دول » السعودية

هجمة (تويتر) الظالمة على وزير الإسكان

في 2015/11/10

عقل العقل- الحياة السعودية-

تابعت الهجمة الشرسة التي تعرض لها وزير الإسكان في «تويتر»، عندما تحدث عن رؤية وزارته لمعالجة مشكلة الإسكان في المملكة.

ما تطرق له الوزير كان في لقاء أقيم في مركز أسبار للدراسات والبحوث الإعلامية، وهذا المركز هو الوحيد الذي يقوم بترتيب مثل هذه اللقاءات الشهرية مع بعض المسؤولين، وتكون مغلقة ومع نخبة من المهتمين والمفكرين والكتاب في الموضوع المطروح.

وكم نادينا أن تكون لدينا مراكز بحثية تقدم الدراسات للجهات الرسمية بكل حياد وموضوعية في مقابل مادي، إضافة إلى أن تلك المراكز تقدم دراسات ولقاءات من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية، وهذا ما يقوم به مركز أسبار للدراسات.

عودة إلى الهجمة «التويترية» التي تعرض لها وزير الإسكان، بسبب ما قاله في لقاء نظمه المركز ذلك وتابعته الشهر الماضي، إذ ركز على مفردة الفكر في بداية كلمته، وأعتقد أنه من الظلم الانجرار وراء تلك الحملة من دون الاستماع إلى كامل كلمته، التي تفسر ما عناه في مفردة «الفكر» في مشكلة الإسكان.

حقيقة، ما أثارني هو الكم الكبير من التهكم من مسألة الفكر في ثقافتنا المحلية، وما المانع أن نعمل ونكاشف أنفسنا من أن حال الثقافة في ما يخص السكن بحاجة إلى تغير، التي إن تمت سيكون لها تأثير إيجابي في إيجاد حلول لمشكلة الإسكان لدينا. فمثلاً نعتقد أنه يجب أن تكون مساحات منازلنا كبيرة، وتصل مساحاتها إلى 700 متر، والأرض بهذه المساحة يفوق مبلغها مليون ريال، وقد يحتاج المواطن إلى سنوات طويلة لشرائها إن استطاع، وإذا سألت لماذا لا تكون مساحة الأرض مثلاً 300 متر لا تجد إجابة مقنعة.

وفي حال بناء قطعة أرض كبيرة، فإنها تحتاج إلى صيانة مكلفة واستهلاك مرتفع في الكهرباء والماء، وإذا أخذنا في الاعتبار أن معظم من يعانون من مشكلة السكن هم من الشباب، وهم الغالبية في مجتمعنا فعليهم التفكير والتخطيط بمنازل تتوازى مع مداخيلهم الاقتصادية، من حيث المساحة والشكل، فليس عيباً أن نمتلك شققاً، وننشر مثل هذا السلوك، فالسكن في شقة ليس بعيب. العاصمة البريطانية لمن يعرفها فإن أسعار الشقق فيها أغلى من أسعار المنازل العادية، وقد لا أكون مبالغاً إذا ناديت بأن يكون هناك تخطيط في عدد أفراد الأسرة أقل من ثلاثة أطفال، فهذه حياتنا وعلينا أن نخطط لها بحسب إمكاناتنا الاقتصادية كما هو موجود في كل دول العالم، وعلينا أن نسترشد بالفكر والثقافة في حياتنا ولا نجعلهما حال تهكم، فمن دونهما لا نستطيع الوصول إلى حل الكثير من قضايانا، إلا إذا كنا نعادي الفكر والثقافة ونعتمد على الارتجالية.

كلنا نعرف أن هناك احتكاراً للأراضي من قلة في المجتمع، وهذه حال لم توجد في لحظات، بل هي تراكمات من مراحل سابقة، والجهات المسؤولة تعمل الآن لحلحة الوضع، ومشروع نظام الرسوم على الأراض البيضاء أحدها، وقد لا أتفاجأ أنه في حال إقرارها أنها لن تحل أزمة السكن لدينا، فعلينا تغير مفاهيمنا وثقافتنا تجاه مسألة السكن.