في 2025/09/10
(أحمد شوقي \ راصد الخليج)
منذ السابع من أكتوبر 2023 واندلاع حرب الإبادة في غزة، والأمة تمر باختبار كبير، وخاصة الدول المطبّعة مع "اسرائيل"، وتتجه الأنظار تحديدا لمن وقع "الاتفاقات الابراهيمية"، وخاصة وان مبرر توقيعها المعلن من جانب هذه الدول كان يتغنى بأنها في صالح القضية الفلسطينية وفي صالح اعادة الحقوق وبناء الاستقرار.
وبعد ان ضربت "اسرائيل" عرض الحائط بكل من مدّ يد التطبيع لها، بات هناك موقفا لازما تتخذه هذه الدول، ولكن وللأسف وجدنا استمرارا للتطبيع، بل والأدهى والأمر من ذلك، حدثت زيادة في معدلات هذا التطبيع وفقا للبيانات الرسمية الاسرائيلية.
والخطوة الأكثر غرابة جاءت من البحرين، حيث اعادت السفير الاسرائيلي مرة اخرى بعد توقف دبلوماسي نتيجة اندلاع الحرب، مما يطرح سؤالا حول المتغيرات التي اعادت السفير الاسرائيلي للبحرين، بل ويطرح مجموعة من التساؤلات بعد اعلان "اسرائيل" رسميا نيتها احتلال غزة وضم الضفة وتهجير الفلسطينيين، والحديث السائد عن "اسرائيل الكبرى".
وتأتي البحرين مباشرة بعد الامارات في مرتبة التعاون مع "اسرائيل"، وفقا للبيانات الرسمية الاسرائيلية.
حيث يظهر تحليل البيانات، أن الإمارات هي أكثر دولة عربية صدّرت منتجات محلية المنشأ إلى "اسرائيل"، حيث صدّرت 1377 صنفاً من المنتجات، خلال الفترة من أكتوبر 2023 وحتى فبراير 2025.
وتندرج أصناف المنتجات الـ1377 تحت 81 منتجاً رئيسياً، وأظهر تحليل البيانات أن المنتجات المتعلقة بالمجوهرات، والتحف الفنية، تتصدر قائمة المنتجات المُصدّرة، تليها الآلات والمعدات الصناعية، ثم منتجات المعادن والمواد الخام.
كما صدّرت الإمارات إلى "إسرائيل" الأسمدة التي تستخدم في أعمال الزراعة والبستنة بقيمة 25.3 مليون دولار، و 10 مليون دولار من أصناف منتجات غذائية مختلفة بما في ذلك خضار وفواكه، ومنتجات مشروبات، إضافة إلى أصناف منتجات من (الأسمنت، والملح، والكبريت والجبس، والجير)، إلى جانب منتجات صيدلانية وألعاب، وملابس.
وبخصوص البحرين، التي تسلم وزير خارجيتها، عبد اللطيف الزياني، نسخة من أوراق اعتماد سفير "إسرائيل" الجديد لدى البحرين شموئيل ريفيل، وأكد خلال لقائه مع هذا السفير على "أهمية مواصلة الجهود بما يسهم في دعم مساعي السلام والأمن والاستقرار في المنطقة"، فقد كشفت الاحصائيات الاسرائيلية ان التعاون لم يتوقف في فترة الانقطاع الدبلوماسي في نوفمبر 2023، بل وكشفت ان التعاون تضاعف في فترة الحرب!
فقد كشفت بيانات رسمية إسرائيلية عن عشرات أصناف المنتجات محلية المنشأ التي صدّرتها البحرين إلى "إسرائيل"، وأخرى استوردتها من الاحتلال خلال أشهر الحرب على غزة، حيث ضاعفت البحرين من صادراتها إلى الاحتلال بنحو 9 مرات، وتقدم البيانات صورة تفصيلية عن طبيعة السلع الداخلة في التبادل التجاري بين الجانبين بعد 4 أعوام من تطبيع العلاقات بينهما.
وتظهر البيانات الإسرائيلية أن البحرين صدّرت 65 صنفاً من المنتجات إلى "إسرائيل" خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى فبراير/شباط 2025.
وبحسب البيانات الإسرائيلية، فإن البحرين صدّرت منتجات إلى "إسرائيل" بـ 9.2 مليون دولار (من أكتوبر 2023 وحتى فبراير 2025)، وتظهر بعض الأشهر خلال هذه الفترة أن البحرين ضاعفت من صادراتها إلى "إسرائيل".
وخلال أشهر الحرب على غزة، استوردت البحرين من "إسرائيل" 53 صنفاً من المنتجات، تندرج تحت 25 منتجاً رئيسياً، من أبرزها منتجات من الحديد والفولاذ، وبلغت واردات البحرين منها 4.3 مليون دولار، إضافة إلى الآلات والمعدات الكهربائية وأجزائها، ومنتجات من اللؤلؤ الطبيعي أو المزروع والأحجار الكريمة أو شبه الكريمة والمعادن الثمينة والنفيسة.
وحسب البيانات الإسرائيلية، فإن قيمة صادرات "إسرائيل" إلى البحرين (من منتجات محلية المنشأ) بلغت 8.2 مليون دولار، خلال الفترة من أكتوبر 2023 وحتى فبراير 2025، وسجل شهر أغسطس/آب 2024 أعلى معدل للصادرات الإسرائيلية إلى البحرين، بـ 3.3 مليون دولار.
ولا شك ان عودة السفير الاسرائيلي الى البحرين رغم خطط "اسرائيل" لتصفية القضية والسعي العملي لتنفيذها على الارض مع المجاعة والابادة في غزة، تخل بمصداقية البحرين والامارات وكل من يتعاون مع "اسرائيل"، وهذه المصداقية تشكل احد عوامل الامن القومي لانها على مساس بالاستقرار المجتمعي والامن الجماعي للامة وفي قليبها الخليج.
ولا شك وان "اسرائيل" تنظر الى من يفرط في ثوابت امته نظرة دونية وتلتقط هذه الاشارات بأنها ضعف وانسحاق وهو ما يريها لافتراس المفرطين، وهو جرس انذار لابد وان يدق على ابواب الامن الخليجي المهدد علنا بمشروع "اسرائيل الكبرى".