في 2025/06/28
وكالات
أعرب رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل عن استغرابه من سعي واشنطن لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، فيما تتجاهل امتلاك "إسرائيل" قوة نووية، مضيفاً: "كان يجب على قاذفات (بي 2) الأمريكية أن توجه ضرباتها على ديمونا".
جاء ذلك في مقال له نشرته صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، قال فيه: "لو كنا في عالمٍ يسود فيه العدل، لرأينا قنابلَ التدمير التي تُطلقها قاذفات بي-2 الأمريكية تُمطر ديمونا ومواقعَ إسرائيليةً أخرى. فإسرائيل، في نهاية المطاف، تمتلك قنابلَ نووية، خلافاً لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".
وأضاف: "علاوة على ذلك، لم تنضم إسرائيل إلى تلك المعاهدة، وظلت خارج نطاق سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم يقم أحد بتفتيش المنشآت النووية الإسرائيلية".
وتابع: "إن من يبررون الهجوم الإسرائيلي الأحادي على إيران، بالإشارة إلى تصريحات القادة الإيرانيين الداعية إلى زوال إسرائيل، يتجاهلون تصريحات بنيامين نتنياهو منذ توليه رئاسة الوزراء عام 1996 الداعية إلى تدمير الحكومة الإيرانية. لقد جلبت لهم تهديدات إيران الدمار".
ووصف الفيصل دول الغرب بممارسة النفاق لكونها دعمت هجوم "إسرائيل" على إيران، في حين ما يزال دعمهم للهجوم الإسرائيلي على فلسطين مستمراً.
كما أكد وجود "تناقض" في تعامل الغرب مع روسيا و"إسرائيل"، ففي حين تُعاقب روسيا على غزوها أوكرانيا، يجري التغاضي عن "إسرائيل" في عدوانها على غزة، موضحاً أن "النظام الدولي القائم على القواعد، الذي طالما روّجه الغرب وأعلنه، في حالة من الفوضى".
وتطرق إلى نضال الشعب الفلسطيني من أجل الاستقلال عن الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: "رفض عدد كبير من عامة الناس في الغرب مواقف قادتهم الزائفة، ويواصل الناس من جميع الأديان والألوان والأعمار إظهار دعمهم لاستقلال فلسطين؛ ومن هنا يأتي التحول المتزايد في مواقف قادتهم. وهذا تطور محمود".
وبين أن العودة إلى الدبلوماسية ما زال ممكناً، ناصحاً ترامب بعدم اتباع "معايير مزدوجة"، وأن عليه أن "يستمع إلى أصدقائه في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، فهم -على عكس نتنياهو- يسعون إلى السلام، مثل الرئيس دونالد ترامب لا إلى الحرب".
وتابع مبدياً استغرابه: "مع ذلك، لا أستطيع فعل شيء حيال ازدواجية المعايير، وسلوك نتنياهو الإبادي، وتاريخ إيران الحافل بالأنشطة الشنيعة، والخلافات الأخوية بين القادة الفلسطينيين، وجبن أوروبا، وتعهد ترامب بإحلال السلام في الشرق الأوسط، بينما يشن حرباً على إيران، وتهنئته لإيران على موافقتها على دعوته لوقف إطلاق النار، وهناك أيضاً إطراؤه المفرط لنتنياهو".
وزاد: "ما سأفعله هو أن أحذو حذو والدي الراحل الملك فيصل عندما نكث الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان بوعود سلفه فرانكلين روزفلت وأسهم في نشأة إسرائيل".
ولفت إلى أن "والده الملك فيصل بن عبد العزيز حين ذاك امتنع عن زيارة الولايات المتحدة حتى غادر السيد ترومان منصبه، وسأمتنع أنا عن زيارة الولايات المتحدة حتى يغادر ترامب منصبه".
وكانت الولايات المتحدة قد نفذت، فجر الأحد الماضي، عملية عسكرية مفاجئة أطلق عليها اسم "مطرقة منتصف الليل"، باستخدام سبع قاذفات شبح من طراز "بي 2"، استهدفت مواقع نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان.