دول » السعودية

لن نقضي على الإرهاب طالما لم نبتدئ بهؤلاء..!

في 2015/08/25

بينة الملحم- الرياض- رغم آلاف المقالات والكتابات ومئات البحوث والمؤتمرات والملتقيات واللقاءات والندوات والفعاليات وعشرات الإستراتيجيات التي كانت قد صدرت من جهات ومؤسسات وأفراد عديدين سوى أنّنا لا نزال نواجه ذات الأزمة وإن تعدّدت المسميات وتغيّرت بحسب ظروف كل مرحلة سياسية ومقتضياتها وتحوّلات المصالح منذ ظهور ما سمي بتنظيم القاعدة وحتى داعش ومسرحيات الإرهاب مستمرة مع تبدّل وتجدّد مسميات الممثلين المتمثلة في تنظيماته وجماعاته ووفقاً للتحالفات المعادية الخارجية وتقاطعها مع أطماع داخلية سواء من دعاة سياسة وفتنة أو من أدوات ومنفذين سذّج انطلت عليهم خدعهم وتمثيلهم ووقعوا في شراك الإرهاب ومواقد الفتنة حطباً لهم ولتحقيق مصالحهم الخاصة الشخصية أو أجندة استخبارات معادية خارجية.

لحظة ما تلقّيت خبر العملية الإرهابية بتفجير مسجد قوات الطوارئ بأبها بأسىً أكثر حينما تزامن مع سفري وتواجدي خارج المملكة والمكان مكتظ بعشرات الجنسيات فتلّفت يمنة ويسرة وأنا أجدّد ذات التساؤل منذ أكثر من عشر سنوات مضيتها في البحث والدراسة والتخصص في قضايا الإرهاب وجماعاته لمَ الشاب السعودي بالذات الأكثر سهولة في تجنيده وتحويله لفرد إرهابي دون الآخرين؟!

إنّ أصعب ما يقع فيه الباحث المتخصص مع تناول ذات الظاهرة محل الدراسة هو فخ التدوير؛ بمعنى أنّنا نطرح ذات الأسئلة في مواقف أو فترات متغيّرة أو متباعدة فنتوصل لذات الإجابات دون حلّها كلّيةً أو جزئياً، وهذا ما يفسر كل علامات الاستفهام والاستنكار عن السبب الجوهري في استمرار تفريخ أدوات إرهابية جاهزة للتفجّر طالما أن المستنقعات لم تجفّف فلا يمكن القضاء على البعوض أو بمعنى آخر هذا هو جواب التساؤل لمَ ورغم كل الإنجازات وجهود مؤسساتنا الأمنية في مكافحة الإرهاب تسبق بمراحل كل الجهود الفكرية التي يجب أن تعضدها إن لم تكن في مكانك راوح أو خانة "سجّل حضورك فقط أو سجّل موقفاً"

بعد كل عمل إرهابي يهمني رصد ردات الفعل المجتمعية والإعلامية أو المتخصصة من سياسيين أو باحثين أو كتّاب رأي أو الرأي العام؛ لا يزال الجدال العام من المتبني الحقيقي للعمل الإرهابي ومن يقف خلف هؤلاء الأدوات من الإرهابيين فعلياً، ومهما ومن كان خلف كل ذلك من الخارج علينا أن نواجه أنفسنا بالتساؤل أعلاه والذي لا يزال قائماً لمَ مسلسل تجنيد واستجابة الشاب السعودي أسهل من غيره لولا وجود عوامل أيضاً داخلية فضلاً عن المستهدِف الخارجي الذي لا ننكره حتماً!

يُعزي الكثير أو يظنّ موهوماً أن الفرد أو الشاب الذي سهُل التغرير به وخداعه والتحاقه بداعش أو عداها من جماعة إرهابية قد استجاب أو وقع في شراك ذلك التنظيم لأنه كان مغيّباً عن الوعي ولم يتساءل أولئك من الذين ساهموا أو عملوا على تغييب وعي هذا الشاب دون غيره بالذات. عوامل عديدة خلصت لها نتائج دراسات الباحثين والمتخصصين في قضايا الإرهاب ولكن في حال طبقنا دراسة حالة على نماذج متقابلة العوامل أو الظروف لابد أن يظهر عامل ساهم بشكل مؤثر في التمكن من هذا الفرد دون غيره أو استغلال تلك العوامل الأخرى بتحريض ذلك الفرد للانتقام أو الحقد وكره مجتمعه ودولته تحت غطاءات عدّة تتمظهر بالدين وترفع شعاراته والدين منها ومن أعمالهم الإرهابية براء.

مع بدء اشتعال الثورات حذّرت في هذه الزاوية ومنذ أكثر من ثلاثة أعوام من ظاهرة التحالفات الفكرية المتناقضة والتي كشفها حسابات شخصيات عديدة ومجهولة مجندة في موقع التواصل الاجتماعي تويتر ومن تخطيطها وغايتها مستقبلاً؛ ومن بعد ذلك التشخيص رأيتُ أن تحليلي قد تشعّب وأصبحت التحالفات بين دعاة السياسة والثورات لدول الجوار والتي اتخذت غطاء الحقوق قد أخذت تشقّ طرقاً متعددة من أبرزها استغلال بعض القضايا لتحقيق مآرب شخصية أو لتنفيذ أجندة سياسية خفية وظّفت مواقع التواصل الاجتماعي وتويتر خاصة من خلال حملات الوسوم أو الهاشتاقات التويترية كحملة #فكوا_العاني وغيرها.