نيسان.
وقال بيان سعودي إن بن سلمان أبلغ رئيسي أن "المملكة تبذل أقصى جهدها للتواصل مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية لوقف التصعيد المستمر"، مما يؤكد تحرك الرياض لاحتواء الأزمة.
فيما قال مسؤول إيراني كبير، إن المكالمة التي أجراها رئيسي مع بن سلمان، استهدفت دعم "فلسطين ومنع انتشار الحرب في المنطقة".
ولم تقدم الحكومة السعودية تفاصيل أخرى عن المكالمة، لكن البيان قال إن ولي العهد أكد معارضة المملكة "لأي شكل من أشكال استهداف المدنيين وفقدان أرواح الأبرياء"، وأعرب عن موقف الرياض الذي "لا يتزعزع في الدفاع عن القضية الفلسطينية".
وتسعى السعودية إلى تخفيف التوترات في مناطق أخرى بالشرق الأوسط، تضمنت السعي لإنهاء الصراع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً في حرب ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران.
ورداً على سؤال حول اتصال الرئيس الإيراني بولي العهد السعودي، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن "على اتصال مستمر مع القادة السعوديين".
وأجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عدة اتصالات مع نظيره السعودي، قبل أن يعلن زيارتها في وقت لاحق هذا الأسبوع.
إلى ذلك، قال المسؤول الأمريكي إن واشنطن تطلب من الشركاء الذين لديهم قنوات اتصال مع حماس أو جماعة حزب الله اللبنانية، التي خاضت حرباً مع إسرائيل عام 2006، أو إيران أن "يجعلوا حماس تتوقف عن هجماتها، وتطلق سراح الرهائن، وألا يتورط حزب الله وإيران في المعركة".
بينما قال المصدر الأول المطلع على طريقة التفكير السعودية، إن دول الخليج، ومن بينها تلك التي تربطها علاقات بإسرائيل، تشعر بالقلق من احتمال استدراج إيران إلى صراع سيؤثر عليها.
وقال أليكس وطنكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرف الأوسط بواشنطن، إن الأسبوع الماضي، أظهر مدى افتراق الرؤيتين السعودية والإيرانية للمنطقة.
وأضاف: "ما زال السعوديون مقتنعين أن المنطقة، والسعودية نفسها يتعين عليها التحول نحو التعاون الإقليمي والتنمية الاقتصادية".
وتابع: "إيران تعتقد فيما يبدو أن الأولوية تتمثل في نقل المعركة إلى الإسرائيليين أولا".