علاقات » اسرائيلي

تطبيع مقابل وقف المجزرة: «حكومة الإبادة» ترفض إنقاذها؟

في 2024/01/22

متابعات- 

قلت صحف أمريكية وإسرائيلية تفاصيل من أول مكالمة هاتفية جرت منذ شهر، بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. تمثّل المكالمة، التي جرت يوم الجمعة الماضي، محاولة جديدة من بايدن لتغيير موقف نتنياهو الرافض لإقامة دولة فلسطينية.
الفكرة التي طرحها الرئيس الأمريكي هي أن «الدولة الفلسطينية» ستكون خالية من السلاح ولا تهدد أمن إسرائيل، وفي شرحه لهذه الفكرة في «البيت الأبيض» أمام مراسلين صحافيين يشير بايدن إلى وجود دول أعضاء في الأمم المتحدة «لا جيش لها».
تعتبر هذه مرحلة أولى من «الخطة الأمريكية» وهي ستفتح الطريق، بعدها، إلى اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، وهو ما أكدته الرياض مجددا، أمس، في مقابلة من دافوس السويسرية لوزير خارجيتها فيصل بن فرحان، مع قناة «سي إن إن» الأمريكية، قال فيها إن التطبيع، الذي سيؤدي لاستقرار عام في المنطقة، يجب أن يكون عبر «عملية لا رجعة فيها لإنشاء دولة فلسطينية» وهو ما تلاقى مع تصريحات سبقتها لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من المنتدى نفسه، الذي تحدث عن رؤية جديدة مع المنطقة وشعوبها، وهو ما يحتاج استعدادا من «المجتمع الإسرائيلي» للاعتراف بدولة فلسطينية.
الحديث عن «المجتمع الإسرائيلي» يتعلّق عمليا بحكومة نتنياهو، الذي بنى سيرته السياسية على رفض الدولة الفلسطينية، وتفكيك أي مقوّمات لها في الضفة الغربية وغزة، كما بارتهانه إلى وزراء دخلوا إلى السياسة من عالم الإجرام، وهدفهم الرئيسي هو التطهير العرقي للفلسطينيين، وضمّ الضفة الغربية وغزة إلى «الدولة اليهودية».
الخيار المطروح، حسب الخطة الأمريكية، هو بين أن يكون نتنياهو مسؤولا عن «الفشل الاستراتيجي الأكبر» في تاريخ إسرائيل، أو أن يقبل حلّ إدارة بايدن، الذي سيضمن دولة فلسطينية، ولكن «منزوعة السلاح» وتطبيعا حقيقيا مع أكبر وأغنى الدول العربية: السعودية.
لا يتحدث بايدن عن دولة فلسطينية حقيقية إذن، ولا علاقة لهذه الدولة، فاقدة السيادة، وغير القادرة على الدفاع عن مواطنيها، بقرارات الأمم المتحدة، ولا بالجغرافيا التي قامت إسرائيل باحتلالها عام 1967، بل بظرف خاص يتعلق في حاجة إدارة بايدن، التي تقترب حثيثا من انتخابات الرئاسة نهاية العام، لاستجلاب فوائد سياسية من حرب الإبادة الجماعية الجارية في غزة عبر اختراع حل سحري، صفقة شاملة، يتوسع فيها التطبيع العربي مع إسرائيل ليشمل المملكة العربية السعودية، وتنتهي فيها حركة «حماس» وتحل السلطة الفلسطينية محلّها في غزة، ولكن بعد أن تستكمل امتحانات رسمية أمريكية عن «الإصلاح» والحوكمة، وتزيّن بوجوه شابة «جديدة».
نتنياهو، رغم كل هذه الشروح الأمريكية المستفيضة، ما زال يرفض «الصفقة الشاملة» ولا معنى لتصديقه حتى لو قبل ذلك، على ما تشير إليه صحيفة «هآرتس» فليس هناك قيمة لقول أو تعهد من نتنياهو لأن الحديث يدور عن رجل يسمونه «شركاؤه الطبيعيون كذاب ابن كذاب» وبالتالي فإن «اليوم التالي» يتعلق عمليا بإنهاء دور نتنياهو السياسي «لترميم الكارثة التي خلفها وراءه»!