دول » السعودية

شهادة طلال بن عبد العزيز آل سعود على الدولة السعودية الثالثة

في 2015/05/28

بسم الله الرحمن الرحيم

آل سلول .. {وشهد شاهد من أهلها}
شهادة طلال بن عبد العزيز آل سعود على الدولة السعودية الثالثة

مقدمة
ظلت دولة آل سلول – لسنين طويلة - تتمسح بالدين وتستغل السدنة والكهان لتلميع صورتها وتغطية كفرها وردتها، وقد أجاد هؤلاء السدنة الدور المناط بهم في تلميع الدولة السلولية، حتى صارت في أعين كثير من اتباعهم هي؛ دولة الخلافة الموعودة!!
إلا ان آل سلول في السنوات الأخيرة – وبعد بداية الحملة الصليبية الأمريكية على العالم الإسلامي – اصبحوا لا يعيرون بالاً لستر عوراتهم وتجميل صورتهم القبيحة. بل أكثر من ذلك؛ صاروا يعترفون ويفتخرون بعمالتهم للصليبين واليهود!
وهذه الشهادة التي بين يدي القارئ الكريم واحدة من تلك الاعترافات:
حيث تكلم المدعو طلال بن عبد العزيز آل سعود [ ] عن الكثير من كفريات وعمالة الدولة السلولية ومؤسسها "عبد الإنجليز آل سلول" [ ]، وهو وإن كان لم يأت بجديد، إلا ان أهمية هذه الشهادة تأتي؛ من باب إقامة الحجة على المغفلين، الذين لا يصدقون إلا ما يصدر عن الدولة السلولية ووسائل إعلامها، فجاءت هذه الشهادة من نفس آل سلول، وممن شهد الأيام الأولى لقيام دولتهم، وظل أحد رؤوسها حتى وفاة المؤسس – عبد الإنجليز آل سلول – وإلى ما بعد ذلك، لتقطع كل حججهم، وتدمر كل دفاعاتهم.
والشهادة التي بين يدي القارئ الكريم؛ هي عبارة عن مختارات من تسع حلقات من برنامج قناة الجزير الأسبوعي؛ "شاهد على العصر" [ ]، وقد بثت القناة هذه الحلقات تحت عنوان "تاريخ الدولة السعودية كما يراه الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود"، بتاريخ (07/10/2000م)، و (14/10/2000م)، و (21/10/2000)، و (28/10/2000م)، و (04/11/2000م)، و (11/11/2000م)، و (18/11/2000م)، و (25/11/2000م)، و (02/12/2000م) [ ].
وحتى لا نطيل على القارئ الكريم، نتركه مع هذه الشهادات...

