إسرائيل اليوم-
انضم رئيس أركان الجيش الإيراني أمس إلى وزير الثرثرة الوطني عندنا في محاولة لتقزيم الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني. فصفحة الرسائل التي صدرت عن طهران شددت على أنه لم تلحق خسائر في الأرواح أو أضرار من “المسيرات الصغيرة الثلاث التي هاجمت مواقع قرب أصفهان”. لا حاجة للتأثر بهذه الأقوال. فللإيرانيين مصلحة في تقليص الحدث كي لا يضطروا للرد على الرد. يبدو أنهم لم يرووا كل الحقيقة لما حصل. فالآن، يفهمون بأن إسرائيل كان يمكنها أن تلحق ضرراً أكبر بكثير لمنشآت الإنتاج النووي.
حسب منشورات أجنبية، اختارت إسرائيل أن تنقل رسالة رمزية حول قدرتها على ضرب وشل منظومات رادار متقدمة. وهذا جدير بالثناء رغم سخرية الوزير. فرد قوي أكثر مما ينبغي كان من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية في توقيت ليس مريحاً لإسرائيل. ومع ذلك، فإن الحساب الأولي لنتائج هذه الجولة، على افتراض أنها انتهت، يشير إلى انهيار أربع فرضيات:
الأولى: أن إيران مردوعة. مئات الصواريخ والمُسيرات التي أطلقتها لأول مرة مباشرة من أراضيها، غيرت معادلة أكثر من عقد. حتى الآن عملت إسرائيل ضد إيران في الوقت الذي امتنعت هذه عن الرد أو ردت من خلال وكلائها.
الثانية، أن التهديد المحدق من إيران هو في مجال السلاح النووي. فبينما ركز العالم كله على فرض عقوبات على طهران كي يوقف السباق نحو القنبلة، طورت هذه صناعة آلاف الصواريخ الجوالة، والصواريخ الباليستية، بعضها ذات دقة عالية، إلى جانب مُسيرات متطورة.
الثالثة، أنه يمكن الاعتماد على شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” في إعطاء الإخطار في الزمن الحقيقي من عمل معاد وفي تقدير نوايا العدو. فقد فشل الإخطار قبل 7 أكتوبر، وادعت الولايات المتحدة بأنها قدمت لنا توقيت الهجوم الإيراني، وأن الرد على تصفية زاهدي عانى من النقص.
الرابعة، ولعلها أهمها جميعاً، هي أن إسرائيل بفضل تفوقها العسكري والتكنولوجي قادرة على التصدي لأعدائها وحدها دون مساعدة من الخارج. لقد كانت الحرب في غزة ستبدو مختلفة دون القطار الجوي من الولايات المتحدة وهكذا أيضاً الهجوم الصاروخي الإيراني – رغم نجاح سلاح الجو، ودون تجند التحالف الغربي وقسم من الدول العربية المعتدلة.
ما يزيد الحاجة العاجلة إلى انخراط إسرائيل الكامل في مثل هذا التحالف أن إيران لم تعد دولة منعزلة في العالم. فهي تتمتع بتعاون مع روسيا والصين. وسيصعب على إسرائيل، بدون معونة داعمة من التحالف، التصدي بنجاح في معركة إقليمية. بدون مساعدة من الخارج لن تتمكن وحدها من منع تحول إيران إلى دولة نووية.
إن انضمام الأردن إلى صد هجمة الصواريخ الإيرانية كان مدماكاً مهماً في تثبيت الشراكة العسكرية بين دول الغرب وإسرائيل والدول السنية المعتدلة حيال المحور الإيراني. مصدر رفيع المستوى في الخليج يقول إن سبب جلوس السعودية والإمارات “على الجدار”، هو أنهما ليستا واثقتين من أن الولايات المتحدة ستتجند للدفاع عنهما ضد إيران مثلما دافعت عن إسرائيل.