علاقات » اسرائيلي

نفي قادة غزة.. تقترحه إسرائيل وتستبعده أمريكا وترفضه حماس

في 2024/01/23

سي إن إن- ترجمة الخليج الجديد- 

قال مسؤولان مطلعان على المفاوضات إن إسرائيل اقترحت أن يغادر كبار قادة حركة "حماس" غزة كجزء من اتفاق لوقف إطلاق النار. فيما يعتقد مسؤولون أمريكيون أن هؤلاء القادة سيفضلون الموت في القتال على مغادرة القطاع، بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية (CNN).

وترفض "حماس"، التي تخوض حربا ضد إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مغادرة أي من قادتها لغزة، وتتمسك بقدراتها العسكرية كحركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي المستمر لفلسطين منذ 76 عاما واعتداءاته اليومية بحق الشعب الفلسطيني.

الشبكة ذكرت، في تقرير على موقعها الإلكتروني ترجمه "الخليج الجديد"، أن "إسرائيل فشلت في القبض على أو قتل أي من كبار قادة حماس في غزة، على الرغم من حربها المتواصلة منذ نحو 4 أشهر".

وأضافت أن كبار مسؤولي "حماس"، ولا سيما على المستوى السياسي، يعيشون في دول بينها قطر ولبنان وتركيا، مشيرة إلى أن إسرائيل اغتالت نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري في غارة جوية على بيروت في 2 يناير/ كانون الثاني الجاري.

مفاوضات بالدوحة ووارسو

وقال أحد المسؤولين المطلعين على المفاوضات، لم تكشف الشبكة عن هويتهما، إن مقترح إسرائيل بأن يغادر قادة "حماس" غزة، على الرغم من أنه من غير المرجح أن تقبله الحركة، تمت مناقشته مرتين على الأقل في الأسابيع الأخيرة.

وأوضح أن مدير جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) دافيد برنياع ناقش المقترح بالدوحة، في وقت سابق من الشهر الجاري، مع كل من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي تتوسط بلاده في المفاوضات.

كما ناقش برنياع المقترح خلال اجتماع بوارسو، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مع كل من آل ثاني ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، بحسب المسؤول المطلع.

وبيَّن أن آل ثاني أخبر بلينكن في اجتماع الدوحة أن المقترح الإسرائيلي "لن ينجح أبدا"، ويعود ذلك جزئيا إلى عدم ثقة "حماس" في أن إسرائيل ستنهي حربها على الحركة حتى لو غادر قادتها إلى خارج غزة.

ووفقا للشبكة، فإن من أكبر الأسماء المحتملة ضمن المقترح الإسرائيلي هم كل من رئيس "حماس" في غزة يحيي السنوار، وقائد كتائب القسام الجناع العسكري للحركة محمد ضيف، ونائبه مروان عيسى، ومحمد شقيق السنوار، هو أيضا قائد كبير في "حماس".

وتابعت: "ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه من غير المرجح أن يوافق السنوار ولا مَن حوله على مغادرة غزة، مفضلين الموت في قتال عدوهم اللدود".

ويأتي المقترح الإسرائيلي، الذي ترفضه "حماس" من الأساس، وسط موجة من النشاط الدبلوماسي، لمحاولة التوصل إلى وقف طويل للقتال وتبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، التي تحتجز في سجونها نحو 8800 فلسطيني.

وخلال الأسبوع الجاري، يسافر كبير مسؤولي البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك إلى مصر وقطر لإجراء مزيد من المحادثات.

وقال مسؤولون أمريكيون ودوليون مطلعون على المفاوضات إن المشاركة الأخيرة بين إسرائيل و"حماس" في المحادثات "أمر مشجع، لكن لا يبدو أن التوصل إلى اتفاق أمر وشيك"، وفقا للشبكة.

ضغوط على نتنياهو

وتتزايد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى قرار، لاسيما أنه، وباعترافه الشخصي، ما يزال النصر الذي يأمله في مواجهة "حماس" بعيد المنال، إذ تواصل الحركة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، كما تقتل جنودا وتدمر آليات عسكرية في المعارك البرية.

وقال آرون ديفيد ميلر، زميل في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إن "عدم تحقيق إسرائيل لأهدافها العسكرية، والضغوط الهائلة على نتنياهو وحكومته لإعادة الأسرى، خلقت وضعا دفع إسرائيل إلى اقتراح مغادرة قادة "حماس" لغزة".

بالإضافة إلى ذلك، كما زادت الشبكة، تتزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب قصفها المستمر لغزة، والذي أودى بحياة أكثر من 25 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وفقا لوزارة الصحة بالقطاع. كما تسبب نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من السكان، بحسب الأمم المتحدة.