عبد العزيز آل سعود: الموظف البريطاني
سأل أحمدُ منصور [ ]؛ طلالَ بن عبد العزيز السؤال التالي: (... أود أن أعود إلى فترة التأسيس، والعلاقة ما بين الملك عبد العزيز وما بين البريطانيين، هناك شبهات مثارة حول هذه العلاقة، وأن الملك عبد العزيز رحمه الله كان مهادنا للبريطانيين، بل كان يتقاضى منهم راتباً شهرياً مقداره خمسة آلاف جنيه إسترليني، ما هي رؤيتك لتلك المرحلة، وتفسيرك لهذه العلاقة؟).
فاجاب طلال بن عبد العزيز: (والله.. أنتم سميتوها مرحلة وهذا صحيح، لكل مرحلة لها ظروفها واعتباراتها الخاصة... في ذلك الوقت كانت المملكة العربية السعودية محاطة بالإنجليز من كل الجهات، من مصر مروراً بالعراق، بالكويت، بالبحرين، بالساحل المتصالح بعمان، بعدن، ومن ناحية البحر بالسودان، فكان محاطاً بالإنجليز، وهي كانت القوة المهيمنة قبل الحرب العالمية الثانية والقوة الأولى، وبعدها تأتي فرنسا وأمريكا كانت يعني في عزلة من أمرها في ذلك الوقت، إذن الإنجليز كانوا مهيمنين على المنطقة، وكان لابد من مهادنة الإنجليز...).
قال أحمد منصور: (هل صحيح كان يتقاضى راتب من البريطانيين؟)
فاجاب طلال بن عبد العزيز: (آه! نعم! كان يتلقى راتب، وكان الراتب هذا هو...).
قال أحمد منصور: (يعني لم يكن هذا الراتب بمثابة إسكات للملك أو نوع من شراء الولاء؟)
فاجاب طلال بن عبد العزيز: (ممكن، ممكن لأنه هدف الإنجليز، طبعاً معقول يعطوا راتب خمسة آلاف جنيه في ذلك الوقت لإنسان في الصحراء؟! مبلغ ضخم! هل ممكن يعطوه هكذا لوجه الله؟! لا! هم يعطوه لغرض في نفس يعقوب لا شك في ذلك...) اهـ.
وهكذا كان "عبد الإنجليز آل سلول" أول "خليفة" مسلم! يعمل في وظيفتين؛ وظيفة كإمام للمسلمين وولي أمر شرعي! ووظيفة في الحكومة البريطانية برتبة عميل وخادم لأهداف الصليب في جزيرة العرب!
ولئن كان الصحابة رضوان الله عليهم اجتمعوا يوماً وقرروا اجراء راتب شهري لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ليتفرغ لرعاية أمور المسلمين وإدارة الدولة الإسلامية... فإن "مجلس اللوردات البريطاني" قد أجرى راتبا شهريا لعبد الإنجليز آل سلول... لكن! لا ليتفرغ لرعاية أمور المسلمين! بل لرعاية الأهداف الصليبية في جزيرة العرب!
والحق يقال؛ لقد أدى عبد الإنجليز آل سلول ما أنيط به من مهام على أتم وجه، وتستطيع أن ترى ثمار عمله الدؤوب وعمل من جاء بعده؛ عبر الملايين من الممسوخين عقديا من المتاثرين  بـ "الإسلام السعوأمريكي"! من الذين لا يطبقون من الدين إلا بعض الطقوس المسموح بها دولياً!
ورغم أعتراف آل سلول بعمالة المؤسس للصليبين، وانه لم يكن سوى موظف في الحكومة البريطانية – كأي سفير أو ضابط في جيوشها الصليبية – رغم كل هذا، فإننا نجد مشايخ السلاطين لا تستحي من لمز المضطهدين الهاربين بدينهم إلى بلاد الغرب، واتهامهم بالعمالة للنصارى، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: (إن مما عرف الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ماشئت)!
وكثير من هؤلاء المغفلين يردد - كلما حُدث عن كفر هذه الدولة - كلام الموظف الحكومي السابق - برتبة "مفتي" - في دولة آل سلول؛ عبد العزيز بن باز [ ]: (الملك عبد العزيز نفع الله به المسلمين!... ورفع به مقام الحق! ونصر به دينه! وأقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!... ثم أبناؤه بعده!... وهذه الدولة السعودية دولة مباركة! وولاتها حريصون على إقامة الحق! وإقامة العدل! ونصرة المظلوم! وردع الظالم! واستتباب الأمن وحفظ أموال الناس وأعراضهم...) [ ] أهـ.
فيا سبحان الله! منذ متى كان عباد الصليب يحرصون على دعم دولة تقوم على نصرة الدين والتوحيد؟!! والله عز وجل يقول: {ولا يزالون يقاتلوكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}، ويقول: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}!!
بل الأغرب من هذا؛ ان تسمع بعضهم يتحدث عن المؤامرات التي تحيكها الدول الصليبية – أمريكا وبريطانيا - للقضاء على دولة آل سلول! وهل يهدم المرء ما بناه بيده؟!
وقبل الانتقال إلى الشهادة التالية، نترك القارئ مع هذا الموقف الطريف، الذي سجله "المستر ديلي" المساعد الاول للمندوب السامي في العراق - السير برسي كوكس - الصديق الحميم لعبد الإنجليز آل سلول:
يقول "ديلي": (بينما كنت أقدم للسلطان العزيز على قلوبنا "عبد العزيز آل سعود" في يوم 15 / 6 / 1916م عدداً من أكياس الذهب والريالات المتأخرة لدينا من مرتباته ومرتبات قضاته وجنوده ومعونات أخرى من المكتب الهندي الإنكليزي، رأى عبدُ العزيز مجموعة من البدو في مجلسه يتغامزون ضده وكأنهم اكتشفوا - لتوهم - عمالة عبد العزيز للانكليز بعد ان تساءل احدهم؛ "ما هي البضاعة التي...؟!"، فاستبقهم عبد العزيز وقال للبدو الحاضرين؛ "يالاخوان المسلمين اتركونا من هالتغامز وعاونوا هذا الانكليزي الكافر على حمل الدراهم التي جاء ليدفعها جزية للمسلمين ولإمام المسلمين من الكفار الانكليز... فقد ارسل لنا الكفار جزيتهم، وماذا نفعل؟! فهل اخذ الجزية من الكافر حلال ولاّ حرام يا مشايخ الدين؟…"، قال مشايخ الدين... الذين هم من مدرسة انكليزية؛ "بل هي حلال وأحل من الكمى"!!) أهـ [ ].

