المدينة السعودية-
اعتبر مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله حماية المجرمين والمفسدين والتستر عليهم والدفاع عنهم والجدال فيهم خيانة للأمة في دينها ودنياها.
وأكد في خطبة الجمعة يوم أمس التي ألقاها في جامع الأمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أن الإسلام أمر بالتعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الإثم والعدوان. فالتعاون بين المسلمين في قضاء حوائجهم أمر محمود. مبينا أن لهذا التعاون فضائل عظيمة منها: أنه سبب للاجتماع وتآلف القلوب ونبذ الفرقة، وبه تتحقق المصالح الدينية والدنيوية. وسبب للوصول للمطلوب بلا تعب ولا مشقة. وكذلك سبب في قوة المسلمين ضد أعدائهم فتصبح قوة تُهاب. بالإضافة إلى نصر الظالم بردعه عن الظلم ويُحذر من عواقبه السيئة ونتائجه الخطيرة التي تعود عليه بالسوء، فتنصر المظلوم بإعانته على استرجاع حقه وأخذ مظلمته التي ظُلم بها.
وقال هناك من أبناء المسلمين من يسعى إلى تعطيل شرع الله من خلال التعاون مع أعداء الأمة من خلال وسائل الإعلام السيئة التي تنشر الأباطيل ضد الإسلام بالقدح فيه وفي معتقداته وفي علمائه. لافتا إلى أن من التعاون على الإثم والعدوان أكل أموال الناس بالباطل لأي سبب كان سواء كان بالتلاعب بالأسهم أو بالسلع التجارية والاتفاق على احتكار السلع ورفع أسعارها أو أكل الأموال العامة ومشروعات الدولة بالتحايل عليها والإخلال بمواصفاتها بغير وجه شرعي وأخذ الرشوة وأكل المخدرات والمسكرات، فأموالها خبيثة ومكسبها خبيث.
وأشار المفتي إلى أن من التعاون على البر والتقوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو سياج منيع يُنقذ صاحبه من المزالق والمهالك، فالأمر بالمعروف دعوة لكل خير والنهي عن المنكر تحذير من كل شر، فلابد من تعاون المجتمع؛ لأن ترك الناس على المنكرات يوشك أن تحل بهم عقوبة الله سبحانه وتعالى من حيث لا يشعرون. ومن التعاون على البر الاهتمام بمساجد الله وتذكير الناس ونصيحتهم وتحذيرهم، فالدعوة إلى الله سبيل المرسلين، فلابد من الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة للجنسيات التي تعيش في هذا البلد المعطاء وتعليمهم الدين الصحيح وتصحيح كثير من المفاهيم الإسلامية الخاطئة لديهم. وكذلك التعاون على تعليم كتاب الله من خلال دعم الحلقات والتشجيع على الالتحاق بها؛ لأنه من الأعمال الصالحة. بالإضافة إلى التعاون على مساعدة المحتاج وقضاء دين المدينين.