الوطن السعودية-
بكثير من الوعي والإحساس بالمسؤولية، دعا خطباء المنابر الحسينية في خطبهم بمناسبة عاشوراء لرجال الأمن تقديرا لدورهم البارز في الحفاظ على الأمن، مشددين على أهمية نشر ثقافة التسامح ونبذ الكراهية.
وواكبت رسائل الخطباء القضايا الوطنية، ودللت على تمتعهم باستشعار المسؤولية الاجتماعية، إذ ركزوا على كل ما يعزز مفهوم المواطنة لدى الشباب. وارتقى الخطباء إلى مستوى المسؤولية، واستثمروا الذكرى بتسليط الضوء على ما يتعرض له الوطن وشبابه من مخاطر، طارحين أفكارا تدعو إلى نبذ أسباب التفرقة والتشرذم.
بكثير من التمتع بالوعي، والإحساس التام بالمسؤولية، جاءت الرسائل التي وجهها خطباء المنابر الحسينية في ختام مراسم عاشوراء، مواكبة للقضايا الوطنية، مدللة على تمتع الخطباء باستشعار المسؤولية الاجتماعية تجاه السلم الأهلي، حيث ركزوا في رسائلهم على كل ما يعزز مفهوم المواطنة لدى الشباب، كما لم يغب عنهم توجيه الشكر لرجال الأمن على دورهم في الحفاظ على الأمن، مؤكدين في خطبهم أهمية نشر ثقافة التسامح ونبذ الكراهية.
وارتقى خطباء المنابر الحسينية إلى مستوى المسؤوليات الخطيرة والعظيمة المطلوبة منهم، إذ استثمروا الذكرى بمحاولة تسليط الضوء على ما يتعرض له الوطن وشبابه من مخاطر، طارحين أفكارا عميقة وجدية تدعو لنبذ كل أسباب ومبررات التفرقة والتشرذم.
ويحتلّ المنبر الحسيني في عصرنا الحاضر مساحة واسعة في الأوساط الشيعيّة في العالم حيث يعد صرحا يمكن من خلاله إيصال نهج آل البيت لكل العالم، وهو عبارة عن مدرسة تربوية توعوية.
ويقوم المنبر الحسيني على استثارة العاطفة واستنطاق الدمعة ليتسنى له الإرشاد والتوعية، ويتميز بطرح كثير من المواضيع المتنوعة، ويتصدى للفتن والمشكلات الكبيرة من خلال الإرشاد.
والمنبر الحسيني نوع من أنواع الخطابة الدينية يعرّج في نهايتها - وبأسلوب فنّي خاص - على ذكر فاجعة مؤلمة، من فجائع مقتل الإمام الحسين، أو أهل بيته، أو أصحابه يوم عاشوراء، أو ما جرى على عياله بعد مقتله. ويقترن هذا بأشعار مختارة من الرثاء سواء من الشعر العربي الفصيح أو من الشعبي العامي، كما يتميز بمقدمة، تُقرأ بصورة خاصة.
ويمكن أن يبدأ المنبر - الخطبة - في بعض الأحيان، بقصيدة يعرّج منها إلى ذكر إحدى الفواجع التي جرت للحسين، أو لمن كان معه، فيكون في مقدّمته ونهايته يتضمّن ذلك الشدّ العاطفي، يتخللها الموضوع الذي يطرقه خطيب المنبر الحسيني.
والمنبر الحسيني يتمتع بخصوصيّة ويتأثر بالأوضاع، بما يتلاءم مع مهمّاته التي تختزل الجوانب المُحزنة وذات التأثير العاطفي، بشكل بارز.
ويحتلّ المنبر الحسيني في عصرنا الحاضر مساحة واسعة، وتمتد مناسباته في أغلب أيام السنة، ليشمل نشاطات دينيّة واجتماعيّة مختلفة.
العوامي: 3 أسباب للإرهاب و3 آليات للمجابهة
وقال الخطيب فيصل العوامي "أهم جذور الإرهاب والعنف هي الجهل والفهم الخاطئ للدين، إضافة إلى استغلال الدين من أجل تحقيق المصالح الشخصية الخاصة"، مؤكّدا على ضرورة تضافر الجهود من قبل جميع الأطراف من أجل تجذير الثقافة السلمية والمنهج السلمي في المجتمع.
وعن الأسباب التي تقف خلف هذه الأمراض، اعتبر العوامي أن من "أمهات هذه الأسباب ثلاثة: الفهم الخاطئ للدين، ففي أحيان كثيرة يستند من يرتكب الأعمال الإرهابية إلى مبررات دينية فيستدل بآية قرآنية أو حديث شريف أو قول لأحد علماء الدين من أجل تبرير عمله الإجرامي، وغالبا ما يكون هؤلاء أصحاب مستوى علمي متدن وضعيف.
