عكاظ السعودية-
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب، أن من أعظم الغدر قتل المصلين وترويع الآمنين وتفجير المساجد، لقوله عز وجل (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
وأشار في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس، إلى أن الخيانة والغدر من خصال النفاق والفجور، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها.
وأوصى آل طالب، المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال «إن الوفاء صفة جميلة وخلق كريم، يجمل بكل أحد أن يتحلى به، فهو الإخلاص الذي لا غدر فيه ولا خيانة، وهو البذل والعطاء بلاحدود، الجمال أن نعيش هذه السجية بكل جوارحنا، وبكل ما نملك من صدق لا زيف فيه ولا نفاق، والصداقات التي يرعاها الوفاء هي الصداقة الحقة، تذكر للود، ومحافظة على العهد».
وزاد «إن التقوى والوفاء والصدق والكرم والمروءة صفات متلازمة تزيد نور الوجه وترفع الذكر وتعظم الأجر وتسعد القلب، والوفاء الحق لا يأتي إلا من قلب طاهر، تدفعه النية الطيبة، وهو صفة من صفات الله تعالى وهو صفة الأنبياء. (وإبراهيم الذي وفى)، (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الْوعد وكان رسولا نبيا). كما أنه من سمات الإيمان ، لقوله تعالى: (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) وهو من صفات المتقين، ومن أعظم أسباب تحصيل التقوى، وأعظم الوفاء هو الوفاء بحق الله تعالى (وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون)، (وبعهد الله أوفوا).
وأضاف: في الحياة الأسرية يجب أن يكون الوفاء حاضرا في كل الأحوال، فأكبر عهد بين إنسانين هو ميثاق الزواج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج) رواه البخاري. والله تعالى يقول: (وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا).