متابعات-
أعربت دول خليجية عن إدانتها لاستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات في قطاع غزة، مؤكدة أن ذلك يعدّ انتهاكاً صريحاً للأعراف والمواثيق الدولية بشأن حماية المدنيين والمنشآت المدنية.
وفي بيان أصدرته، اليوم الخميس، وزارة خارجية السعودية، أعربت المملكة عن إدانتها ورفضها "الشديدين" لإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مستشفى الشفاء الطبي، وقصف محيط المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة المحاصر.
واعتبرت أن ذلك "يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، والأعراف والمواثيق الدولية كافة، واستهدافاً صريحاً للمدنيين والطواقم الطبية".
وأكدت المملكة "ضرورة تفعيل آليات المحاسبة الدولية إزاء هذه الانتهاكات المستمرة والممارسات الوحشية وغير الإنسانية لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بحق الأطفال والنساء والمدنيين والمنشآت الصحية والطواقم الإغاثية".
من ناحيتها قالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان: إنها "تعرب عن إدانة دولة الكويت بأشد العبارات قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام مستشفى الشفاء في قطاع غزة وتعريض حياة المرضى والطواقم الطبية للخطر".
واعتبرت الخارجية الكويتية أن ما قامت به قوات الاحتلال "انتهاك صارخ ومستمر للقوانين والأعراف الدولية، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين، وفي جريمة جديدة من جرائمه التي تستهدف الأرواح والممتلكات، إضافة إلى الخدمات الحيوية".
وأكدت أن "استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني الأعزل والمستشفيات وغيرها من المرافق المدنية يعتبر تصعيداً جديداً وخرقاً سافراً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وجددت الخارجية الكويتية "دعوة دولة الكويت للمجتمع الدولي ومجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه وقف استمرار سلسلة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل".
وأدانت وزارة الخارجية القطرية، بأشد العبارات، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي في غزة، ما أدى لاستشهاد عدد من المرضى من بينهم أطفال.
واعتبرت الخارجية القطرية استهداف المشافي في غزة "جريمة حرب وتعدياً سافراً على القوانين والاتفاقيات الدولية، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة، وامتداداً لنهج الاحتلال في استهداف المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان في قطاع غزة".
كما طالبت أيضاً "بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين لتقصي الحقائق في استهداف المستشفيات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي".
ودعت قطر أيضاً "المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لمحاسبة إسرائيل وردعها عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين، وتوفير الحماية اللازمة لآلاف النازحين الذين يحتمون بالمجمع بجانب المرضى والجرحى والطواقم الطبية".
كما حذرت من أن "صمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني سوف يشجع إسرائيل على المضي في ارتكاب المزيد من الفظائع، مما يهدد بتوسع دائرة الغضب والعنف، ويقود إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة كما يؤدي لتلاشي الثقة بالمجتمع الدولي ومنظماته".
من ناحيتها، أدانت دولة الإمارات، واستنكرت بشدة، القصف الإسرائيلي في محيط المستشفى الميداني الأردني، والهجمات اللاإنسانية التي تشنّها "إسرائيل" على المستشفيات في قطاع غزة.
وأكدت الإمارات، عبر بيان لوزارة خارجيتها، رفضها القاطع لاستهداف المستشفيات والمؤسسات والأعيان المدنية في القطاع.
وشددت وزارة الخارجية على أن "الأولوية العاجلة هي الحفاظ على أرواح المدنيين، وتوفير الحماية الكاملة للمؤسسات والأعيان المدنية وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق".
كما تحدثت عن "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء، مؤكدة أهمية أن ينعم المدنيون والمؤسسات المدنية بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية، وعلى ضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع".
ودعت دولة الإمارات "المجتمع الدولي إلى بذل أقصى الجهود لتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وعلى دفع الجهود المبذولة كافة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف، والتوتر، وعدم الاستقرار".
كما دانت الخارجية العُمانية في بيانٍ لها "هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزّة".
وقال البيان العماني: "ندين هذا الاعتداء واستمراره، والممارسات الإسرائيلية اللاإنسانية ضد المرضى والعاملين واللاجئين بالمجمع والتنكيل بهم، فضلاً عن قصف إسرائيل المنطقة المحيطة بالمستشفى الميداني الأردني، الأمر الذي يشكل استمراراً لانتهاكاتها السافرة للقانون الدولي واستهتاراً بالمواثيق والأعراف الإنسانية".
وجددت وزارة الخارجية العمانية "مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوضع حدّ للوضع المتدهور أمنياً وسياسياً وإنسانياً في قطاع غزة، وضمان حماية المدنيين والمنشآت الطبية في القطاع، وفتح ممرات آمنة لإيصال الاحتياجات الإغاثية والمساعدات الإنسانية للسكان".
وفجر أمس الأربعاء، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، بعد حصاره لليوم السـادس على التوالي، وتلاه باقتحام آخر مساء اليوم نفسه للجزء الجنوبي من المستشفى.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، في بيان صحفي عبر قناة "الجزيرة": إن "عشرات الجنود دخلوا مبنى قسم الطوارئ في مجمع الشفاء، ودبابات الاحتلال دخلت حرم المجمع الطبي".
كما استنكر إطلاق الجيش الإسرائيلي النار داخل المستشفى بعد اقتحامه، قائلاً: "لا يوجد شيء يستدعي إطلاق النار داخل مستشفى الشفاء؛ لعدم وجود أي شكل من أشكال المقاومة فيه، وما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي يشكل إرهاباً للأطباء والمرضى".
واليوم الخميس، قالت وكالة "وفا" الفلسطينية إن جرافات الاحتلال وآلياته اقتحمت مستشفى الشفاء من مدخله الجنوبي.
وأكدت بأنه جرى تجريف المدخل الجنوبي بشكل كامل وتوسيعه، وتدمير كافة المركبات في الساحة.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت المجمع أيضاً من المدخل الشمالي، وداهمت القبو وقسم الأشعة، وحطمت أجهزة الرنين والأشعة، وخرجت من المبنى بعد احتجاز أربعة مواطنين اعتقلت منهم اثنين، لم يعرف مصيرهم.
وبينما أظهرت البيانات الرسمية ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بداية الحرب إلى 11 ألفاً و500، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، وإصابة 29 ألفاً و800، قالت وزارة الصحة أمس إنها تواجه لليوم الرابع على التوالي تحديات في تحديث أعداد الضحايا بسبب انهيار الخدمات والاتصالات في مستشفيات الشمال.