عبد العزيز آل سعود: بين بريطانيا الصليبية والدولة العثمانية
مهما يكن الموقف من الدولة العثمانية، ومهما وصلت إليه من انحراف في مراحلها الاخيرة، فلا يمكن لأي مسلم إذا خير بين العثمانيين وبين البريطانيين الصليبين، أن يختار بريطانيا!
على العكس من عبد الإنجليز آل سلول، الذي اختار الارتماء في حضن بريطانيا، على مهادنة العثمانيين.
فقد سأل أحمد منصور عن هذا؛ طلال بن عبد العزيز، فأجاب – كما سبق - : (وكان لابد من مهادنة الإنجليز...).
قال أحمد منصور: (ما هو مفهوم المهادنة هنا؟).
أجاب طلال بن عبد العزيز: (المهادنة؛ أنه يبني بلاده بوجود هذا التواجد الإنجليزي الضخم، اللي عامل حلقة حول المملكة العربية السعودية أو شبه الجزيرة العربية، أو القسم منها الأكبر وهو اللي عرف الآن بهذا الاسم، أن يهادنها ليبني بلاده، وينميها بالشكل الذي اتبعه فيما بعد، لأنه مجابهة هذه القوة مع وجود الإمبراطورية العثمانية، معناه إنه كان يقف أمام قوتين مهيمنة على المنطقة، بريطانيا من هنا، والدولة العثمانية من الناحية الأخرى، هو وجد أن العثمانيين لهم تواجد فيما يعرف بالمملكة العربية السعودية أكثر من الإنجليز، كانوا موجودين في الأحساء، وكانوا موجودين في مكة، وكانوا موجودين في الجنوب، الأتراك، فكان يهادن الإنجليز على حساب القوة الضاربة الموجودة في داخل بلاده، اللي هي الأتراك).
أحمد منصور – مقاطعاً - : (كيف كان يوازن ما بين العلاقة بالبريطانيين والأتراك؟).
طلال بن عبد لعزيز: (كان التقرب إلى الإنجليز على حساب الأتراك) أهـ.
وهذا الذي يسميه طلال بن عبد الإنجليز آل سلول "مهادنة" و "تقرب"، هو ما يطلق عليه شرعا؛ "موالاة"!
كتب صديق عبد الإنجليز ورفيق دربه؛ "جون فيلبي" [ ] معاتبا ابناء عبد الإنجليز بعد جفاء منهم، لم يكن على عهد والدهم: (... وكنت أصلي إلى جانب والدكم، خلف إمامه الخاص، وكان إمامه؛ إماما متعصبا ضد الانكليز "الكفار"، مما أثار غضب والدكم عبد العزيز أثناء الصلاة حينما قرأ هذا الامام الآية القرانية القائلة {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}، فتوقع عبد العزيز أن إمامه كان يعني بـ {الذين ظلموا}؛ عبد الله فيلبي والانكليز الموجودين معنا آنذاك، فتقدم عبد العزيز بعصبية نحو إمامه واجتذبه أثناء صلاته ورماه أرضا، ثم تقدمنا في الصلاة بنفسه وتلا الآية التالية {قل يا أيّها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين}، هذا هو والدكم عبد العزيز، ولكن المغريات الامريكية أغرتكم بزخرفها عن أصدقاءكم الاولين الحقيقيين، لكن أملي بالامير فيصل قوي، أن يعيد النظر ويتمسك بسياسة والده القديمة) [ ].

