الراية القطرية-
حث الشيخ أحمد محمد البوعينين، خطيب جامع صهيب الرومي بالوكرة، على تعلم اللغة العربية كونها لغة القرآن والسنة المطهرة وكونها جزءا من ديننا فلا يصح قراءة القرآن وأداء الصلاة من دونها. وأكد أن الاهتمام باللغة العربية اعتزاز بلغة القرآن الكريم
وذكر في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس أن اللغة العربية هي الركن الأول في عملية التفكير ووعاء المعرفة، وهي الوسيلة الأولى للتواصل والتفاهم والتخاطب، وبث مشاعر الإحساس، و هي اللغة التي اختارها الله لكتابه الكريم، ورسالته الخاتمه، في الدنيا، وهي لغة أهل الجنة في الآخرة.
ودعا للاهتمام بالنحو لأنه كالملح في الطعام لا يستغني عنه دارس اللغة العربية، موضحا أن الاهتمام بالعربية ليس لأنها قضية تعليمية بحسب، ولكن لأنها قضية عقلانية ورساله سامية نعتز بها.
ونصح الشيخ أحمد البوعينين جموع الآباء والأمهات بالاستفادة من عطلة الربيع، التي بدأت وتستمر أسبوعين، داعيا لتنظيم برامج للاستفادة من هذه الإجازة ...
محطة للاسترخاء
وقال للطلبة إن الإجازة هي محطة للاسترخاء، ودعاهم للاستفادة منها باستغلال الوقت والتعلم والقراءة والسفر وما يفيدهم في التعلم ..
وعلق على نتائج الشهادات مهنئا الذين نجحوا ومتمنيا التوفيق في بقية العام لمن لم يحالفه النجاح.
أهمية العلم
وتحدث الشيخ البوعينين في خطبة الأمس عن أهمية العلم في حياتنا، تاليا قول الله عز وجل : " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" وهذا دليل على أهمية العلم.
وشدد على أن العلم هو نور وهداية والجهل ظلمه وضلاله والعمل مع الإيمان رفعه في الدنيا، مستشهدا بقوله تعالى " يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" .
وحث على طلب العلم لأنه ميراث الأنبياء، وروى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ فَقَدْ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ" .
العلم أفضل
وذكر أن الإنسان يفتخر إذا مَنَ الله عليه بعلم أن يكون وارثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وموضحا أن العلم أفضل من المال، وأعظم أجرا وأدوم فائدة، مبينا أن المال لا بد أن يفنى، وقال: لو قدرنا أن رجلاً أوقف عمائر لينتفع بها الفقراء فإن هذه العمائر سوف تفنى عن قريب أو بعيد، ولكن العلم سوف يبقى ما دام الناس ينتفعون به.
وضرب مثلا بالصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، الرجل الذي كان فقيراً في أول إسلامه، وترك للأمه آلاف الأحاديث التي رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "إذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ" .
وأشار إلى أن العلماء الربانيون لم تزل آثارهم باقية، ضاربا المثل بالإمام البخاري والعلماء القدامى، الذين تركوا لنا ميراثا علميا يُخلد ذكراهم ماذا تركوا وهم في بطون الأرض وعلمهم مازال يتلى إلى قيام الساعة.
وأوضح خطيب جامع صهيب الرومي أن الدعوة إلى الله لا تتم إلا بالعلم، مستدلا بقول الله تعالى "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ" ومبينا أن العلم يؤدي إلى دخول الجنة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ" .
ووجه البوعينين وصية للمتعلمين، دعاهم فيها للإخلاص، وقال يجب على من تعلم العلم أن لا يكون تعلمه للسمعة والرياء، و يجب أن يكون خالصاً لوجه الله، عملا بقوله عليه الصلاة والسلام " إن أول الناس يُقضى يوم القيامة وذكر منهم رَجُل تَعلَّم الْعِلّمَ وعَلَّمَهُ، وقَرَأ الْقُرْآنَ، فَأتِىَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمهُ فَعَرَفَهَا. قالَ : فمَا عمِلْتَ فِيهَا ؟ قالَ : تَعلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأتُ فِيكَ الْقُرآنَ، قَالَ : كَذَبْتَ، ولكِنَّك تَعَلَّمْت الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وقَرَأتُ الْقرآن لِيقالَ : هو قارئ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أمِرَ، فَسُحِبَ عَلى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ في النَّارِ، وَرَجُلٌ وسَّعَ اللَّه عَلَيْهِ، وَأعْطَاه مِنْ أصنَافِ المَال، فَأُتِى بِهِ فَعرَّفَهُ نعمَهُ، فَعَرَفَهَا . قال : فَمَا عَمِلْت فيها ؟ قال : ما تركتُ مِن سَبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيهَا إلاَّ أنْفَقْتُ فيها لَك . قَالَ : كَذَبْتَ، ولكِنَّكَ فَعَلْتَ ليُقَالَ : هو جَوَادٌ فَقَدْ قيلَ، ثُمَّ أمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وجْهِهِ ثُمَّ ألْقِىَ في النار" .
وذكر البوعينين أن من أعظم ثمار العلم، العملُ به، حيث يقول لقمان لابنه "يا بُنَيَّ، جَالِسِ الْعُلَمَاءَ، وَزَاحِمْهُمْ بِرُكْبَتَيْكَ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْقُلُوبَ وَيُنَوِّرُ الْحِكْمَةَ، كَمَا تَحْيَا الأَرْضُ الميته بِوَابِلِ السماء" .