الراية القطرية-
أكد د. محمد حسن المريخي أن الصلاة والدين من أولى شروط النصر والتمكين مستشهدا بقوله تعالي (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور).
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إنه لا يمكن للمسلم أن ينشد التوفيق ويطلب الرزق دون معرفة الصلاة والدين، موضحا أن الرزاق هو رب الصلاة.
وأضاف بأن ترك الصلاة من أسباب دخول النار بل هو أول الأسباب، وذلك لقوله تعالى (ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين.... الآية) ووصف الله تعالى الهالكين يوم القيامة أهل الوجوه الباسرة العابسة (فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى أيحسب الإنسان أن يترك سدى).
تقوى الله
ودعا فضيلته المصلين إلى التمسك بتقوى الله عز وجل والحفاظ على الصلوات في أوقاتها وجماعاتها.. مشيرا إلى أن رسول الله لم يرخص لشيبة ضرير لا يبصر أن يترك الجماعة وبينه وبين المسجد واد كثير السباع والهوام وليس عنده قائد يقوده إلى المسجد، فكيف بمن لاصقت بيوت الله بيوتهم ودوى الأذان في أسماعهم فأعرضوا وتأخروا، وعندما نادى شيطان المزامير واللهو والأغاني إذا هم يركضون أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا. لا حول ولا قوة إلا بالله، واستشهد فضيلته بقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه (من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حين ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وأنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو أنكم تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف) رواه مسلم.
الدين والصلاة
وطالب د. المريخي الآباء والأمهات والمربين أن يربوا أبناءهم على الدين والصلاة وأن يعلموهم الصلاة والأخلاق كي يحفظوا من بلايا هذه الأزمان حيث انخرط حبل الأخلاق وفرط زمام الحياء.. وأضاف أن بناء التربية والتعليم اليوم خاصة على أساس متين وقاعدة صلبة من الدين الحنيف وعقائده وأخلاقه لهو من أوجب الواجبات وأكبر المهمات وأولى الأولويات.
وكان قد استهل فضيلته خطبة الجمعة قائلا: إنه قبل بعثة رسول الله كانت هذه الأمة في مؤخرة ركب الأمم في العبادة والتدين والقوة والظهور والأخذ بأسباب الدنيا والسبق فيها حتى أكرمها الله تعالى ببعثة نبيه ومصطفاه خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم.. وأضاف في ذات السياق، فما هي إلا سنوات قليلة حتى فاقت أمم الأرض جميعاً في كل المجالات.
وتابع، فبالحق سادت ثم بالخير جادت ولا زالت حضارتها وسلطانها في مد وجزر حتى وقتنا الحاضر وزماننا المتأخر حيث نشتكي حال الأمة إلى الله، حيث تسلط الأعداء واقتطعوا أجزاء من أمتنا وانتهبوا خيراتها وغزو المسلمين في دينهم وفكرهم وبدت الأمة متفرقة مشتتة في الرأي والفكر.
معالجة الداء
وانتقد فضيلته فئة من المنتسبين لأمة الإسلام لفعلهم أنهم يتنافسون ويبحثون عن الأسباب التي أضعفت الأمة وينشدون الإصلاح ومعالجة الداء وتعديل الاعوجاج.
وفال في ذات السياق إنه إلى يومنا هذا ومنذ قرون والأمة تترنح يمنة ويسرة ولم يقف المعنيون بالمعالجة على الداء فمنهم من ينسب ضعف الأمة إلى أسباب مادية وحضارية وفكرية وإلى مثل هذه الكلمات الجوفاء، بل وصل الحال بالبعض إلى اتهام الإسلام وشرائعه بأنه سبب في تأخر الأمة.
أسباب الضعف
وأوضح بأن المتأمل في تاريخ الأمة منذ نشأتها، والمتبصر في منهاجها ودستورها يعلم داءها ودواءها وسقمها وشفاءها، يعلم علم اليقين أسباب الضعف المهين كما يعلم أسباب النصر والتمكين، استمداد ذلك العلم ليس من فكر البشر ولكنه من وحي خالق هذا الكون سبحانه وتعالى حين قال (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وحين قال أيضاً (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم).
وأضاف قائلا، كما أن الناظر يعلم أن رياح التغيير لا تهب من فراغ وإن الإصلاح يبدأ من النفس (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ويعلم الناظر أن الهداية تأتي بعد المجاهدة (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله لمع المحسنين) .
وشدد د. المريخي على أهمية تمسك الأمة بعزها وحضارتها قائلا، إن أمة المسلمين مربوط عزها ونصرها وسعادتها وتمكينها وهيبتها بمدى ارتباطها بهذه الشريعة وهذا الدين، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما شرقنا وغربنا مبتعدين عنه شاردين منه فليس ثمة إلا الذلة والمهانة والضياع.. لافتا إلى حقيقة يهرب عنها من لم يشرح الله صدره لهذا الدين، ويقر بها من تفضل الله عليه بنعمة الهداية إلى صراطه المستقيم، منوها بأنه لا بد من المحاسبة على هذا المنهاج العظيم ويجب أن يتفقد المسلمون حالهم مع دينهم وعلاقتهم مع ربهم عز وجل.
أعظم عنوان
وتحدث فضيلته عن أهمية الصلاة وأنها أعظم عنوان للصلة بالله وأهم ركن بعد الشهادتين.. مضيفا بأنها ركن الدين ومعراج المتقين وفريضة الله على المسلمين حيث لأنه لا دين لمن لا صلاة له، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، من ترك الصلاة المكتوبة متعمداً من غير عذر برئت منه ذمة الله.
وقال خطيب جامع الإمام بأن أصحاب رسول الله كانوا لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفراً غير الصلاة، مستشهدا بقوله عليه الصلاة والسلام (ليس بين الرجل والكفر والشرك إلا الصلاة) رواه مسلم.
وأضاف بأن الله سبحانه وتعالى جعل الصلاة عنوان الإسلام فقال (أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى).
وعلق فضيلته على أهمية الصلاة قائلا إن الله تعالى شرع كل الفرائض وأنزلها على رسوله وهو في الأرض إلا الصلاة فإنه سبحانه أصعد إليها رسوله في المعراج إلى السماء السابعة فأكرمه حتى رضي، ثم فرض عليه الصلوات الخمس، لذا كانت أكثر الفرائض ذكراً في القرآن، بل كانت وصية رسول الله عند فراق الدنيا وهو يغالب سكرات الموت، تخرج روحه الشريفة وهو مشفق على أمته، يجود بنفسه وينادي (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم) رواه أحمد وهو حديث صحيح، وقبل موته ولقاء ربه بوقت قصير كانت الصلاة همه وهو مريض قد أقعده المرض وثقل عليه يسأل عائشة وحفصة (هل صلى الناس، مروا أبا بكر فليصل بالناس) رواه البخاري ومسلم.