والسبب الثاني: تداخل المصالح الشخصية مع فهم الدين، ويمكن اعتبار هذا السبب أقرب إلى المؤامرة، حيث نجد جماعات سياسية عُرِفت عبر تاريخها بأنه لا علاقة لها بالدين تستغل الدين والنصوص والأفكار الدينية من أجل تحقيق بعض المآرب الشخصية الخاصة.
والسباب الثالث: الجهل.
أما بخصوص الموقف الذي ينبغي علينا اتخاذه تجاه هذه الموجة الإرهابية، فأشار العوامي إلى ثلاثة أمور وهي إشاعة ثقافة السلم والمنهج السلمي بضخ كمّ هائل من الثقافة السلمية في المجتمع، وآثار هذا العمل ربما تحتاج إلى مدة طويلة حتى يحصل التغيير، كما أننا بحاجة إلى تصحيح بعض المفاهيم الدينية وهنا لا بدّ أن تتحرّك كل الإرادات ذات التأثير ومن كل الأطراف والطوائف للقيام بهذا العمل، كما ينبغي الإصرار على اتباع المناهج السلمية، فلا نعطي لأنفسنا الحق في تجاوز هذه المناهج بأي حال من الأحوال، وما يصدّق ذلك تاريخ أهل البيت من رسول الله مرورا بأئمة أهل البيت الذين أصروا على الالتزام بالمنهج السلمي تحت أقسى الظروف.
أسباب الإرهاب
• الفهم الخاطئ للدين
• تداخل المصالح الشخصية مع فهم الدين
• الجهل
آليات المواجهة
• إشاعة ثقافة السلم
• تصحيح بعض المفاهيم الدينية
• الإصرار على اتباع المناهج السلمية
صالح: المنبر يحث على قبول الآخر واحترامه
قال الخطيب علي صالح "يتحرك المنبر الحسيني في أغلب مواقعه على مستوى العقل النظري في بيانه وخطابه وتوصياته، وعلى مستوى العقل العملي والتطبيق في تأثيره، وسأذكر بعض الأدوار التي يتحرك فيها، ومنها استقصاء الحاجة الملحة لهذا الدور في نشر السلام والمحبة وسبل التعايش والتقارب في هذا الوقت حيث تحوم المخاطر دفعها الله تعالى تريد أن تخترق اللحمة الوطنية وتهدد الآمنين، ليأتي المنبر ليحث على قبول الآخر واحترامه من خلال قبول الإمام الحسين للحر بن يزيد الرياحي الذي جعجع بهم في الطريق فقبل توبته.
والتطور الملموس في الإعداد لموسم عاشوراء على الصعيد الجمعي حيث يتواصل الخطباء لتسجيل ما يطرح في تعزيز هذه الغاية، وحتما سيثمر هذا التحاور والتلاقح في اهتمامهم والحث من قبل العلماء للمبلغين، والاهتمام باختيار النصوص المناسبة، وطرح النماذج الحية من خلال الواقعة بما يؤدي لنشر روح المحبة والسلام، وكذا التأكيد المباشر على التعامل الإسلامي الراقي،
واشتهرت كثيرا مقولة بعض مراجع الشيعة: "لا تقولوا عن أبناء السنة والجماعة إخواننا، بل قولوا أنفسنا".
والحث من خلال المنبر على التعاون مع كل من يعمل لحفظ وتعزيز السلام والمحبة، والإشادة بالجهود الأمنية، وأذكر أنني تحدثت مع رجال الأمن بعد صلاة الجمعة بأن لكم أجرا وثوابا من الله تعالى. ما أجمل أن نجد رواد المنبر وممثليه والمنبر الإعلامي يدا بيد للمساهمة الفاعلة في تحقيق السلام في كل شبر في هذا الوطن العزيز، "وأشعر قلبك الرحمة للرعية واللطف بهم والمحبة لهم فإنهم صنفان، إما أخوك في الدين، أو نظيرك في الخلق"، بهذه الكلمة التي انطلق بها الحسين من منطق أبيه ليواصل المنبر الحسيني ذلك الامتداد المشرق.
البلادي: عاشوراء تميز هذا العام بالوعي المتدفق لخطورة المرحلة
ذكر الخطيب أكرم البلادي أن إحياء ذكر الإمام الحسين هو إحياء للمبادئ الإسلامية التي قام الإمام من أجلها، وهي نفس المبادئ التي جاء بها الرسول الأكرم لهداية هذه الأمة، ومن أهمها مكارم الأخلاق وقيم المحبة والمودة والتعايش السلمي، وهذا هو الطابع الذي رُسم لموسم عاشوراء هذه السنة، فكانت المجالس الحسينية كعادتها السنوية مليئة بالدروس الإسلامية في القرآن والتفسير والحديث والتاريخ والفقه.