عبد العزيز آل سعود و "ستالين"
هل تعلم أخي الموحد! ان أول من اعترف بدولة "التوحيد" المزعومة – كما يحلو لعبيدها ان يطلقوا عليها – هو "ستالين"!!
نعم! ستالين! احد كبار أساطين الشيوعية! الذي من أقواله المأثورة!: (الدين خرافة)... ستالين عدو المسلمين، الذي أقام لهم المجازر تلو المجازر في ما كان يعرف بـ "الاتحاد السوفيتي".
يقول الشيخ الشهيد عبد الله عزام رحمه الله: (لم يشهد التاريخ في أحقابه مثيلاً للمجازر التي أقامها الشيوعيون للمسلمين... وقد وقع حوالي 60 - 65 مليون من المسلمين تحت وطأة الثورة البلشفية، وهؤلاء المسلمون ينتشرون على أرض مساحتها أكثر من 15 مليون ميل مربع - اكثر من مساحة أفريقيا -) [ ].
ولا نجد طلال بن عبد العزيز يبدي أي خجل عند التصريح بذلك، حيث يقول: (علماً أن أول من اعتراف بالملك عبد العزيز هو؛ ستالين).
أحمد منصور – مقاطعا - : (نعم، ما هو كنت سأسأل في هذا، نعم).
طلال بن عبد العزيز: (سنة 1926م أول من اعتراف بعبد العزيز، وكان المقيم الوحيد، كان يومها قائم بأعمال المفوضية، كان المقيم الواحد في مكة المكرمة هو السفير الـ... ).
أحمد منصور: - مقاطعا - : (الروس!).
طلال بن عبد العزيز: (أو المندوب الروسي) أهـ.
وطلال بن عبد العزيز ايضا لا يخجل؛ ان يذكر بأن الاتحاد السوفيتي الذي كان أول من اعترف بمملكة آل سلول، هو أيضا أول من اعترف بدولة العدو اليهودي – إسرائيل -
يقول طلال بن عبد العزيز: (يا سيدي! أولاً؛ الاتحاد السوفيتي كان من أوائل الدول التي أيدت قيام الدولة الإسرائيلية) أهـ.
لذلك فلا تستغرب أخي الموحد؛ إذا علمت بالأربعة آلاف مليون دولار التي تبرع بها آل سلول للاتحاد السوفيتي الشيوعي في أوج الحرب مع المجاهدين الأفغان، فآل سلول لم ينسوا هذا الفضل من الروس الملاحدة عليهم، والكلب معروف بالوفاء!
فهنيئا للمغفلين بدولة "توحيدهم" التي قامت بجهود بريطانية وبمباركة سوفيتية شيوعية!


