خالد عبدالله تريم- الخليج الاماراتية-
انطلاقة جديدة، مهمة وحقيقية إلى المستقبل، والرسالة ذات أبعاد متعددة ومتشعبة، وطنية وعربية وعالمية، فبهذا الفعل الخلاق تكرس دولة الإمارات مبدأ المبادرة، وتسهم في تحقيق التغيير الإيجابي بما فيه مصلحة شعبها والعرب والإنسانية جمعاء. رسالة التغيير هذه تدعو إلى واقع أكثر تقدماً، لكنها، في الوقت نفسه، تنطلق من واقع متقدم، وإنما يكون البناء على البناء، ضمن هذا الأفق التأسيسي والتراكمي.
تقول الرسالة إن غرس زايد الخير، طيب الله ثراه، ما زال يثمر ويؤتي أكله، وإن نهج القائد الفذ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، راسخ ويزداد تألقاً وتأثيراً كل يوم. تقول الرسالة إن أسلوب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أثبت من الجدارة والأحقية ما لا يقاس، وإن في المقبل من الإقبال ما لا يحصى، وإن البشائر تتوالى فصولاً.
الكلام في هيكلية الحكومة الجديدة أولاً، وفي أهدافها. وفي حسن اختيار الوزراء أولاً، وفي السعي الجاد نحو تحقيق التوازن بين الجنسين عبر تعيين ثماني نساء، منهن وزيرة الدولة للتسامح، ووزيرة الدولة للسعادة، ومنهن وزيرة الدولة للتعليم العام، ووزيرة دولة للمجلس الوطني الاتحادي الذي يتمم تعيينها وجود امرأة إماراتية أيضاً في موقع رئيس المجلس الوطني الاتحادي، في أول سابقة عربية من هذا النوع، ومن الملامح المفصلية اعتبار التعليم، كل التعليم، من الحضانة إلى التعليم العالي والدراسات العليا منظومة واحدة، ما يحقق أنموذج وعي عميق: إذا أردنا مستقبلاً كبيراً فلنتعامل، لجهة التعليم، مع الإنسان، في مختلف مراحله، بالسوية ذاتها والاتساق نفسه.
والرسالة إلى كل مسؤول وموظف في الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، وإلى كل أب وأم وولي أمر، حيث أمامنا مرحلة جادة وشاقة من العمل المضاعف، نحو تحقيق المواسم أضعافاً مضاعفة.
يلفت النظر في التشكيل الجديد التركيز على غاية تطوير المحتوى والمعرفة واللغة العربية في اختصاصات أم الوزارات، وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وكذلك الإصرار على «التوطين» لفظاًومضمونًا في وزارة الموارد البشرية والتوطين، ما يرسل، بدوره رسالة دالة وبليغة، وتعيين وزيرة دولة في مقتبل العمر للشباب، مع سيرة ذاتية قوية ولافتة، ما يمثل ثقة الدولة بالشباب، واعتمادها عليهم في صناعة مستقبلهم ومستقبل الوطن.
أما الرسالة العامة التي يكرسها التشكيل الوزاري الجديد فرسالة التغيير، التغيير عبر العلم والابتكار، والشمول والتوازن والاستدامة، وقيم الأخلاق والتسامح، واعتبار سعادة المواطن العنوان المضيء لأهداف الحكومة.
أخلص التهنئة لقيادتنا وشعبنا على هذه الخطوة المتقدمة التي تقربنا من مستقبل الإمارات الذي في البال، وللوزراء على الثقة الغالية أو تجديدها، وكل الشكر لمن جد وأعطى وانتهى تكليفه المحدد، فيما وطنه بحاجته دائماًولن يستغني عنه، وإلى الأمام دائماً يا إمارات التقدم والمحبة والوفاء.