وما ميز هذه السنة هو الوعي المتدفق بخطورة المرحلة الحالية والتحلي بروح المسؤولية تجاه حفظ أمن الوطن وتجاه حفظ قيم التعايش مع الشركاء في الوطن، فلهذه الأرض التي نعيش عليها حق علينا جميعا، وخصوصا إذا كانت تضم أطهر بقاع الأرض، ولإخوتنا وشركائنا في الوطن حق علينا، فيجب أن نحفظ عهد الأخوة الإيمانية، ونكون يدا واحدة ضد أعداء الإسلام.
وعاش الموسم العاشورائي هذه السنة تحديات كبيرة، ولولا لطف الله وعنايته ومن ثم حرص رجالات الأمن في رعاية الأمن لفتكت الفئة الضالة بمزيد من الضحايا الأبرياء، لكن هذه الفئة الضالة لن تستطيع أن تنال منا ومن وطننا الغالي، لأننا متحدون سنة وشيعة، وشعبا وقيادة، ضد هذه الفئة الضالة.
ورسالة المحبة والود والسلام والتعايش السلمي هي رسالة المنابر الحسينية، وقد تجلت رسالة الحب الإلهي في كربلاء بأجلى صورها وجسدها الخطباء من خلال المنابر.
البوشاجع: شكرا رجال الأمن وقبلة لكل واحد منكم
أشار الخطيب أحمد حجي البوشاجع إلى سعى المنبر إلى إيقاظ "الإنسان" في الإنسان، لأنه قد يملك الإنسان كل شيء، الأرض والسواعد القوية والأمن، لكنه قد يفقد ذاته، وينسى نفسه، وهنا يحتاج من يعيده إلى ذاته.
وقال "المنبر يحاول إيقاظ الإنسان واكتشافه من جديد، ويتحرك المنبر بهذا الاتجاه، لاستثارة الإنسان لأنه محور الحضارة الإنسانية، العقل هو محور الإنسان، إذا فالإنسان هو محور العناصر الصانعة، والعقل هو محور الإنسان يعني جميع العناصر في المشروع تتجه إلى عقل الإنسان، وهذه العناصر أعني فيها القرآن ومدرسة رسول الله والوحي والبرامج ومدرسة أهل البيت تتجه إلى العقل من أجل إيجاد الفكرة الجديدة، والفكرة العالية، وتعديل النقص الموجود فيه، وتقويم الانحراف وسد النقص وتقويم العجز وزيادة منسوب المعرفة.
واتجاه المنبر بهذا الاتجاه فيه نوع من الذكاء، أولا هذه محاولة لعقلنة المنبر، وأيضا مقاومة للاتجاهات المناهضة للعقل، لأنه عبر التاريخ ظهرت تيارات تحاول إسقاط العقل وزعمت أن العقل لا يستطيع التمييز بين الحسن والقبيح، واعتمدت على النقل، وظهرت محاكم في القرون الوسطى بأوروبا تسمى محاكم التفتيش تسعى للبحث عن أي معتقد في رؤوس الناس يخالف الكنيسة أو قانون الدولة القائمة، وبالفعل عشرات الآلاف من العقلاء وأصحاب النظريات قتلوا مثلا جاليلو حينما قال، إن الشمس هي مركز منظومتنا كفروه، وقُدم للمحاكمة الجائرة، وطلبوا منه الرجوع وإلا الموت.
إذا نحن في المنبر نحاول أن نركب على الخط مع الأنبياء ونمشي بالمشروع إلى عقل الإنسان ونحاول أن نحدث الوعي الجيد الذي فيه المهارة العالية، ونحاول أن نلامس فكر الإنسان من خلال الكلمة العالية.ومن جانب آخر، نحاول أن نفتح نافذة على صدر الإنسان، ونستثير القيم الإسلامية الرائعة لأن هذا أصل المشروع القيم، الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم عمل تغييرا في قيم الناس، فهذا الذي يعد القتل بطولة وقطع الطريق... ألخ شجاعة، حوّل النبي السياق إلى مكان آخر، وجه إلى العلم وإلى العمل، هذا هو التحول القيمي، ونحن نؤكد على هذا المشروع نحاول أن نزرع المعرفة كقيمة والأمن قيمة والسلام قيمة والصفح قيمة ومواساة المتألمين قيمة.
ونجاح المنبر هو نجاح للمشروع ونجاح للعقل ومن الصالح العالم أن ننجح بالمنير لأنه نجاح للعقل وللقيم وللفكرة وللسلام وللوعي وللأمن.
شكرا للعملية الأمنية بأكملها وتستحق قبلة لأنها أسهمت بشكل كبير في إنجاح المشروع والمحافظة على المتعلقات بالمنبر، شكرا رجال الأمن على الجهد، ومسجل عند الله وفي ذاكرتنا وقبلة كذلك لكل فرد، وشكرا للمساهمين والباذلين.