عبد العزيز آل سعود والقواعد العسكرية الأمريكية
كثير من الذين لا خبرة لهم بتاريخ هذه الدولة الخبيثة، يظن أن دخول القوات الأمريكية الصليبية لجزيرة العرب، كان بسبب الغزو البعثي الصدامي للكويت، وانه لولا هذا التصرف من طاغية العراق السابق، لما كان للقواعد الأمريكية في جزيرة العرب – والتي تنطلق منها الطائرات الامريكية صباح مساء لتضرب المسلمين في مشارق الارض ومغاربها، والتي تمثل قواعد امدادات لتلك الجيوش البرية الجرارة التي تغزو بلاد الإسلام- أي وجود!
ولعل هؤلاء سيفاجئون إذا علموا؛ ان أول قاعدة عسكرية أمريكية أقيمت في بلاد الحرمين؛ كانت في زمن عدو الله عبد الإنجليز آل سلول، وذلك سنة 1946م، أي بعد سنتين من اتخاذ الكونجرس الأمريكي قراراً بمساعدة اليهود لإنشاء دولة لهم في فلسطين!! [ ]، وقبل سنتين من إعلان قيام دولة اليهود؛ "إسرائيل"!!
سأل أحمد منصور: (هل صحيح أن الملك عبد العزيز... منح الأمريكيين الفرصة لإقامة أول قاعدة عسكرية لهم في المملكة؟).
فاجاب طلال بن عبد العزيز: (نعم! صحيح...).
أحمد منصور: (تفتكر سمو الأمير! سنة كم أسست القاعدة الأمريكية في؟).
طلال بن عبد العزيز: (سنة 1946م).
أحمد منصور: (1946م ؟!).
طلال بن عبد العزيز: (نعم!).
أحمد منصور: (واستمرت إلى متى؟).
طلال بن عبد العزيز: (1961م...).
أحمد منصور: (هل كانت سرية؟).
طلال بن عبد العزيز: (لا! أبداً كانت معلنة!).
أحمد منصور: (كانت معلنة؟!!).
طلال بن عبد العزيز: (نعم! نعم! معلنة!...) أهـ.
أما عن محتويات أول قاعدة عسكرية صليبية أمريكية في بلاد الحرمين، فيقول طلال بن عبد العزيز، جوابا على سؤال أحمد منصور: (كانت تتكون من أيه؟ كانت أيه محتويات هذه القاعدة؟).
طلال بن عبد العزيز: (يعني بالنسبة للعدد؟).
أحمد منصور: (بالنسبة للأجهزة؟ القوات؟).
طلال بن عبد العزيز: (أبداً أنا شفتها بنفسي، هي مكان تواجد كان لا يتجاوز عشرين أو ثلاثين ضابط... وجود على أساس لو احتاجوه...) أهـ.
ورغم اعتراض الطاغوت رئيس مصر السابق – العبد الخاسر؛ عبد الناصر - على هذه القاعدة، إلا ان آل سلول لم يكونوا ليضحوا بعلاقاتهم مع اسيادهم الأمريكان من أجل "جمال" ولا غير "جمال"!
سأل أحمد منصور: (مصر اعترضت في العام 1957م أو في قبله على تجديد القاعدة الأمريكية التي كانت موجودة منذ العام 1946م، إلا أن المملكة العربية السعودية جددت العقد لمدة خمس سنوات بمبلغ خمسمائة مليون دولار).
فأجاب الأمير طلال بن عبد العزيز: (صحيح!) أهـ.
وسأل أحمد منصور: (هل تعتقد أن تجديد عقد القاعدة الأمريكية في الظهران أيضاً لمدة خمس سنوات بمبلغ خمسمائة مليون دولار - تدفع مائة مليون دولار سنوياً - لعب دور أيضاً في تأزيم العلاقة ما بين الرجلين [ ] وما بين الدولتين؟).
فأجاب طلال بن عبد العزيز: (ممكن، ليش لا! لأن الرجل يدعو إلى طرد الاستعمار وإحنا نيجي ندي القاعدة للاستعمار، وإحنا كنا مع الملك سعود يومها، كلنا مؤيدينه لأنه أبونا اللي عملها) أهـ.
هكذا يعترف آل سلول علناً وبكل صراحة، انهم ادخلوا الجيوش الصليبية إلى جزيرة الإسلام، دون وجود أي ضرورة لذلك – كما يتحجج لهم "بلاعمة" عصرنا – لا ضرورة شرعية ولا عقلية، اللهم إلا ضرورة تقديم فروض الطاعة لصاحب الأيادي البيضاء عليهم - "السيد الصليبي" -
وقارن هذا الاعتراف بنفيهم المتكرر - قديماً - لوجود أي قاعدة عسكرية صليبية.
وبكلام خائن الحرمين الشريفين؛ الدجال فهد بن عبد الإنجليز، في خطابه بتاريخ "18/1/1411هـ"، الذي أعلن فيه ان القوات الصليبية الأمريكية قادمة للدفاع عن دولتهم والمغادرة حال زوال الخطر "الصدامي"، حيث يقول: (... أيها الأخوة لقد أعقب ذلك الحدث المؤسف – أي غزو الكويت - إقدام العراق على حشد قوات كبيرة على حدود المملكة العربية السعودية، وأمام هذا الواقع المرير وانطلاقا من حرص المملكة على سلامة أراضيها وحماية مقوماتها الحيوية والاقتصادية... أعربت المملكة العربية السعودية عن رغبتها في اشتراك قوات عربية شقيقة وأخرى صديقة، حيث بادرت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، كما بادرت الحكومة البريطانية ودول أخرى بحكم علاقات الصداقة التي تربط بين المملكة العربية السعودية وهذه الدول؛ إلى إرسال قوات جوية وبرية لمساندة القوات المسلحة السعودية في أداء واجبها الدفاعي عن الوطن والمواطنين ضد أي اعتداء) [ ].  
وما درى الناس إن هذا البيان لم يكن سوى الإعلان الرسمي لبداية الاحتلال الصليبي "العلني" لجزيرة الإسلام، أما القواعد الصليبية، فهي موجودة من قبل هذا الإعلان بـ 44 سنة!


