دول » السعودية

كيف تستعد السعودية لاستقبال ضيوف الرحمن هذا العام؟

في 2025/04/15

متابعات

مع اقتراب موسم الحج لهذا العام 1446هـ أعلنت السلطات السعودية عن سلسلة من الإجراءات الأمنية والتنظيمية المشددة بهدف منع تكرار المخالفات التي شهدها موسم الحج العام الماضي والتي أدت إلى أكثر من 1300 حالة وفاة معظمهم من الحجاج غير النظاميين.

وتعمل السعودية كل عام بتقديم أفضل الخدمات والسهر على راحة وأمن وسلامة ضيوف الرحمن، وفي سبيل ذلك تحرص على تطبيق أفضل القوانيين الناظمة لذلك.

ويحل موسم الحج هذا العام في الأسبوع الأول من يونيو، حيث من المتوقع أن تستضيف المملكة نحو مليوني حاج.

إجراءات مشددة

وبدأت المملكة بتطبيق سلسلة إجراءات مشددة استعداداً لموسم الحج، شملت تحديد نهاية أبريل الجاري موعداً نهائياً لمغادرة المعتمرين البلاد، وذلك قبل أقل من شهرين على انطلاق موسم الحج.

وبحسب ما ذكرت وزارة الحج والعمرة السعودية، الثلاثاء (9 أبريل)، فإن الأحد 13 أبريل كان آخر موعد لدخول المعتمرين إلى المملكة في إطار الاستعداد لموسم الحج، و29 أبريل 2025 موعداً نهائياً لمغادرة المعتمرين.

وأكّدت الوزارة أن البقاء بعد هذا التاريخ يُعد مخالفة تعرض أصحابها للعقوبات النظامية، محذّرة من أن عدم الإبلاغ عن تأخر المعتمرين من قبل الشركات قد يترتب عليه فرض غرامات مالية تصل إلى 100 ألف ريال (26,6 ألف دولار)، إضافة إلى اتخاذ إجراءات نظامية بحق المتسببين.

وشكّل مخالفو نظم الإقامة في السعودية غالبية الحجاج غير النظاميين العام الماضي، حسب مسؤولين سعوديين قدروا عددهم آنذاك بأكثر من 400 ألف شخص.

والسبت (12 أبريل)، أعلنت وزارة الداخلية السعودية توقيف نحو 13 ألفاً من مخالفي نظم الإقامة في أرجاء البلاد خلال أسبوع واحد.

وعلى الصعيد الطبي حدّثت وزارة الصحة السعودية الاشتراطات الصحية لموسم الحج لهذا العام حرصاً على ضمان صحة وسلامة ضيوف الرحمن تضمنت الاستطاعة الصحية، إضافةً إلى التحصينات اللازمة، والإجراءات الوقائية، والإرشادات الصحية العامة للقادمين إلى المملكة لأداء فريضة الحج أو للعمل الموسمي في مناطق الحج.

باقات نسك

وبالتزامن مع ذلك تعمل في المملكة على مكافحة حملات الحج الوهمية، وأطلقت سلسلة باقات عبر منصة "نسك" تتيح للحجاج خيارات إقامة متنوعة تناسب احتياجاتهم.

كما تعد "نسك حج" المنصة الشاملة تحت إدارة وزارة الحج والعمرة، إذ تقدم لحجاج أكثر من 50 دولة باقات تُسهِّل لهم الاختيار من حيث جودة الخدمة والأسعار، طبقاً لموقع "نسك الحج" وتشمل الباقات:

1. الباقة الأساسية مع الانتقال:

إقامة ممتدة تصل إلى 14 يوماً.

سكن في فنادق من فئة 3 أو 4 نجوم.

مناسبة للحجاج الباحثين عن أسعار اقتصادية وخدمات أساسية.

2. الباقة المتميزة:

راحة وسهولة في التنقل.

إقامة في فنادق من فئة 3 أو 4 نجوم.

توفر مدة سكن 10 أيام.

3. الباقة الشاملة تشمل جميع الخدمات الأساسية وهي:

إصدار التأشيرة.

الرحلات الجوية.

السكن في مكة والمدينة.

الإعاشة.

النقل بين المدن.

خدمات المشاعر.

الإرشاد.

تضمن تجربة مريحة وسلسة للحجاج.

4. باقة الرفاهية مع الانتقال:

توفر خدمات عالية الجودة.

سهولة في الوصول إلى مناطق الحج الرئيسة.

سكن في فنادق 5 نجوم لمدة 14 يوماً.

تستهدف الحجاج الباحثين عن أعلى درجات الراحة.

5. الباقة الأساسية:

تجربة حج متكاملة بأسعار مناسبة.

سكن لمدة 14 يوماً في فنادق 3 نجوم.

تشتمل على الخدمات الأساسية لتيسير أداء المناسك.

6. باقة الرفاهية (بدون انتقال):

إقامة في فندق 5 نجوم لمدة 10 أيام.

تركّز على توفير أعلى درجات الراحة والرفاهية.

تلبي احتياجات الحجاج على جميع المستويات.

مخاطر حج المخالفين

ومنذ عام 2017 اجتهدت السعودية في تقديم خدمات غير مسبوقة للحجاج، من خلال عمل توسعات وتطوير البنى التحتية واستغلال أحدث التقنيات بلغت موسم حج هذا العام ذروتها، والتي كانت وراء انتهاء وقوع وفيات من جراء التدافع مثلما كان الحال عليه في المواسم السابقة.

لكن خلال العام الماضي، ولأول مرة منذ سنوات، سجل موسم الحج وفاة أكثر من 1300 شخص، لأسباب مرتبطة بالطقس شديد الحرارة، بعد سنوات من نجاح السعودية في تنظيم مواسم حج مثالية، وهنا تبرز خطورة "الحج بدون تصريح" على تنظيم المناسك من جهة وعلى أم الحجاج من جهة أخرى وأبرزها:

يؤدي دخول أعداد غير نظامية من الحجاج إلى تكدس كبير في المشاعر المقدسة، خصوصاً في عرفات ومنى ومزدلفة.

الازدحام يعرقل حركة الحجاج النظاميين ويزيد من مخاطر التدافع والدهس.

الحجاج المخالفون لا يكونون ضمن الخطط الصحية والغذائية المعتمدة، مما يؤدي إلى نقص في الرعاية الطبية والخدمات اللوجستية.

الحجاج النظاميون مسجلون رسمياً ويتم تتبعهم إلكترونياً عبر أساور ذكية أو تطبيقات، بينما يصعب تحديد هوية وموقع المخالفين عند وقوع أي طارئ.

الحجاج المخالفون لا يخضعون للفحوصات الطبية والتطعيمات التي تفرضها المملكة على الحجاج الرسميين، ما يزيد من خطر انتقال الأمراض المعدية.

العديد من المخالفين يتعرضون للاحتيال من شركات وهمية تقدم وعود كاذبة بالحج دون تصريح مقابل مبالغ مالية.

يؤدي وجود المخالفين إلى إرباك الجهود الأمنية والتنظيمية ويعرقل الخدمات المخصصة للحجاج النظاميين، كما يسيء إلى سمعة الحج ويؤثر على انسيابيته كأكبر تجمع بشري في العالم ينظم بدقة.