بوصلة سعودي- الخليج الجديد-
قال موقع «بوصلة سعودي» البحثي إن أول لوبي (جماعة ضغط) سعودي في الولايات المتحدة سينطلق في 16 مارس/آذار المقبل، ملمحا إلى أن هذا اللوبي يعتبر أحد أدوات السياسة السعودية في الوقت الراهن رغم أن مؤسسة يدعى أنه «اجتهاد فردي» منه.
وفي تحليل نشره، عدد الموقع الأسباب التي تدعو السعودية إلى إطلاق هذا اللوبي المسمى «لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية» (سابراك)، ذاكرا في مقدمتها رغبة القيادة السياسية في المملكة في ترميم علاقاتها مع الولايات المتحدة.
وقال إن السلوك السياسي الذي انتهجته المملكة في الآونة الأخيرة ولجوئها إلى «سياسة المحاور» يفسر دوافع إنشاء هذا اللوبي، مع أن مؤسسه المحلل السياسي السعودي «سلمان الأنصاري» يدعي أنه «مشروع مواطن وليس مشروع دولة».
وأضاف: «مؤشرات تحول السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وتغير أشخاص ذوي أهمية بالنسبة للعلاقات بين البلدين كـ (بندر بن سلطان، تركي الفيصل)، وغيرها، أسباب مهمة للمحاولات المتفرقة لترميم العلاقة بين البلدين».
ولفت الموقع في تحليله إلى أن السعودية تنفق أكثر من نصف مليون دولار شهرياً على العلاقات العامة؛ حيث تدفع هذا المبلغ إلى شركات من بينها «بوديستا»، و«هوجان»، و«بيلسبري ينثروب»، مشيرا إلى أن شركة «Qorvis»، على سبيل المثال، تلقت من السعودية 14,7 مليون دولار بين شهري مارس/آذار وسبتمبر/أيلول 2002 لمجابهة الخطب والمقالات المعادية للملكة.
كما دفع «مركز الدراسات والشؤون الإعلامية» بالديوان الملكي السعودي 200 ألف دولار لتوفير خدمات العلاقات العامة خلال شهر واحد، وتقوم شركة «أرامكو السعودية»، المنتج الرئيسي للنفط في المملكة، أيضاً، بتمويل عدد من المؤسسات السياسية المؤثرة مثل معهد البترول الأمريكي.
وأفاد موقع «بوصلة سعودي» بأن هناك مجالات متعددة يمكن أن تؤدي «سابراك» دورا إيجابيا فيها؛ فهناك استثمارات سعودية ضخمة في الولايات المتحدة، وهناك أيضا 70 ألف مبعث سعودي.
وفي هذا الصدد، ذكر التحليل أنه لا توجد كتلة مؤثرة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية من الأمريكان ذوي الأصول السعودية كما لدى اللوبي الإيراني (ناياك) و«الإسرائيلي» (ايباك) مثلاً، كما أنَّ التأييد الشعبي في الولايات المتحدة لا يميل لكفة السعودية؛ ففي دراسة أجرتها مؤسسة «غالوب» لاستطلاعات الرأي ينظر 72% من الأمريكان إلى «إسرائيل» بشكل إيجابي مقابل 35% ينظرون للسعودية بشكل إيجابي .
وفي وقت سابق، أوضح «سلمان الأنصاري» في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية أنه بدأ العمل على تأسيس «سابراك» منذ مطلع العام الماضي، لافتا إلى أنها تهدف إلى الوصول إلى المواطن الأمريكي وتثقيفه حول كافة القضايا الخاصة بشأن العلاقات السعوديّة الأمريكيّة والشؤون العربية.
يشار إلى أن جماعات الضغط (اللوبي) تعرف بأنها بأنها جماعات تسعى للتأثير على القرارات التي يتخذها الموظفون في حكومة ما سواءً كانوا مشرّعين أو هيئات تنظيمية أو غيرها.