عبد العزيز آل سعود: مروج الرذيلة
ولعلنا نختم هذه الشاهدات الفاضحة، بشهادة تبين "مجون" مؤسس دولة "التوحيد" المزعومة!
في معرض سؤال أحمد منصور عن شخصية عبد الإنجليز آل سلول، قال: (كيف كانت رؤيته للعالم؟).
فاجاب طلال بن عبد العزيز: (رؤية متحفظة خصوصاً للغرب... إنما الأمور الحلوة اللي كان عبد العزيز يعملها، أنا كنت أشغل له الأفلام، أنا بنفسي ماكينة "بيل آند هاول" موجودة إلى اليوم، وأنا آتي عند بناته وعند زوجاته، وعند أخواته وأشغل أفلام الحرب، الحرب العالمية الثانية، وبعدين جبت له فيلم مصري، إلى الآن أبحث عنه وما وجدته).
أحمد منصور: (ما هو؟).
طلال بن عبد العزيز: (كان حاجة اسمها؛ ضباط، ثلاثة ضابط وامرأة، شيء من ها القبيل، فعلاً حتى آخر ما سألت فريد شوقي الله يغفر له، ما وجدناه، المهم قلت له؛ فيه فيلم مصري أيش رأيك أشغله؟ قال؛ شغله، قلت؛ بس فيه ستات؟! قال؛ شغله! كان أخواته الكبار في السن اللي عاشروه منذ خروجه من الكويت موجودات، متحفظات، فلما شغلته وطلعت الممثلة، أو كان يراها ولكن لا أتذكر اسمها ولابسة "مايوه" كلهم صاحوا؛ يا عبد العزيز! يا عبد العزيز! شيء غريب بالنسبة لهم، وامرأة بـ "مايوه"، قال لي؛ "سكِّر! سكِّر! سكِّر الأشياء هذه"، إذن كان متفتح) أهـ.
هكذا كان مؤسس دولة آل سلول! فلا يستغرب بعد؛ ان علمنا ان اغلب قنوات ترويج العهر والدعارة؛ يملكها ويديرها أفراد في هذه العائلة الخبيثة!
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا         فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
فليت شعري، ماذا بقي للمدافعين عن هذه الدولة بعد هذا! فهاهم آل سلول يعلنونها صريحة مدوية، نحن خدام الصليب، وأبونا ما كان إلا عاملا من عمال بريطانيا المخلصين في المنطقة! ونحن من خالفنا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدخلنا الصليبين وفتحنا لهم القواعد في جزيرة العرب!... {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}.


الخاتمة
أخي المسلم؛ بعد أن تبين لك حقيقة هذه الدولة الخبيثة - وبشهادة مؤسسيها – فإن عليك أن تحذر من الدخول في موالتها ونصرتها، والله عز وجل يقول: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، ويقول تعالى: {ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم}.
فان موالاة هذه الدولة ونصرتها؛ كفر مخرج من الملة – والعياذ بالله – قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله [ ] في نواقض الإسلام: (مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}).
وأعلم ان أسلمتها – بعد أن تبين لك كفرها – كذلك مخرج من الملة، قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في نواقض الإسلام: (من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم).
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (ولا فرق في جميع هذه – النواقض - بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره).
وأحذر ان تقول؛ لكن الشيخ الفلاني يزكي هذه الدولة، فإن المسلم مأمور باتباع الدليل، لا قول فلان أو رأيه، وقد منحك الله عقلا لتعرف الحق فتتبعه، وتعرف الباطل فتجتنبه، فلا تعطله! وتعتمد على عقل غيرك ممن اضله الله، فتكون في الدنيا من الذين قال الله عز وجل فيهم: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون}، وتكون يوم القيامة مع القائلين:{ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا}.
والله أعلم
وصلى الله على رسوله وآله وصحبه وسلم