قال فضيلة د. عيسى يحيى شريف: إن الله امتن على عباده بأن أحل لهم الطيبات وحرم عليهم الخبائث، وجعل لهم وسائل إدراك يعرفون بها الضار والنافع، مشيرا إلى أن شريعة الإسلام في مطلوباتها ومباحاتها جالبة للمنافع، محققة للمصالح، وهي في نواهيها وممنوعاتها دافعة للشرور، نافية للأضرار.
وأكد في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بمسجد علي بن أبي طالب بالوكرة أن شريعتنا مبنية على جلب المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد ودفعها وتقليلها؛ مضيفا أنه من أجل هذا فقد أباح الله سبحانه لعباده كل طيب، وحرم عليهم كل خبيث: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ) المائدة.
ونوه إلى أن من أخص أوصاف نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأظهر نعوته: (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) الأعراف.
وذكر أن جميع العلماء والفقهاء الشرعيين، وجميع الأطباء وعلماء الصحة والرياضيين، وجميع علماء النفس والاجتماعيين، يحذرون من آفة التدخين، سواء كان بالسيجارة أو ما يسمى بالنرجيلة أو الشيشة فكلها وباء ومرض، ونوه إلى أن الدخان كما أفتى كبار العلماء وثقات الفقهاء أنه محرم صنعه ومحرم بيعه وشراؤه وترويجه ومحرم أكل ثمنه ومحرم شربه.
مجموعة من السموم
وذلك لأن السيجارة ومواد التدخين مصنعة من مجموعة سموم التنباك والنيكوتين ومنقعات خطيرة ومضرة فأفتى الفقهاء بتحريمها لما فيها من الخطر والضرر.
واستشهد بقوله تبارك وتعالى (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) وقوله سبحانه (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) وكذلك ما جاء في الحديث الشريف حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا ضرر ولا ضرار).
وتعجب الخطيب من ضعف الناس في مواجهة التدخين قائلا: لا يعرف في تأريخ البشر أنهم ينهزمون كانهزامهم أمام السيجارة والتدخين، رغم العقول والمدارك والقوى والتفكيرات وحب الصحة وحب السلامة ومع ذلك يضعف وينهزم كثير من البشر أمام السيجارة !
أهم الفرص
وأوضح أن شهر رمضان أحد أهم الفرص لترك الدخان، وذلك لمن عزم النية وأكد الإرادة ووفر المقصد وصحح المسار، فشهر رمضان هو شهر القرآن الذي يتطلب نظافة الفم حال التلاوة وتعطير اليدين حال تناول القرآن والتغني به والخشوع والتدبر لمعانيه.
وقال إن شهر رمضان شهر الصيام الذي يستمر من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ما يعين على ترك تناول الدخان حفاظاً على صحة الصوم.
وذكر أنه شهر القيام لصلاة الليل التي تتطلب الطهارة والنظافة وحسن الإقبال بالقلب والجوارح حال سماع القرآن وحال الركوع والسجود والخشوع.
الإكثار من الدعاء
وذكر أن رمضان شهر الإكثار من الدعاء من مسلم لا يرضى أن يأكل حراماً أو يشرب حراماً بل يطيب مكسبه طمعاً في استجابة الدعاء فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً يرفع يديه إلى السماء ويدعو ويكرر يارب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له.
واستشهد الخطيب بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يَا أَيّهَا الرُّسُل كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَات وَاعْمَلُوا صَالِحًا إنَّه بما تعملونَ عَليمٌ) وقال تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربُه حرام وغذي بالحرام فأنَّى يستجاب له) رواه مسلم.
وأوضح د. عيسى أن معنى أنَّى يُستجاب له كلمة تعني الاستبعاد أي فيستبعد هذا النوع أن يستجاب له.
وكالات-