تركي الدخيل- عكاظ السعودية-
تحت عنوان زوج يغطي زوجته بشماغه في مطعم، انتشر حديث ونقاش وجدل بين السعوديين، وغيرهم، فقد أصبحت القضايا السعودية كلأ مباحاً للجميع، وهذا في حد ذاته ليس عيبا، كما أنه ليس ميزة بالطبيعة.
الصورة لرجل يجلس في مطعم قبالة زوجته في طاولة محكمة العزل، بزجاج مثلج، لا يمكن رؤية تفاصيل ما خلفه، لكنه نزع شماغه، ووضعه على الجهة التي تجلس فيها زوجته، كي لا يبين شيء من أثرها، وإلا فرؤيتها بوضوح متعثرة بالضرورة، بالنظر لكون الزجاج ليس شفافا.
والحقيقة أن من حق الزوج أن يفعل ما يراه هو وزوجته مناسبا، طالما لم يخرق قانونا، أو يهتك نظاما، أو يؤذ جارا، أو يتعد على حرية أحد، أو حق أحد.
وبالرغم من أن كثيرين اعتبروا تصرف الرجل خاطئا، فإني أرى أن أبسط حقوقه أن يختار ما يراه مناسبا.
لكن نقاش هذه القصة بهذه الكثافة، حتى أصبحت ترندا من أكثر الموضوعات نقاشا في تويتر، يدل على حجم انغماسنا بالصغائر، وانصرافنا عن الكبار العظائم!
الحفاظ على حقوق الناس في الاختيار، طالما لم يهتكوا سترا، أو يكسروا نظاما أو قانونا، هو واجب من واجبات المجتمع. وللرجل وزوجته كامل الحق في أن يغطيها بشماغه.
وإذا كانت المجتمعات الغربية، ذات التأسيس المسيحي، تقبل من مسلمات أن ينتقبن ويتحجبن، فلم نستغرب أن يغطي رجل زوجته بشماغه، خصوصا أن زوجته لم تشتك لأحد ممن تناقشوا في الهاشتاق!