أعلنت وزارة الخارجية التركية الثلاثاء عن تعيينات جديدة في السلك الدبلوماسي تمس ممثلها الدائم في الأمم المتحدة وسفرائها في عدد من الدول، من بينها الإمارات والتي أثير شكوك حول دعمها محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا منتصف الشهر الماضي.
جاء ذلك ضمن جملة من التغييرات اتخذتها الحكومة التركية في جميع مؤسسات الدولة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز الماضي.
ونقلت الصحف الإماراتية مؤخرا تصريحات غريبة للسفير التركي لدى الإمارات «مصطفى ليفنيت» دون أن توضح مناسبتها أو دواعيها، أشاد فيها بموقف الإمارات من دعم الشرعية في تركيا بعد الانقلاب، وهي التصريحات التي أثارت الشكوك لدى مراقبين حول حقيقة تعبيرها عن موقف الحكومة التركية .
وأكد «مصطفى ليفينت بيلغن» متانة العلاقات بين بلاده ودولة الإمارات، مشيرا إلى أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في مختلف المجالات.
وأشاد السفير التركي بموقف دولة الإمارات الداعم للشرعية الدستورية وإرادة الشعب التركي وإدانتها محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقال إن بلاده تثمن حرص الإمارات على أمن واستقرار تركيا وشعبها، زاعما أن الإمارات كانت من أوائل الدول التي أعلنت تضامنها مع الشرعية الدستورية في تركيا ورفضت محاولة الانقلاب الفاشلة.
ووصف العلاقات الإماراتية التركية بأنها متميزة جدا، قائلا: «إن هناك تعاونا كبيرا بين البلدين في شتى المجالات».
تورط الإمارات
وتردد اسم الإمارات منذ المحاولة الانقلابية في تركيا كثيرا كطرف داعم للانقلابيين دون أن توجه تركيا رسميا أية اتهامات رسمية بهذا الصدد.
وكانت الاتهامات تشير إلى أن «محمد دحلان» مستشار ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» كان حلقة الوصل بين أبوظبي و«فتح الله كولن، المتهم بالتخطيط للانقلاب ، وأن «كولن كان في زيارة إلى أبوظبي قبل أسبوع واحد من الانقلاب لوضع اللمسات الأخيرة على خطة الانقلاب الفاشلة.
وذكر موقع «ميدل إيست أي» البريطاني في تقرير سابق أن هناك شبهات حول تورط الإمارات عن طريق القيادي الفلسطيني المفصول من حركة «فتح» «محمد دحلان»، في تمويل محاولة الانقلاب الفاشلة.
وأوضح الموقع البريطاني أن «دحلان» حول أموالا إلى مدبري الانقلاب في تركيا قبل أسابيع من محاولة الانقلاب وتواصل مع «كولن» من خلال رجل أعمال فلسطيني مقيم في أمريكا ومعروف لدى جهاز الاستخبارات التركية.
وكانت وسائل الإعلام العربية التي تبث من إمارة دبي مثل «سكاي نيوز عربية» و«العربية» قد نشرت في ليلة 15 يوليو/تموز أن انقلابا ضد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم قد نجح.
وحسب الموقع، فقد زعمت وسائل الإعلام المدعومة من قبل حكومة الإمارات أن «أردوغان» غادر تركيا، دون أن يؤكد وجود دلائل على تورط وسائل الإعلام هذه في محاولة الانقلاب.
وذكر الموقع أن حكومة الإمارات انتظرت 16 ساعة قبل إعلان إدانتها لمحاولة الانقلاب ودعمها للرئيس التركي «أردوغان».
ونقل الموقع عن مصادر أن الإمارات أطلقت عملية للتبرؤ من «دحلان» بعد ذلك، فنشرت على وسائل الإعلام أن هناك غضبا من «دحلان»، ثم أجبرته على مغادرة الإمارات، ويعتقد أنه الآن موجود في مصر.
وأعلن قيادي بارز بحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، أن سلطات بلاده تحقق حاليا في تورط «دحلان» في محاولة الانقلاب الفاشلة.
وبحسب «مركز الدراسات الاستراتيجية بسراييفو» (بحثي غير حكومي)، هناك بعض الشبهات القوية حول تورط «دحلان» المقيم في الإمارات حاليا والذي يحمل جواز سفر الجبل الأسود وصربيا، في محاولة الانقلاب.
وقال المركز البحثي إن «دحلان» تربطه علاقات صداقة بالسلطات الحاكمة في الجبل الأسود وصربيا.
ونقل عن القيادي بحزب «العدالة والتنمية» التركي، «أحمد فارول»، قوله إن هناك صلات وثيقة بين «دحلان» وأتباع «كولن»، مضيفا أن «السلطات التركية تواصل تحقيقاتها في تورط دحلان بالمحاولة الانقلابية، ونحن لن تتردد في معاقبة ومحاسبة أولئك الذين تورطوا في إيذاء بلدنا».
وكان «دحلان» قد أبعد من قطاع غزة والضفة الغربية، ويعتقد أنه يملك علاقات قوية بولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد آل نهيان».
ومنذ فشل محاولة الانقلاب في تركيا، حاولت الحكومة الإماراتية حسب الموقع إصلاح العلاقات مع أنقرة.
واعتقلت السلطات الإماراتية جنرالين تركيين يعملان في أفغانستان يشتبه بارتباطهما بمحاولة الانقلاب في مطار دبي الدولي وسلمتهما لتركيا.
وفي وقت سابق، كشفت مصادر مطلعة بتركيا لـ«الخليج الجديد»، أن المؤشرات حاسمة على (دور ما) لعبته كل من الإمارات ومصر والأردن في مخطط الانقلاب، لكن من المبكر تحديد مدى عمق هذا التورط، إلا أن مؤشرات أولية، لم تحددها المصادر، أظهرت تورط الدول الثلاث في محاولة الانقلاب الفاشل.
أولى هذه المؤشرات، كشفتها الإمارات نفسها، عندما باتت آخر دولة في الخليج، تصدر بيانا تعلن فيه تضامنها مع الحكومة التركية، وعودة الأمور إلى نصابها.
وذكر موقع إسرائيلي في تحقيق له، أن تركيا مقتنعة تماما أن دولا عربية كالإمارات تقف خلف الانقلاب العسكري الفاشل، خاصة بعد توارد أنباء عن زيارة «فتح الله كولن» لأبوظبي قبل أسبوع من الانقلاب
وكالات-