فهد بن جليد- الجزيرة السعودية-
الجريمة النكراء التي ارتكبها (قطعان ضالون) من مُعتنقي الفكر الداعشي البغيض في حق الشهيد وكيل الرقيب بدر الرشيدي، تؤكّد من جديد ضرورة (تفاعل المجتمع) في كشف من تأثروا من (أبنائنا) باللوثة الداعشية، والإبلاغ عن من يحمل مثل هذه الأفكار الضالة، لأن هذا من أهم أدوارنا في المواجهة؟
هؤلاء قتلوا الشهيد فقط لأنه يعمل في قوات الطوارئ الخاصة بالقصيم، والأكثر إيلاماً أنهم اختاروه لأنه (قريبهم)، وكأنهم يتعبدون بذلك عند قادتهم المارقين، ويقدّمونه (قرباناً لهم) بعد أن زاغت عقولهم، وعميت أبصارهم، وصُمَّت آذانهم، وخالفوا نهج محمد صلى الله عليه وسلم، والفطرة الإنسانية السَّوية، بل تجرّدوا من الأخلاق العربية الأصيلة، والمروءة والرجولة، وصلة الرحم، وكل شيء جميل في هذه الدنيا.. مما يؤكّد أن هذا الفكر الضال يجعل المُنتسبين إليه يفقدون القدرة على التركيز، والتفكير السوي، ويسيرون كالأنعام، بل هم (أضل سبيلا)!
لم تكن هذه هي الحادثة الأولى (لدعشنة الأقارب) مما يتطلب منا (كمجتمع) التحرّك بشكل أسرع لكشف من ينتمون لهذا الفكر الضال، الهمجي، الحيواني من (حولنا)، والتأكد بأنّ المصلحة الأسرية والوطنية تتمثّل في الإبلاغ عن من يحمل مثل هذا الفكر، أو يتأثر به، أو يتعاطف معه، أولاً لحماية أفراد الأسرة من خطر هذا القريب، وثانياً لحماية المجتمع والوطن من شرور ومُخططات أعدائه، وثالثاً حماية من (لم تتلطخ يداه بالدم) من هؤلاء المُتأثرين، ليجدوا الرعاية والحوار والمُناصحة لإزالة الغشاوة من على أبصارهم!
التأثر بالفكر الداعشي يتم عادة من خلال (جرعات إلكترونية) يتلقاها المُستهدف، ليتم تغيير فكره، وتحويله إلى عاجز مسلوب الإرادة، ومريض نفسي يمتثل لأوامر هذه العصابات وينفذها، مما يمنح بالتأكيد (المُحيطين به) القدرة والوقت اللازم لملاحظة أي مُتغيرات(نفسية أو اجتماعية أو فسيولوجية)، ومن ثم التحرك في الوقت المناسب؟!
التردد وعدم الإبلاغ الفوري، هو (جريمة أخرى) في حق الوطن والمجتمع والأقارب، تستحق العقوبة؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.